مَن يملك معلومات موثوقا بها يملك العالم كله، لكن مجتمع ما بعد الحقيقة أدخل تعديلات قاسية على هذا الاعتقاد الكلاسيكي السائد. ففي عصرنا حيث أصبحت المعلومات سلاحا في المعركة الدائرة بدون قواعد نجد تسعر الحرب الإعلامية المعلنة ضد روسيا، التي تستخدم فيها شتى الوسائل بدءا من الأخبار المزيفة وانتهاء بالكذب السافر. جاء ذلك على لسان، سيرغي كرافيتس، المحرر المسؤول في البوابة الإلكترونية للموسوعة الروسية الكبرى bigenc.ru ، الذي أدلى بحديث لصحيفة "روسيسكايا غازيتا" الروسية. وقال كرافيتس: "بالطبع نحن جميعا قلقون من تطور الأوضاع على جبهة الحرب الإعلامية، ويتم حاليا وضع واستخدام شتى الامكانات بغية التصدي للضغط العدواني. لكن بوابتنا ليست وسيلة إعلام ولا تهمها الأخبار الساخنة التي قد ينساها القارئ بعد يومين أو 3 أيام. من المهم لنا أن نُدرك ضرورة أن تتحول المعلومات إلى نزعة جادة ثابتة أو إلى ظاهرة حقيقية في حياة المجتمع. وإذا كان الأمر كذلك فإن هذه الظاهرة ستصبح لب موضوعنا". ومضى قائلا:" لذلك نحن لا ننافس "ويكيبيديا" بما تطرحه من معلومات غالبا ما تكون لااحترافية وتقدم تصورات عامة حول الموضوع، علما أن كاتبي كل مقالاتها أشخاص مجهولون. بينما مهمتنا تقديم معرفة مضمونة. ولكل مقال مؤلف، وهناك فريق غالبا ما يتكون من 50 شخصا يعمل على نشر المقال، بينهم المؤلف والخبراء والخدمة الموسوعية. على سبيل المثال، المقال عن العملية العسكرية الخاصة يتم إعداده بالتعاون مع هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية. وهو لن ينشر على البوابة إلا بعد جمع ومعالجة حجم كبير من المعلومات الموثوق بها. لكن على كل حال لن يكون هذا المقال بمثابة رد فعل على التطورات الأخيرة". وأعاد، سيرغي كرافيتس إلى الأذهان أن عمر "ويكيبيديا" في روسيا زاد عن 23 عاما، وقال:" أما نحن فقد بدأنا واستطعنا أن ننشر خلال عام واحد 25000 مقال على سبيل التجربة ونخطط لأن ننشر في الآتي من الأيام 220 – 240 ألف مقال". يذكر أن استحداث بوابة الموسوعة الروسية الكبرى bigenc.ru تم بناء على مرسوم رئاسي، وقد خصصت أموال كبيرة لتطويرها. المصدر: روسيسكايا غازيتا تابعوا RT على
مشاركة :