الآلاف يفرون من الخرطوم مع احتدام القتال

  • 4/21/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عبر آلاف السودانيين الحدود إلى تشاد للفرار من القتال في منطقة دارفور الغربية، وهرب آلاف آخرون من العاصمة الخرطوم، إذ تجدد إطلاق النار بكثافة، أمس، مع انهيار أحدث وقف لإطلاق النار. وأدت مواجهات عنيفة، اندلعت الأسبوع الماضي، إلى مقتل أكثر من 330 شخصاً حتى الآن، ودفع الدولة التي تعتمد على المساعدات الغذائية إلى ما تصفه الأمم المتحدة بأنه كارثة إنسانية. ودارت أعنف المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع في أنحاء الخرطوم، إحدى أكبر المناطق الحضرية في أفريقيا، وفي دارفور التي عانت من صراع انتهى قبل ثلاث سنوات. وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي، أمس، إن ما بين عشرة و20 ألف شخص فروا من القتال لجأوا إلى القرى الواقعة على طول الحدود داخل تشاد. وقالت المفوضية، في بيان، إنّ «غالبية الوافدين هم من النساء والأطفال، وتعمل المفوضية عن كثب مع الحكومة التشادية وشركائها لتقييم احتياجاتهم وإعداد استجابة مشتركة». كذلك، تنسّق المفوضية مع السلطات التشادية من أجل مساعدتها على تسجيل الوافدين الجدد في الأيام المقبلة. وأشار البيان إلى أنّ شرق تشاد كان قد استقبل سابقاً أكثر من 400 ألف لاجئ من السودان، موضحاً أنّ «الوافدين الجدد يفرضون ضغوطاً إضافية على الخدمات العامّة والموارد في البلاد، التي تعمل أساساً فوق طاقتها». وقالت المفوّضية إنّ أكثر الاحتياجات إلحاحاً، هي الماء والغذاء والمأوى والرعاية الصحية وحماية الأطفال والوقاية من العنف القائم على النوع الاجتماعي. وأكدت أنّ الدعم النفسي والاجتماعي يحتلّ أيضاً مكانة مهمّة بالنسبة إلى المفوضية. ولفتت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أنّها «قلقة للغاية بشأن تصاعد العنف في السودان»، في وقت أحصت فيه منظمة الصحة العالمية «أكثر من 330 قتيلاً و3200 جريح» جراء المعارك المتواصلة منذ السبت. وقال مساعد المفوض السامي لشؤون العمليات رؤوف مازو، في بيان: «من الضروري أن يتوقف النزاع لتجنّب المزيد من الخسائر في الأرواح». وأضاف «نكرّر دعوتنا لجميع الأطراف لحماية المدنيين، بما في ذلك اللاجئون والأشخاص النازحون، واحترام سلامة العاملين في المجال الإنساني حتّى يمكن إيصال المساعدات الأساسية». وفي هذه الأثناء، أفاد شهود في مدينة الأبيض بوقوع اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، وبوقوع أعمال نهب واسعة النطاق. وشهدت الخرطوم وأم درمان وبحري تجمع السكان في محطات الحافلات مع حقائبهم، بعد مزيد من الانفجارات وإطلاق النار صباح أمس. وقال ساكن في الخرطوم يدعى عبد الملك: «لا يوجد غذاء والمتاجر الكبيرة خاوية، والوضع ليس آمناً، لذلك يرحل الناس بصراحة» ولا يزال كثير من السودانيين محاصرين، إلى جانب آلاف الأجانب، في مدينة تتحول سريعاً إلى منطقة حرب. وانتشرت سيارات محترقة في الشوارع، وأحدثت القذائف ثقوباً في المباني، بما في ذلك مستشفيات مغلقة حالياً. أزمة إنسانية ربع سكان السودان تقريباً يعانون بالفعل من أزمة إنسانية حتى قبل اندلاع الصراع. وأوقف برنامج الأغذية العالمي واحدة من كبرى عمليات المساعدات العالمية التي يقدمها في السودان، يوم السبت الماضي، بعد مقتل ثلاثة من موظفيه. ويقع السودان على حدود سبع دول بين مصر والسعودية وإثيوبيا ومنطقة الساحل المضطربة في أفريقيا، ولذا توجد مخاوف من أن تفاقم الأعمال القتالية التوترات. وقالت تشاد إنها أوقفت ونزعت سلاح وحدة سودانية قوامها 320 جندياً يوم الاثنين الماضي.

مشاركة :