ظاهرة تساقط الشعر مع تقدم العمر ليست بالغريبة، فكلما تقدم الإنسان بالعمر وجد شعيرات رأسه تتساقط، وتمتد الظاهرة لتشمل حتى الحيوانات الأخرى من الثدييات ذات الفراء، فكلما زادت سنوات عمر الحيوان تراجعت كثافة فرائه. توصل العلماء إلى العلاقة بين عمر البصيلات التي ينمو منها الشعر وبين تساقطه، وما يبحث عنه العلماء الآن هو لماذا تتعرض البصيلات لذلك، ووجد باحثون يابانيون أن الشعر يتجدد من خلايا جذعية تنقسم لتنتج خلايا جذعية لبصيلات جديدة ولكن تلك الخلايا الجذعية تشيخ هي أيضاً مع تقدم العمر، ويقول الباحثون إن ضعف وتآكل الحمض النووي للخلايا الجذعية للبصيلات يتسبب في إحداث تغيرات كيميائية تحدث ضموراً في بصيلة الشعر وتعيقها عن إنتاج شعرة جديدة، ويعتبر الضمور المرتبط بتقدم العمر عملية طبيعية بكثير من أعضاء الجسم، وما يحدث تحديداً في بصيلات الشعر أنها تذبل مع مرور الوقت بسبب تعرضها الدائم للشمس بالإضافة إلى تعرضها للكيماويات، ويساعد تحديد تلك الأنواع من الكيماويات مستقبلاً في إبطاء عملية الضمور قبل تأثر الخلايا الجذعية للبصيلة. وبصيلة الشعر هي بنية الجلد التي ينمو منها الشعر، وتوجد أعداد كبيرة منها بكل الجلد ما عدا الشفتين، وراحتي اليد، وباطن القدمين؛ وتقوم البصيلة بإنتاج الشعر من خلال تجميع الخلايا القديمة وحزمها مع بعضها بعضا لتكوين شعرة، وتمد كل بصيلة بواحدة أو أكثر من الغدد الدهنية التي توفر لها الزهم وهي الإفرازات التي تفرزها تلك الخلايا لتزييت الشعرة والجلد، كما تساعد الغدد العرقية أيضاً في تلك المهمة؛ وتوجد بها كذلك حزمة من الألياف العضلية التي تقاوم شد الشعرة، أما في قاعدة البصيلة فتوجد الخلايا الجذعية المسؤولة عن تنظيم عملية نمو الشعرة داخل البصيلة، وتسمى قاعدة الشعرة بـالحليمة وتتكون من النسيج الضام والشعيرات الدموية وتحيط بها مصفوفة الشعر المكونة من الخلايا الظهارية التي تنقسم سريعاً لتنظيم نمو الشعرة، والخلايا الصباغية التي تمد الشعرة باللون الطبيعي.
مشاركة :