المنامة - ياسر ابراهيم - "كمية الحزن والقهر لا توصف كانوا يحلمون بالعودة إلى منازلهم بـ 5 الف ريال لكنهم عادوا جثه هامدة" هكذا وصف الخمسيني محمد الحرازي فاجعة التدافع الذي راح ضحاياها عشرات اليمنيين في مدرسة حكومية كان يستخدمها أحد التجار في توزيع مساعدات مالية للفقراء في العاصمة صنعاء. ومساء الأربعاء 19 أبريل/ نيسان توفي نحو 85 شخصاً على الأقل وأصيب المئات من المواطنين في مدرسة معين بمنطقة باب اليمن وسط تضارب الأنباء عن سبب الحادث، بين ماس كهربائي، أثناء تدافع المواطنين، وتساقط الأمطار، وبين اتهامات للحوثيين أن الحادثة كانت بسبب تفريقهم للمواطنين المتجمعين عبر إطلاق الرصاص الحي. وفقاً لوكالة فرانس برس بلغت الحصيلة النهائية لحادثة التدافع 85 قتيلاً فيما أصيب أكثر من 322 آخرون بجروح بينهم 50 في حالة حرجة، فيما قالت ميليشيا الحوثي أنّ 78 توفوا و77 أصيبوا بجروح. فاجعة سببها الجوع يقول الحرازي وهو أحد سكان باب اليمن لـ يمن شباب نت"،" أن الحادثة هزت المواطنين في صنعاء، وحولت فرحة العيد إلى حزن، متسائلاً "عن حال أسر الضحايا كيف وبأي حال يستقبلون عيدهم" حسبنا الله ونعم الوكيل على من كان السبب" الظروف المعيشية القاسية هي من دفعت المواطنين إلى البحث المساعدات لم نكن نعهد ذلك في السابق". ويعيش غالبية المواطنين في العاصمة اليمنية صنعاء ظروفا معيشية قاسية نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية وانعدام فرص العمل، واستمرار انقطاع الرواتب الحكومية للعام السابع على التوالي، بالإضافة إلى تضييق الحوثيين المستمر على السكان افتعال الأزمات المتتالية ومنع ومنع المساعدات الإنسانية وفرض الجبايات. تقول الحكومة اليمنية بأن المسئول عن مذبحة صنعاء التي وقعت في أحد مراكز توزيع المساعدات التابعة لأحد التجار، هو من نهب الخزينة العامة والاحتياطي النقدي والإيرادات العامة للدولة، وأوقف صرف مرتبات الموظفين منذ 8 أعوام، ومن عطل القطاع الخاص، وقوض فرص العمل لعشرات الآلاف من العاملين، تاركا إياهم دون أي مصدر للدخل لإعالة أسرهم. وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني بأن من يتحمل مسؤولية الحادثة هو من نهب الغذاء من أفواه الجوعى، ومارس التضييق على منظمات الإغاثة العالمية، ومنع التجار وفاعلي الخير من توزيع الصدقات على المحتاجين، ونهب الزكاة، وأموال الأوقاف، وفرض الرسوم والجبايات غير القانونية تاركا ملايين اليمنيين تحت مستوى خط الفقر، ومعدلات هي الأعلى عالميا في البطالة والفقر والبؤس والمجاعة". وحمل الإرياني في تغريدة له على موقع تويتر: " القتلة المجرمين القادمين من كهوف صعدة، والذين أوصلوا الأوضاع لهذه النقطة المأساوية، وحالوا حياة الملايين من اليمنيين إلى جحيم، المسئولية الكاملة عن هذه الجريمة. معزيا أسر الضحايا الذين سقطوا في حادثة التدافع المؤلمة، وندعوا لهم بالرحمة والمغفرة، ونسأل الله تعالى للمصابين الشفاء العاجل". من جانبه علق وزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان في منشور بصفحته على الفيسبوك قائلاً بأن" تَدَافَع الناس للموت لأنكم لم تدفعوا المرتبات لاذنب للتاجر! أن تحكم يعني أن تتحمل المسؤولية!.. مسؤولية كل ماحدث ويحدث .. وسيحدث! المسؤولية أمانة واحترامٌ للنفس .. الأمانةُ خشِيَتْ من حَمْلِها الجبالُ وحَمَلتَها أنت أيّها الظّلُومُ الجهول! لا عندك أمانة .. ولا احترام ولا حتى نفس". تجويع و إذلال حوثي خلال السنوات الماضية عمدت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران إلى إجبار رجال الأعمال والتجار، على تسليم مساعداتهم الرمضانية إلى الصناديق والهيئات التابعة للحوثيين في حين عملت على التضييق على المبادرات المجتمعية العاملة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، ومنعها من توزيع أي مساعدات المساعدات الإنسانية. ويشكو المواطنون في العاصمة صنعاء الذين كانوا يحصلون على مساعدات إنسانية من حرمانهم منها، بسبب منع واحتكار توزيع الزكاة من قبل ميليشيا الحوثي، وقالوا خصوصاً التي كانوا يحصلون عليها سنوياً قبل حلول رمضان وخلال أيام الشهر الفضيل. وتسعى ميليشيا الحوثي للسيطرة الكاملة على اي مساعدات توزع للمواطنين من قبل التجار والمغتربين، بعد أن تمكنوا من التصرف بالمساعدات الإغاثية التي توزع من قبل المنظمات الدولية والمحلية في مناطق سيطرتهم، في الوقت الذي يعيش فيه غالبية المواطنين تحت خط الفقر. يقول الكاتب اليمني مصطفى ناجي "يريد الحوثي ان يجعل من الزكاة قطيعة مع الجمهورية. كانت في التشريع عبادة تعود الى ضمير الشخص ويريد جعلها شأن حكم واستعراض قوة. ليس الزكاة فحسب بل الصدقات ايضاً مضيفاً في تدوينة له على موقع تويتر"الحصيلة سياسة تجويع حتى يلقى الناس الموت في طريق الصدقة.صنعاء أمام فاجعة قبيل العيد، والتنصل من المسؤولية أفجع.
مشاركة :