فضائح: دراجات مجهزة بمحركات "كهربائية دقيقة" يستخدمها متسابقون

  • 2/13/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ضربت عالم سباق الدراجات فضيحة جديدة غير المنشطات الكيميائية، وهي "منشطات تكنولوجية"، وهي عبارة عن محركات كهربائية دقيقة تجهز بها دراجات، ما يمنح متسابقين أفضلية ومساعدة غير مرئية. كأن شرارة أشعلت نارا في هشيم، واستعرت بدءا من 30 كانون الثاني/يناير الماضي، لتعيد إلى واجهة قضايا المنشطات وشؤون الغش الرياضي وشجونه أحوال رياضة الدراجة الهوائية، التي لطخت سمعتها بين العامين 1990 و2000، ولا تزال تفاعلاتها مستمرة وتبعاتها تشغل أروقة دولية. لكن المستجد على هذا الصعيد ليس تنشيطا كيميائيا، بل تكنولوجيا فائقا. واللافت في الأمر أن رئيس الاتحاد الدولي للدراجات البريطاني مايكل براين كوكسون كشف العام الماضي أن عائلة اللعبة تواجه عدوا خفيا. وكان يعني في ذلك محركات كهربائية دقيقة تجهز بها دراجات، ما يمنح متسابقين أفضلية ومساعدة غير مرئية. وقد شهدت بطولة العالم لاختراق الضاحية (سيكلو كروس) في زولدر (بلجيكا) أخيرا انسحاب بطلة أوروبا للشابات البلجيكية فيمكه فان دن دريسشه (19 سنة)، واتضح لاحقا أنها كان تخوض سباقا على دراجة مزودة بمحرك كهربائي. وهي تقنية معقدة قليلا تولد قوة قوامها ما بين 10 و20 واط، فتحدث فارقا كبيرا بالنسبة للمحترفين. وقبل نحو ستة أعوام أثيرت شكوك عدة حول إنجازات محققة، منها ناجم عن فوز السويسري فابيان كونسيلارا في تور دي فيلاندر، والبلجيكي طوم بونن في غرامون، بفضل سبرنت غير مألوف. فكان جائزا أن يتساءل كثر عن استخدام دراجات ملغومة بمحرك خفي. ولم يسلم من هذه الهجمات والتصويبات البريطانيون الفائزون في دورة لندن الأولمبية عام 2012، ومواطنهم كريس فروم والإسباني ألبرتو كونتادور، اللذان تميزا في مراحل جبلية خلال دورتي فرنسا وإيطاليا. كانت همسات وشكوك حول تقنيات لا يمكن ضبطها أو كشفها، علما أن فروم نفسه (بطل دورة فرنسا مرتين) حذر أخيرا من إمكان وجود وسائل غش آلية، مطالبا بتكثيف الكشف على الدراجات لضبط المخالفين. وفي حين تجزم دن دريسشه إنها بريئة، وقد استخدمت خطأ دراجة شبيهة بدراجتها يبدو أنها ملغومة آليا، يؤكد فروم أنه سمع أحاديث عن وجود وسائل غش آلية، وأنه نقل ما سمعه إلى الاتحاد الدولي للدراجات، ناصحا أن يطبق الاتحاد المعنيون معايير للانضباط وإجراءات للبدء في الكشف على الدراجات في شكل أكثر انتظاما. وضبط المتسابقة الشابة لا يعني اكتشافا جديدا وفق خبراء، لأن المحرك موضوع التهمة متداول استخدامه منذ سنوات ومتوافر بأسعار متهاودة (نحو 4 آلاف يورو). حتى أن دراجات مزودة به وتستخدم في رحلات الترفيه والنزهات والرياضة العادية اليومية. غير أن سابقة دن دريسشه أظهرت إمكانية استخدام هذه التقنية في السباقات والمنافسات وبصورة خفية، علما أن مجرد معاينة أي دراجة من ناحية الوزن على الأقل، تكشف التلاعب في حال وجوده، باعتبار أن الاتحاد الدولي يسمح بـ8ر6 كلغ كوزن أقصى لدراجات السباقات. وبالتالي، فإن إخفاء آثار أي تلاعب تكنولوجي وآلي يتطلب تقنيات متقدمة للتضليل وعدم الشك بتخطي الوزن المسموح به. ما يعني أن منظومة هذا العمل تتخطى الدراجين إلى ميكانيكيي الفرق. ويؤمل أن تفضي تحقيقات الاتحاد الدولي والشرطة البلجيكية إلى كشف أسرار قريبا. فليست دن دريسشه هي المجرمة المطلقة وبطلة القضية من دون منازع، فقد وقعت في مصيدة جرتها إلى هذا المصير، وأطاحت بآمالها ومستقبلها الرياضي ربما. ما سيفرض اعتماد سياسة مختلفة تضيف إلى إجراءات كشف المنشطات تدقيقا تقنيا صارما، ما يحتم رصد موازنات لهذه الغاية باتت أولوية، وسترهق كاهل كثيرين. ووعد الاتحاد الدولي للدراجات بالتعامل مع هذه المستجدات المزعجة بمنتهى الجدية وزيادة وتيرة الفحوص الخاصة بوسائل الغش الآلية، لا سيما على أبواب دورة ريو دي جانيرو الأولمبية. والمحرك الخفي ابتكر استخدامه المهندس المجري شتيفان فارغاش عام 1998، مطلقا دراجة هوائية تصل سرعتها بفضل هذه التقنية إلى 80 كلم في الساعة. ومن الخطوات المتوقع أن يعتمدها الاتحاد الدولي لضبط الوضع، استخدام أجهزة تصوير طبقي سكانر لكشف التحايل. وكان اختبر هذا الإجراء لدى انطلاق دورة فرنسا من مدينة روتردام الهولندية عام 2010. كما أجرى فحصا دقيقا كاملا على دراجات في سباق ميلانو - سان ريمو الإيطالي عام 2014. وأوضحت مصادره أن ضبط دراجة المتسابقة دن دريسشه تم على الطريقة البوليسية، بعد ورود معلومات من مصدر التصنيع والتجهيز وعملية رصد واستقصاء ومتابعة ومطاردة. وهي طريقة جربها في رصد أداء متسابقين حققوا نتائج متقدمة في سباقات ودورات خلال العام الماضي، حتى أنه لجأ إلى تركيب كاميرات معاينة وتصوير في أماكن عدة. والخلاصة أن الغش التكنولوجي دخل بقوة وقد يضاهي غش المنشطات ويطلق حرب مكافحة شعواء، مفاجآتها لا تعد ولا تحصى. فرانس 24 / أ ف ب نشرت في : 13/02/2016

مشاركة :