طالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية بالضغط الجاد على إسرائيل في اجتماع المانحين المقرر في العاصمة البلجيكية بروكسل الشهر القادم للوفاء بوعودها، وذلك خلال لقائه في مدينة رام الله، الليلة الماضية، مع عدد من سفراء وقناصل الدول المانحة حيث بحث معهم آخر المستجدات السياسية والأوضاع المالية والاقتصادية بحسب بيان صدر عن مكتبه تلقت «الرياض» نسخة منه، وقال اشتية إن إسرائيل قطعت العديد من الوعود خلال الاجتماعات السابقة للدول المانحة ولم تنفذ منها شيئاً، مشيراً إلى أن الجانب الفلسطيني يريد ضغطاً جاداً على إسرائيل خلال الاجتماع القادم للوفاء بهذه الوعود وتنفيذها ووقف كافة الاقتطاعات المالية والالتزام بكافة الاتفاقيات الموقعة معها. وأشار اشتية إلى أن «عدم وجود أفق سياسي والوضع المالي الصعب الذي نواجهه هو نتيجة استمرار الإجراءات الإسرائيلية الأحادية، والمتمثلة باستمرار الاقتحامات اليومية للمناطق الفلسطينية والاعتقالات والقتل والمزيد من الاستيطان، والاقتطاعات الجائرة وغير القانونية من أموالنا»، كما دعا رئيس الوزراء الفلسطيني المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل من أجل عقد الانتخابات في كافة الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس، وفق الاتفاقيات الموقّعة وما عمل به سابقاً. وترأس النرويج لجنة تنسيق مساعدات الدول المانحة منذ تأسيسها عام 1993 التي تتكون من 15 عضواً وعادة ما تجتمع مرتين في السنة في نيويورك أو بروكسل، وتضم اللجنة الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي وروسيا واليابان والسعودية وكندا والأردن ومصر وتونس والنرويج وإسرائيل وفلسطين، ويطلق الفلسطينيون على هذا الاجتماع اسم مؤتمر المانحين، حيث تتمحور المهمة الرئيسية لهذه اللجنة بتنسيق المساعدات الدولية إلى الأراضي الفلسطينية، وعادة ما يستعرض الجانب الفلسطيني أمام الدول الأعضاء كافة الأولويات والحاجات المالية الخاصة بكل عام. وسبق أن أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في 30 أبريل 2021 تأجيل الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي كانت مقررة في 22 من مايو في نفس العام بسبب عدم سماح إسرائيل بإجرائها في القدس الشرقية. من جهة أخرى، حذَّر نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية بالقدس الشيخ ناجح بكيرات، من سعي الاحتلال لتفريغ المسجد الأقصى المبارك، بعد الحشود المهولة من المصلين والمعتكفين خلال ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان، وأوضح بكيرات أن الاحتلال يحاول تفريغ الأقصى عبر الاعتقال والإبعاد والملاحقة للمرابطين والمعتكفين في المسجد، مشدداً على أن توافد الأعداد المهولة للأقصى والتي قُدرت بأكثر من ربع مليون مصلٍ، رغم القيود العسكرية، أفقد الاحتلال صوابه، وجعله يعاود التفكير بسياسة تفريغ الأقصى بسبل جديدة، وذكر أن سلوك الاحتلال في الأقصى بعد قرار منع اقتحامات المستوطنين وفرض الاعتكاف بالقوة، يدلل على تخبط كبير لدى قادة الاحتلال، داعياً في الوقت ذاته إلى مواصلة الاعتكاف والرباط في الأقصى حتى عيد الفطر، وأشار إلى أن ملاحقة واعتقال المرابطين في الأقصى هي رسالة تخويف لثنيهم عن مواصلة الاعتكاف والرباط بالمسجد، مبيناً أن الثبات واستمرار الاعتكاف هو الرد الطبيعي على كافة إجراءات الاحتلال. إلى ذلك، تتواصل الدعوات لاستمرار شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك، وتكثيف الرباط والاعتكاف في الأيام المتبقية من شهر رمضان، رداً على مخططات الاحتلال التهويدية بحق المسجد وبحق المقدسات الإسلامية في مدينة القدس المحتلة، وميدانيا، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر وصباح الأربعاء، حملة مداهمات واقتحامات في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، تخللتها مواجهات في بعض المناطق واعتقالات طالت عددا من الشبان، فيما وقعت اشتباكات في منطقة جنين، وأفاد نادي الأسير، بأن قوات الاحتلال اعتقلت سبعة فلسطينيين، خلال حملة دهم واعتقال نفذتها في عدة مناطق بالضفة والقدس، حيث جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية للاحتلال بحجة الضلوع في أعمال مقاومة مسلحة، ففي نابلس، داهمت آليات الاحتلال بلدة يتما، واعتقلت الشابين علاء صنوبر، وأحمد هشام صنوبر، وداهمت بلدة قبلان المجاورة واعتقلت حازم قاسم أقرع وصهيب عبد المنعم الأقرع، وتسللت قوات خاصة إسرائيلية إلى مخيم عسكر القديم، واعتقلت عبد الهادي خروشة، وعبدالله زمر، من المخيم، ثم أفرجت عن خروشة لاحقا، مدعية أنها اعتقلت منفذ عملية إطلاق النار التي وقعت بحي الشيخ جراح الثلاثاء، واقتحمت قوات إضافية من جيش الاحتلال حاجز حوارة العسكري، لتأمين انسحابها من مخيم عسكر. وفي أريحا، اعتقل جنود الاحتلال الفتى آدم سمير أبو شرار من منزله بمخيم عين السلطان، وسط مواجهات مع الشبان، وطالت الاعتقالات شابا لم تعرف هويته، بعد اقتحام منزله في بلدة نحالين قضاء بيت لحم، بينما صادرت قوات الاحتلال مركبة من بلدة المنشية جنوب المدينة، واعتقلت قوات الاحتلال والد الشاب طارق صالح من بلدة عارورة قضاء رام الله، للضغط على نجله لتسليم نفسه، وأفادت مصادر فلسطينية محلية باقتحام آليات وجيش الاحتلال مناطق أخرى من الضفة الغربية ونفذت عمليات مداهمة، في حين تعرضت لإطلاق نار كثيف خلال اقتحامها أطراف بلدة قباطية قضاء جنين، وفي القدس، اعتقلت قوات الاحتلال الفتى محمد درويش من بلدة العيساوية، بعد مداهمة منزل ذويه والعبث بمحتوياته، واقتحمت قوات الاحتلال بلدة الرام القدس، ونصبت حاجزاً عند منطقة ضاحية البريد في البلدة بغرض التضييق على الأهالي وفتشت المركبات وعطلت حركتها.