لاقى المسلسل المصري "كامل العدد" التي تقوم ببطولته النجمة دينا الشربيني والفنان شريف سلامة، نجاحًا كبيًرا وتفاعلا كبيرا من قبل مستخدمي التواصل الإجتماعي والنقاد منذ عرضه أولى حلقاته وحتى النهاية. وسلط العمل الضوء على قضية حساسة أصبحت منتشرة في المجتمعات العربية، وهي العقبات والأزمات التي تواجه المرأة المطلقة التي لديها أطفال ومدى قدرتها على خوض التجربة مرة ثانية مع شخص آخر. وكشف الناقد محمد عبد الخالق، عن أسباب نجاح العمل مشيًرا إلى بالرغم من أن كونها قصة مكررة إلا أن ذلك لم يؤثر على نجاح العمل، فطريقة التناول ومعالجة القصة من الأساس هي الأهم، حيث هناك قصص تم تقديمها عشرات المرات في السينما والتلفزيون وكان الفيصل في نجاحها من عدمه هو المعالجة وطريقة التقديم. وأوضح أن الدراما التي تتخذ من الأسرة موضوعًا رئيسيًا لها تحقق نجاحًا كبيرا لدى الجمهور المصري، حيث أن المشاهد بطبيعته يميل إلي الأعمال التي تناقش المشكلات التي تشبه مشاكله، أو تعرض تفاصيل حياته اليومية مع أسرته وأولاده وجيرانه وهذا الأمر تحقق في "كامل العدد". وأشار إلي أنه ليس بالضرورة أن يكون القصة جديدة حتى ينجح العمل مضيفًا: "فكرة "كامل العدد" تم تقديمها من قبل في فيلم "عالم عيال عيال" للفنان رشدى أباظة والفنانة سميرة أحمد وكان من أنجح أفلامهما وحقق نسبة مشاهده عالية في كل مرة تم عرضه. وقالت الناقدة فايزة هنداوي أيضًا: "من عوامل نجاح العمل هو توفيق المخرج خالد الحلفلوي في اختيار فريق عمل مميز بداية من دينا الشربيني وشريف سلامة مرورًا بإختيار الأطفال، ثانيًا الكتابة كانت ذكية للغاية بالرغم من أن العمل مقتبس من قصص قديمة، ولكن طريقة التناول كانت مختلفة، والمواقف الكوميدية والتراجيدية للأبطال كانت موظفة بالشكل الصحيح لها، بالإضافة إلى الايقاع والتصوير كان ملائم للموضوع. ظهور دينا الشربيني بدور أم لأول مرة وتحدث الناقدان عن فكرة ظهور الفنانة دينا الشربيني، بدور أم لأربع أطفال لأول مرة في عمل فني حيث علق الناقد محمد عبد الخالق على هذا الأمر قائلا:" ظهور دينا الشربيني في دور أم لأربعة أطفال خطوة تحسب ليها، فالفنان الحقيقي هو الذي يسعى لتقديم أدوار جديدة وجريئة، ويخوض مناطق غير تقليديه في أدواره ويقدم أعمارا مختلفة، قديمًا كانت الفنانات يرفضت تقديم دور الأم خوفا من تصنيفهن في أدوار كبار السن. واتفقت الناقدة فايزة هنداوي مع هذا الأمر مضيفة: شجاعة وخطوة تحسب لها كممثلة، لأن الممثل الذكي هو الذي يغامر ولا يحصر نفسه في دور واحد وبالتالي نجحت نجاح كبير. وأشار محمد عبد الخالق أن عدد الحلقات ليس لها دخل في نجاح العمل أو عدم نجاحه ولكن الفيصل كان في طريقة التقديم والمعالجة التي خلت من الحشو والتطويل. وأوضح أن الدراما التي شاهدناها الفترة الأخيرة على المنصات المختلفة عودت الجمهور على المسلسلات القصيرة، لكنها في النهاية ليست جديدة على الدراما المصرية ورأت الناقدة فايزة هنداوي أن عدد الحلقات كانت سبب في نجاح العمل بشكل كبير لأنهم اكتفوا بـ ١٥ حلقة، ولم يطمعوا في خلق مواقف أو خطوط درامية أكثر أو اعتمدوا على الحشو، دوران الأحداث في ١٥ حلقة فقط جعل العمل مشدود ومتوازن أكثر. وجود جزء ثان أم الإكتفاء بالأول وكشفت عن رأيها في عمل جزء ثانٍ أم لا مؤكده أنه ليس بالضرورة وجود جزء ثاني ويجب الاكتفاء بالنجاح الشديد الذي حققه العمل لأن أحيانًا وجود أكثر من جزء للعمل الناجح يقلل من نجاح الجزء الأول، خاصة مع عدم وجود فكرة جديدة، ولكن إذا وجدت فكرة جديدة للعمل لا مانع من ذلك وعلى سبيل المثال هو مسلسل " رمضان كريم ٢" الذي اعتمد في الجزء الثاني له على سكيتشات وعدم وجود فكرة جديدة بالرغم من نجاح الجزء الأول له منذ سنوات. وعلق الناقد محمد عبد الخالق على هذا الأمر في نهايه حديثه مؤكدًا على أنه يرى فكرة تقديم جزء ثان من العمل فكرة جيدة خاصة بعد النجاح الكبير الذي حققه المسلسل وبعد أن نجح في أن يربط المشاهدين به وبشخصياته، خاصة أن الفكرة تحتمل أن يتم تطويرها ويتم تقديم جزئين منها. .
مشاركة :