تحول القرار الصادم لمجلس إدارة بايرن ميونيخ الألماني لكرة القدم في 24 مارس (آذار) الماضي بإقالة مدربه يوليان ناغلسمان من منصبه، معللاً بذلك خوفه من فقدان الثلاثية (الدوري والكأس بألمانيا، ودوري أبطال أوروبا)، إلى كارثة كبرى لأن الفريق البافاري سقط بعدها بأيام قليلة على أرضه أمام فرايبورغ 1 - 2 وودع مسابقة الكأس، قبل أن يخرج الأربعاء بخفي حنين من دوري الأبطال أيضاً على يد مانشستر سيتي الإنجليزي. كما أنه يواجه منافسة شديدة من قبل بوروسيا دورتموند في الدوري، حيث يتقدم الفريق البافاري بفارق نقطتين فقط علماً بأنه خاض مباراة مخيبة أخرى على أرضه ضد هوفنهايم، وانتهت بالتعادل 1 - 1 نهاية الأسبوع الماضي. وخاض بايرن ميونيخ بإشراف توخل 6 مباريات حتى الآن في مختلف المسابقات، ففاز في اثنتين فقط وتعادل وخسر في مثلهما. في المقابل، وعلى سبيل المقارنة، فإن بايرن فاز في مبارياته الثماني في دوري الأبطال جميعها قبل تعيين توخل، بينها انتصارات لافتة ذهاباً وإياباً على إنتر الإيطالي وبرشلونة الإسباني في دور المجموعات، وعلى باريس سان جيرمان في ثُمن النهائي من دون أن يتلقى أي هدف على أرضه في هذه المباريات. على الرغم من كل الحديث عن أداء متعثر للنادي تحت قيادة ناغلسمان، فإن بايرن قد خسر بإشرافه 3 مباريات فقط من أصل 37 مباراة في مسابقات هذا الموسم جميعها. وكان بايرن وضع ثقة كبيرة في ناغلسمان، حيث دفع أكثر من 25 مليون يورو لتحريره من عقده مع فريقه السابق (لايبزيغ)، وهو أعلى رسم انتقال لمدرب قبل توقيعه على صفقة مدتها خمس سنوات. وقال المدير الرياضي للنادي البافاري البوسني حسن صالحميدجيتش، مهندس صفقة ناغلسمان حينها، إن المدرب الجديد سيكون «مشروعاً طويل الأمد» على غرار المدربَين السابقَين الأسطوريَين للنادي البافاري، أوتمار هيتسفيلد ويوب هاينكس. ولكن وبعد أيام فقط من الخسارة أمام باير ليفركوزن 1 - 2 في الدوري المحلي، قامت إدارة بايرن باتخاذ القرار المفاجئ بإقالة ناغلسمان وتعيين توخل بدلاً منه. سعت إدارة النادي إلى إعادة سيناريو موسم 2019 - 2020 حين تم تعيين المدرب المؤقت حينها هانزي فليك في منتصف الموسم بدلاً من نيكو كوفاتش، وفاز بايرن بثلاثية لافتة في نهايته. وإذا كان توخل سيتجنب الانتقادات نظراً لضيق الوقت منذ تسلمه مهامه، فقد صبت بشكل مباشر على مجلس الإدارة، حيث تعرض الرئيس التنفيذي أوليفر كان، وصالحميدجيتش لانتقادات شديدة من أنصار الفريق، ليس فقط لإقالة ناغلسمان، بل أيضاً للوجهة التي يسير فيها النادي منذ توليهما مهامهما خلفاً لأولي هونيس وكارل هاينتس رومينيغه توالياً. واعترف كان في تصريحات نقلتها صحيفة «بيلد» قبل أيام قليلة من مواجهة مانشستر سيتي إياباً، «بالطبع، كنا نتخيل الأمر بشكل مختلف قليلاً»، حيث تطرق إلى خروج الفريق من كأس ألمانيا والمستوى الذي يقدمه في الدوري الألماني، والإقصاء المحتمل في دوري أبطال أوروبا منذ قرار إقالة ناغلسمان. وإلى جانب قرار إقالة ناغلسمان، كانت القرارات التي قامت بها الإدارة فيما يتعلق بصفقات انتقال اللاعبين عرضة للانتقادات، لا سيما الفشل في تعويض هداف من طينة البولندي روبرت ليفاندوفسكي، الذي انتقل الصيف الماضي إلى برشلونة. تعاقد بايرن مع مهاجم ليفربول السابق، السنغالي ساديو ماني، وسط ضجة إعلامية كبيرة، لكن الأخير سجل آخر هدف له في صفوف بايرن في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، علماً بأنه غاب لفترة أربعة أشهر عن الملاعب لإصابة في ركبته قبل أن يعود الشهر الماضي. يتعين على ثنائي الإدارة إيجاد الحلول المناسبة استعداداً للموسم المقبل لكي يعود بايرن للعب الأدوار الأولى في المسابقة القارية الأهم.
مشاركة :