أكرمنا الله بنعم كثيرة، فمنذ عهد الإمام محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى إلى يومنا هذا عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان ومملكتنا الغالية تبني وتتقدم في كل مراحل إنطلاقها. الذكري السادسة لمبايعة سمو ولي العهد هي مناسبة وطنية تمثل لمملكتنا إنطلاقة غير مسبوقة. حيث سجل الإقتصاد السعودي أسرع نمو على مستوى دول العالم وتجاوز الأزمات الصحية والمالية والإقتصادية مع خفض لمعدلات البطالة في المملكة الى 8% والذي تحقق لأول مرة في تاريخها. وشهد قطاع الإستثمار للموارد الطبيعية بمختلف مناطق وأقاليم المملكة خطوة جادة للإستفادة من مقدرات كل منطقة على حدة من خلال تأسيس هيئات التطوير ومكاتب إستراتيجية في عدة مناطق. ومن خلالها ظهرت الخطط التطويرية لمعايير التخطيط العمراني لتشمل مفاهيم المدن الذكية التي تستخدم التقنيات المتقدمة وتستوعب النمو السكاني المتزايد. ويأتي في مقدمتها مدينة “ذا لاين” التي تتمحور حول الإنسان وتمثل نموذجاً لتحقيق الإستدامة ومشاركة الطبيعة في أوجه المعيشة والحياة. وتمتد التجارب المبتكرة في مدينة القدية وكذلك مدينة”أملا “لتجسد مفهوم السياحة الفاخرة. وتم كذلك المحافظة على الأصالة والتراث من خلال المحافظة على الخصائص العمرانية الأصيلة والمواقع التاريخية من خلال مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية وكذلك مشروع إعادة أحياء جدة التاريخية. وفي مجال الحفاظ على البيئة الطبيعية للمملكة العربية السعودية وتنميتها (مبادرة السعودية الخضراء) ،شهد إنطلاقة بمبادرات تنافسية عاليمة من شأنها تخفيض الانبعاثات الكربونية بمقدار (278) مليون طن سنوياً (بواقع 4% من المساهمات العالمية لتقليل الإنبعاثات الكربونية) لإبطاء آثار التغيّر المناخي وإعادة التوازن البيئي. وتضمنت المبادرات، زراعة 10 مليارات شجرة في جميع أنحاء المملكة، وإعادة تأهيل 40 مليون هكتار من الأراضي الطبيعية. وهذا بلاشك سوف يكون له أثره الأعظم في تحسين جودة الهواء والصحة العامة، وتقليل العواصف الرملية، ومكافحة التصحر، وتخفيض درجات الحرارة في المناطق المجاورة وتحسين جودة الحياة وحماية الأجيال القادمة. إن هذه لمحات ترسم واقع مزدهر يشهده كل أبناء المملكة العربية السعودية تحقّق في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز- أيده الله -ونظرة ثاقبة وشاملة للتحديث والتطوير من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -يحفظه الله-. نسأل الله تعالي أن يحفظ قيادتنا الرشيدة ويديم الأمن والاستقرار والرخاء. [email protected]
مشاركة :