استشهدت رضيعة فلسطينية وقُتل إسرائيلي في أحدث مواجهات مسلحة على حدود قطاع غزة الشرقية شنت خلالها طائرات حربية إسرائيلية غارات على منشآت مدنية في القطاع. وقالت مصادر طبية فلسطينية إن الطواقم الطبية انتشلت جثمان الطفلة حلا البحيري (عامان) مساء أمس، وأضافت أن ثلاثة آخرين أصيبوا بجروح متفاوتة، هم والدتها وشقيقاها، في منطقة تعرضت لقصف إسرائيلي شرق مخيم المغازي للاجئين وسط القطاع، وتم نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى القريب في مدينة دير البلح. كما أصيب فلسطيني في بلدة بيت لاهيا بجروح خطيرة أمس نقل على أثرها إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة. وأطلقت طائرات حربية إسرائيلية من طراز «أف 16» أميركية الصنع ثلاثة صواريخ على موقع لـ «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس» غرب مدينة خان يونس جنوب القطاع، من دون وقوع مصابين. وجاءت الغارات بعد ساعات من مقتل إسرائيلي على يد قناص فلسطيني ظهر أمس. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن القتيل موظف يعمل لدى وزارة الدفاع الإسرائيلية. وتشير روايات إسرائيلية إلى أن القتيل أصيب برصاصة قاتلة أطلقها قناص فلسطيني من قطاع غزة، وانه أصيب بجروح خطيرة في الجزء العلوي من جسمه، ونقلته مروحية عسكرية إلى مستشفى «سوروكا» في مدينة بئر السبع وسط صحراء النقب لتلقي العلاج. وقال موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي إن إطلاق النار استهدف مجموعة من العمال الذين كانوا يقومون بإصلاحات في السياج الحدودي مع قطاع غزة الذي لحقت به أضرار نتيجة العاصفة الثلجية الأخيرة. وجاءت الغارات على القطاع بعد قليل من تهديدات أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالرد بقوة على مقتل الإسرائيلي. وقال نتانياهو إنه ينظر بخطورة بالغة إلى الحادث، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي يعمل وفق سياسة الإحباط المسبق والرد بقوة على مثل تلك الهجمات الخطيرة التي لن تمر مرور الكرام. وكان نتانياهو قال قبل قليل من مقتل الإسرائيلي إن عدد الهجمات التي يشنها فلسطينيون شهد ازدياداً أخيراً، لكن الجيش وجهاز الأمن العام (شاباك) يعملان على إحباط هذه المحاولات. وجدد التزامه مواصلة «السياسة الحازمة في مواجهة الإرهاب». وقال أثناء زيارته ظهر أمس بلدة سديروت التي تُستهدف بصواريخ فلسطينية باستمرار عندما تتوتر الأوضاع على الأرض، إن اسرائيل نجحت بواسطة بناء السياج الأمني على الحدود المصرية في وضع حد لتدفق المتسللين على أراضيها، مضيفاً أن الحكومة ملتزمة إعادة هؤلاء المتسللين الذين لا يزالون داخل البلاد إلى أوطانهم. من جهته، قال نائب وزير الدفاع الإسرائيلي داني دانون، إن الحكومة قد تعيد النظر في إطلاق أسرى فلسطينيين في ظل التطورات على الأرض، مضيفاً أنه لا يمكن تجاهل الازدياد المثير للقلق على حجم الهجمات وخطورتها.