صنعاء - الخليج: مع تقدم قوات الشرعية نحو العاصمة اليمنية صنعاء، يتهيأ الأهالي فيها لمتغير جديد يلوح في الأفق، غير أنهم لم يتبينوا ملامحه بعد، ما جعل الكثيرين يعيشون لحظات ترقب قلقة، فيما انبرى ساسة وعسكريون للحديث عن اللحظة المرتقبة، في ظل تشديد الإجراءات الأمنية من قبل الانقلابيين، الذين باتوا يعيشون في حالة استنفار ورعب بعد تقدم قوات الجيش الوطني في نهم شرق العاصمة. وأكد السياسي اليمني رشاد سالم لالخليج: في هذه الساعات الحرجة المطلوب بشكل عاجل أن تصدر قيادة قوات تحرير صنعاء بيانات تطمين للمواطنين وإرشادات أمنية ووقائية عامة، مضيفاً لا بد أن القوات القادمة تمتلك تفاصيل خطة متكاملة تبتدئ من تحرير صنعاء إلى تأمين الأمن والمؤسسات والتعامل العسكري وغير العسكري مع قوات تحالف صالح والحوثي وفقاً للحالة، حد تعبيره. ويرى أن الدخول إلى صنعاء سيكون منظماً ومجهزاً ليس فقط لتحرير صنعاء، وبالتأكيد هناك مختصون بمهام تأمين المواطنين والمؤسسات وكل ما يتصل بحفظ الأمن في العاصمة صنعاء. وحذر من وصفهم بعض المتحمسين الذين يبادرون بتقديم ما يشبه تعليمات للمواطنين في كيفية التعامل مع الحوثيين وميليشيات صالح، منتقداً هذه الاجتهادات سوف تؤدي عكس ما يرمي إليها أصحابها ، ولهذا يجب ترك هده القضايا للمختصين حتى لا تختلط الأوراق. وأكد الخبير العسكري العميد محسن خصروف هناك الكثير مما يشير بقوة إلى أن ساعة الانقلابيين قد أزفت، في هذا الجو العام الذي تتكاثف فيه بشائر النصر للوطن ودولته الشرعية. ودوّن في صفحته على الفيس بوك متسائلاً: هل تقف كبرى قبائل بني مطر والحيمتين وهمدان وسنحان وبلاد الروس وآنس وعنس والحدا وبقية القبائل في الطوق الثاني، هل يقف هؤلاء مع أنفسهم لحظات يحكمون فيها العقل والضمير ويستدعون وطنيتهم من جديد فيطهروا مناطقهم من ميليشيات القتل ويعلنوا التحاقهم بالشرعية ، ليكون لهم شرف المشاركة في استعادة الدولة ومؤسساتها والأمن والاستقرار ويوقفوا نزيف الدم وقتل أبنائهم؟. وأكد خصروف، المعين مؤخراً مديراً لدائرة التوجيه المعنوي في الجيش اليمني، إن قوات الجيش الوطني والمقاومة تنجح بتفوق في فتح البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء لتحريرها من القوى الانقلابية، وقبائل بني الحارث وأرحب وبني حشيش تعلن انضمامها للشرعية، وهزائم الانقلابيين تتوالى شرقاً وغرباً وميدي وبعض مديريات الحديدة تتحرر، والخناق يضيق على الميليشيات الانقلابية وقيادات كبرى في قوات الاحتياط تلتحق بالشرعية. ولا تخلو صنعاء من مشاهد تذمر انعكست في وقائع عديدة، ومنها واقعة الاشتباكات التي اندلعت أمس بين أفراد من قوات الأمن الخاصة المكلفة بحماية السفارة الأمريكية بصنعاء ومسلحين حوثيين في محيط السفارة بمدينة سعوان، شرقي العاصمة اليمنية صنعاء. وحسب شهود عيان فإن جنوداً من قوات الأمن الخاصة الأمن المركزي سابقاً قاموا بقطع الشارع أمام السفارة الأمريكية للمطالبة بصرف مرتباتهم قبل أن يصل مسلحون من الميليشيات ويشتبكوا معهم، فيما لحقتها، تعزيزات كبيرة وصلت للمسلحين الحوثيين إلى المكان لتعزيز مسلحيهم والسيطرة على المكان وأعادوا فتح الشارع واعتقال الجنود المحتجين، دون تسجيل أية خسائر. وأمس أبرز إعلام الانقلابيين، صورة للمخلوع صالح قالت إنه لدى ترؤسه اجتماعاً للجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام والأحزاب المتحالفة معه بصنعاء، دون أن يوضح هذا الإعلام ما خرج به هذا الاجتماع، الأمر الذي جعل الكثيرين في صنعاء يقولون إن تعنت الانقلابيين ما زال مستمراً ويحذرون من عواقب مخيفة، فيما أبرز إعلام الحوثيين صوراً لمحمد علي الحوثي الذي يرأس ما تسمى اللجنة الثورية العليا وهو في زيارة لمحافظة الحديدة، ردد البعض أنه يهيئ لخروج آمن لقيادة الانقلابيين. ميدانياً، أكدت مصادر عسكرية مطلعة فشل ثلاث محاولات للانقلابيين لاستعادة السيطرة على منطقة فرضة نهم الاستراتيجية التي تعد البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء. وأشار العميد ناصر أحمد صالح متاش في تصريح لالخليج أن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بدعم من قوات التحالف أحكمت سيطرتها على منطقة فرضة نهم منوهاً بأن السيطرة على منطقة مسورة سهلت تقدم الجيش والمقاومة في منطقة نقيل غيلان التي تشهد تراجعاً لافتاً لمواقع تمركز المتمردين. وكشف العميد متاش عن التحاق الكثير من رجال القبائل وجنود وضباط قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس السابق لصفوف الجيش الوطني والمقاومة. ولفت إلى أنه سيتم تطويق العاصمة صنعاء من كافة المنافذ الأربعة لإجبار الانقلابيين على الاستسلام ، وأن هناك حرصا لدى قوات الجيش الوطني والمقاومة والتحالف العربي على تجنيب العاصمة أي تداعيات وتحريرها بأقل كلفة. وأشار العميد متاش إلى أن قيادات عسكرية موالية للمخلوع أجرت اتصالات بالقيادة العسكرية لقوات الجيش الوطني وأبدت استعدادها للانشقاق عن الأخير مقابل تأمينها.
مشاركة :