مهام جسيمة ملقاة على عاتق الإنقاذ البحري في شرطة دبي، لإنقاذ أرواح الناس على الشواطئ، إلّا أن ذلك لا يعني ألّا تكون هناك لفتات إنسانية غير مألوفة في عمل فرق الغواصين، وذلك في إطار سعادة الناس التي تضعها حكومة دبي والقيادة العامة لشرطة دبي هدفاً استراتيجياً ومعياراً مهماً. الجهوزية التامة التي تبديها فرق الإنقاذ البحري في شرطة دبي للتعامل مع الحالات الطارئة على الشواطئ، وعلى مدار 24 ساعة، بهدف الاستجابة للحالات في أسرع وقت ممكن، إلّا أن الإنقاذ البحري استجاب لبلاغات من أشخاص كانت غريبة بعض الشيء وغير مألوفة على مهام الإنقاذ. تحقيق السعادة الرائد علي عبدالله القصيب النقبي، رئيس قسم الإنقاذ البحري، في الإدارة العامة للنقل والإنقاذ في شرطة دبي، أكد أن شرطة دبي تسعى لتحقيق سعادة الناس، لذلك تعمل جاهدة للقيام بمهامها في تحقيق الأمن، وتعمل أيضاً على الاستجابة لطلبات الناس، ولو اعتبرها البعض صغيرة لأنها قد تكون ذات قيمة كبيرة لأصحابها على المستوى المعنوي أو المادي. خاتم متوارث وكشف الرائد النقبي أن الإنقاذ البحري في شرطة دبي تلقى بلاغاً في أحد الأيام من عائلة بريطانية كانت تسبح على شاطئ الجميرا يفيد بفقدانها لخاتم متوارث بين أفرادها منذ مئات السنين، مشيراً إلى أن أفراد العائلة أبلغوهم بأن هذا الخاتم ذو أهمية تاريخية كبيرة وهو متوارث من الأجداد إلى الأبناء. وبيَّن أن أحد أفراد العائلة الذي حصل على الخاتم من والده، ونزل إلى مياه شاطئ الجميرا وسبح فيها ليسقط الخاتم إلى منطقة القاع، مشيراً إلى أن صاحب الخاتم أبلغ الشرطة بأنه يتمنى مساعدته على استعادته لما للخاتم من قيمة معنوية كبيرة عنده، ويرغب في أن يحمله ابنه من بعده. وأضاف الرائد النقبي أن شرطة دبي قررت إدخال السعادة إلى قلب صاحب الخاتم، حيث نزل الغواصون إلى قاع البحر، وشرعوا في عملية البحث، ورغم صعوبة العثور عليه نتيجة الرمال المتحركة في منطقة القاع تمكن الغواصون من إيجاده وإعادته لصاحبه. وتابع: كانت السعادة كبيرة على وجه صاحب الخاتم، والذي وجّه رسالة شكر بعد عودته إلى موطنه إلى شرطة دبي على اهتمامها بالبحث عن خاتم العائلة، رغم أنه يعتبر أمراً شخصياً ليس من صلب واجباتهم. خاتم زواج دبلة وأضاف الرائد النقبي أن من المهام غير المألوفة التي نفذها قسم الإنقاذ البحري، تمثلت في البحث عن خاتم زواج دبلة، أضاعه زوجان أثناء سباحتهما على شاطئ الجميرا، حيث قدما بلاغاً إلى الشرطة يطلبان البحث عن هذا الخاتم. وأشار إلى أن الزوجين أكدا أن الخاتم يعني لهما الكثير، وله قيمة معنوية كبيرة، مبيناً أن غواصي شرطة دبي بذلوا جهداً في البحث عن الخاتم، الذي يعد صغيراً جداً مقارنة بحجم مكان البحث إلّا أنهم استطاعوا إخراجه من المياه وإعادته للزوجين ما أسعدهما. أما المهمة الأخير الغريبة هي طلب بحار آسيوي مسن من الإنقاذ البحري في شرطة دبي مساعدته في إخراج طقم أسنانه الذي سقط في البحر أثناء قيامه بالاغتسال على سطح المركب، حيث استجابت شرطة دبي لطلبه، فقد كان الرجل فقيراً جداً، ولا يملك ثمناً لشراء طقم آخر. وبين الرائد النقبي أن شرطة دبي تحركت لإخراج الطقم من البحر رغم الظروف الصعبة في مكان توقف السفينة بالقرب من الميناء، بسبب الظلام الدامس في المياه والوحل العميق في المكان، وبعد قرابة الساعة من البحث استطاعوا إخراج طقم الأسنان، وكانت سعادتهم بالغة عندما شاهدوا الفرحة ترتسم على وجه الرجل الفقير.
مشاركة :