تتابع الجالية السودانية في مصر بحزن شديد تطورات الأوضاع في السودان في ظل الاشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش. وأعرب أبناء الجالية عن أملهم بأن تتوقف الصراعات الدموية التي خلفت مئات الضحايا بين قتيل ومصاب. وفي جولة ميدانية لمراسل الغد من القاهرة داخل أحد الأحياء المزدحمة بأبناء الجالية السودانية، رصدت الكاميرا حالة من الحزن تعتلي الوجوه، وألم يعتصر القلوب، في ظل العمليات العسكرية التي أعادت البلاد سنوات للوراء، بعدما كانت قاب قوسين أو أدنى من الاستقرار. المعز سيف الدين، وهو أحد السودانيين المقيمين في القاهرة، يطالب الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بوقف المعارك الدائرة، قائلا “الشعب السوداني تشرد ولم يعد له مأوى غير الشارع”. أما مواطنته هاجر طه، فقالت إن بيتهم في السودان تعرض للتدمير من جراء القصف بـ”دانة حربية”، متمنية أن تصل أصوات أبناء الجالية إلى القيادات السودانية. وفي أحد الأحياء التي تشهد وجودًا كبيرًا لأفراد الجالية السودانية. يحاول عاصم التوم الاتصال بأهله في الخرطوم، للاطمئنان على أحوالهم، مرة يستطيع الوصول إليهم وأخرى لا، في ظل انقطاع متكرر في الخدمات، نتيجة للأوضاع الميدانية الصعبة. يقول عاصم، إن أهله يعيشون في أماكن لا توجد بها مياه أو كهرباء ولا وسيلة تواصل مع انقطاع خطوط الاتصال وشبكات الإنترنت، ما يزيد من توتره وهو يتابع التطورات من بعيد. وتقدر المنظمة الدولية للهجرة أعداد الجالية السودانية في مصر بأكثر من 4 ملايين نسمة، موزعين في أنحاء الجمهورية، كغيرهم يطالبون بوقف العمليات العسكرية والاحتكام لصوت العقل. فما يحدث في السودان يتردد صداه في مصر، فالجالية السودانية التي تعد واحدة من أكبر الجاليات في البلاد، تعيش حالة من القلق على أوضاع السودان، قلق يجعلهم يطالبون بوقف العنف والتحلي بالمسؤولية، لإخراج الدولة من أزمتها.