تشيع التهابات الملتحمة بين كثير من الأطفال، حتى حديثي الولادة في بعض الأحيان لا يسلمون منها، وهي تصيب الغشاء الرقيق الذي يغطي الجزء الأبيض من العين والسطح الداخلي من الجفن؛ وهي حالة واضحة الأعراض تظهر في شكل احمرار بداخل العين. تسبب تلك الحالة العديد من البكتيريا والفيروسات وبعض العدوى المرضية الأخرى مثل التهاب الأذن، والجيوب الأنفية، والتهاب الحلق؛ وهي الأنواع نفسها التي تسبب أمراض الكلاميديا والسيلان، وفي بعض الأحيان تنتج تلك الحالة عن الحساسية لذلك فإن الأطفال الذين يعانون الحساسية مثل حمى القش يكونون أكثر عرضة لها، ومن مهيجات التهاب الملتحمة الناتجة عن الحساسية، الاقتراب من الحشائش، وحبوب اللقاح، و وبر الحيوانات، والغبار؛ بالإضافة إلى بعض المهيجات الأخرى لحساسية العين التي تؤدي إلى التهاب الملتحمة، مثل بعض المواد الكيميائية كالصابون والكلور وغيرها، وكذلك تلوث الهواء مثل الدخان. تنتقل العدوى للطفل من شخص مصاب، أو عندما يلمس شيئاً ملوثاً استخدمه شخص مصاب مثل المنشفة وغيرها، وتنتشر العدوى خلال فصل الصيف بواسطة المسابح عندما يسبح الطفل في مياه ملوثة بالعدوى، أو أن يستخدم منشفة ملوثة بأحد الأماكن العامة، وتنتقل العدوى أحياناً بواسطة السعال أو العطس؛ وللحد من انتشارها ينصح الأطباء دائماً بعدم ذهاب الطفل المصاب إلى المدرسة أو الحضانة، وبقائه بالمنزل إلى أن يشفى حتى لا ينقل العدوى إلى زملائه، كما أن العدوى تنتقل من العين المصابة إلى الأخرى السليمة لدى المريض نفسه وذلك بواسطة اليد، أي أن يلمس الطفل عينه المصابة ثم يلمس باليد نفسها العين السليمة. يتعرض أحياناً الطفل حديث الولادة إلى الإصابة بذلك الالتهاب الذي يشكل خطورة عليه خصوصاً إذا لم يتم علاجه لأنه يؤدي إلى مضاعفات، ويتعرض المولود إلى تلك الإصابة في الأغلب إذا كانت الأم تعاني أحد الأمراض الفيروسية أو البكتيرية بتلك المنطقة حيث ينتقل الميكروب منها أثناء الولادة إلى عيني المولود فيسبب له الإصابة بالالتهاب، ولوقاية الطفل منها يتم أحياناً وضع مرهم يحتوي على المضاد الحيوي أو قطرة للعين، على عيني المولود مباشرة بعد الولادة، كما يمكن متابعة الحالة الصحية للأم وإذا اتضح من الفحص عليها أنها تعاني أحد تلك الأمراض البكتيرية أو الفيروسية فإنها تخضع للعلاج أثناء الحمل حتى لا يلتقط المولود تلك العدوى أثناء عملية الولادة. تختلف أعراض الحالة من طفل لآخر، وهي الشعور بعدم الارتياح بمنطقة العين الذي يعبر عنه الطفل بأن عينه يوجد بها حبة رمل، بالإضافة إلى احمرار لون العين من الداخل، مع نزول الإفرازات من العين الذي يسبب التصاق جفني العين مع بعضهما بعضا خصوصاً بعد الاستيقاظ من النوم، وربما يعاني الطفل تورم جفن العين والتحسس تجاه الضوء؛ وفي حالة الملتحمة التحسسية يعاني الطفل حكة بالعين ونزول الدموع منها. تشفى العين المصابة بالتهاب الملتحمة تلقائياً إذا كان السبب عدوى فيروسية، أما في حالة العدوى البكتيرية فإنها تعالج بالمضاد الحيوي الذي يكون على شكل مرهم أو قطرة للعين؛ وتعاني كثير الأمهات عندما يحين موعد وضع القطرة للطفل الذي يصرخ ولا يرغب في ذلك فيغمض عينيه، ولكن يمكن للأم أن تضع نقاط القطرة على زاوية العين وعندما يفتح الطفل عينه تدخل تلك النقاط إلى داخلها، كما يمكن استبدالها بالمرهم الذي يمكن وضعه عند منطقة التقاء الجفنين وبعدها يذوب وينتقل تلقائياً إلى داخل العين من دون عناء؛ وفي حالة الالتهاب التحسسي يتم العلاج بواسطة مضادات الحساسية؛ ويفيد أيضاً استخدام الكمادات الساخنة أو الباردة التي توضع على العين، ويجب تنظيف العين المصابة من الخارج بواسطة قطن نظيف وماء دافئ حتى يتم التخلص من الإفرازات الجافة التي تعيق فتح العين عند الاستيقاظ، وإذا كان الطفل يضع عدسات لاصقة يجب عدم استخدامها في تلك الفترة حتى تشفى العين تماماً مع تنظيف تلك العدسات وتعقيمها؛ ويجب الاعتناء بحالة عين الطفل إلى أن تشفى تماماً، وعرضه على الطبيب مرة أخرى إذا استمر الاحمرار بعد استخدام العلاج إلى يومين أو ثلاث، وذلك لتلافي المضاعفات التي قد تحدث مثل أن يتجاوز الالتهاب الملتحمة إلى خلف العين؛ وفي التالي بعض العلاجات المنزلية التي تساعد في تخفيف الحالة ووقاية العين الأخرى السليمة: العسل: أيدت كثير من الدراسات خصائص العسل العلاجية، وتقول إحداها أنه تبين من خلال 19 تجربة سريرية أن للعسل مقدرة تفوق مقدرة كريمات المضادة الحيوي المستخدم في الحروق، وأن وضع العسل على العين المصابة يقلل من أعداد البكتريا الموجودة حول العين، وتم توصيف العسل كأحد المطهرات الفعالة للجروح ؛ ويستخدم بإضافة ملعقة من العسل الصافي إلى كوب ماء دافئ (يمكن غلي الماء لتطهيره ثم تبريده قليلاً)، ثم يضاف قليل من ذرات الملح، ويحفظ في إناء قطرة(قطارة) فارغ ونظيف، وتوضع من 1-2 قطرة على كل عين على فترات متباعدة. الشاي: يمكن استخدام بعض المشروبات مثل البابونج أو الشمر أو ييبرايت كمادات دافئة توضع على العين وكذلك غسول لتنظيف العين، ويمكن إضافة ذرات من الملح، كما أن الشاي الأسود والشاي الأخضر لهما مفعول جيد، فهما يحتويان على مادة بيوفلافونويد التي تكافح العدوى الفيروسية والبكتيرية وتقلل من الالتهابات، يمكن عمل كمادات من تلك الأنواع من الشاي ووضعها على العين لعدة دقائق من 3-4 مرات باليوم، أما للغسول فيجب استخدام محلول مخفف من الشاي. غسول الماء والملح: توصف قطرات الماء المالح لعلاج حالات التهاب الملتحمة، ويمكن عمل محلول منزلي مماثل للمتوفر بالصيدليات، وذلك بإضافة ملعقة واحدة من الملح إلى كوب من الماء ويتم غلي المحلول ثم تبريده قبل الاستخدام، ويمكن حفظه داخل قطارة فارغة ونظيفة وتقطير المحلول داخل العين لتنظيفها، ويمكن استخدام المحلول كذلك في تنظيف الجيوب الأنفية وتخفيف بعض أعراض الحساسية؛ يتم تنظيف العين المصابة عدة مرات باليوم، ويجب الانتباه إلى أن صلاحية المحلول تنتهي بعد يومين حيث يجب تحضير محلول جديد بديل له. البطاطا: يمكن وضع شريحة من البطاطا النيئة على العين المصابة عدة مرات باليوم، فلتلك الثمرة مقدرة على تقليل التورم الذي يحدث بالعين وذلك لأن تعمل مثل قابض للبشرة والأنسجة. تتم الوقاية بتوجيه الطفل نحو العناية بالنظافة الشخصية مثل غسل اليدين بالماء والصابون، وعدم استخدام الأدوات المستخدمة من قبل أشخاص آخرين مثل المنشفة، أو الوسائد، أو الأشياء التي توضع على العينين، وغيرها؛ كما يجب غسل الأغطية والوسائد التي كان يستخدمها الطفل المصاب بمعزل عن ملابس أشقائه حتى لا تنتقل العدوى إليهم،ووقاية الطفل الذي يعاني التهاب الملتحمة التحسسي، التعرض للغبار ومهيجات الحالة.
مشاركة :