عصام أبوالقاسم (دبا الحصن) انطلقت أمس أعمال ملتقى الشارقة الثالث عشر للمسرح العربي تحت شعار «المسرح والعلوم»، بمشاركة عشرة باحثين من الإمارات وعدد من الدول العربية. ونقل أحمد بورحيمة، مدير المهرجان، تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إلى المشاركين، ولفت في كلمته بحفل افتتاح الملتقى، الذي أداره الفنان مرعي الحليان، إلى أن الملتقى تناول خلال أكثر من عقد من الزمان العديد من المستجدات على الساحة المسرحية، وقال: «هذا الملتقى يستلهم الحراك التنموي والنهضوي في الدولة والمنطقة العربية»، مستذكراً بعض الأسئلة/‏‏ القضايا التي ناقشها الملتقى في دوراته السابقة، مثل: العلاقة بالآخر، والمسرح والشباب، والمسرح والتسامح، لافتاً إلى أن إنشاء مجلس العلماء في الإمارات جاء مؤكداً على مواكبة واستجابة الملتقى للأسئلة التي يطرحها الواقع المجتمعي في الدولة.وتحدث الدكتور أحمد برقاوي، المفكر وأستاذ الفلسفة الفلسطيني، مثمناً مبادرة الشارقة في تأسيس منبر حواري للمسرحيين العرب، وقال: «هذه المبادرة تستحق الاحتفاء بها ودعمها كونها تسهم في تعزيز وتدعيم محاور أساسية في أية ممارسة مسرحية حقيقية». وشهد الملتقى في يومه الأول، أربع مداخلات أكدت في معظمها ندرة المصادر والمراجع العربية في موضوع النقاش، أي العلوم بوصفها موضوعاً للمسرح. وأرجع البعض ضآلة المراجع إلى ضعف الاهتمام بالعلوم في المجتمعات العربية، فيما بدا للبعض الآخر أن النقص المرجعي، مرده انكفاء المسرحيين على قضايا أخرى، اجتماعية وسياسية، بسبب الوضعية الخاصّة للمسرح العربي في حد ذاته الذي لم يترسخ بالكفاية اللازمة في المجتمعات العربية. واستحوذت تجربة الكاتب المسرحي المصري الراحل توفيق الحكيم على أغلب تعليقات المتداخلين، من المنصة أو في صالة الحضور، لريادته في مقاربة ذاكرة العلم والعلماء مسرحياً، كما عادت بعض المداخلات إلى مسرحيات غربية مثل «حياة غاليلو» لبرتولد برخت و«علماء الطبيعة» لفريدرش دروينمات، واستعرضت مضامينها التي اتفقت في التنبيه إلى مخاطر توجهات بعض العلماء الذين تسببت اختراعاتهم وكشوفاتهم في كوراث كبرى. من جهة أخرى، تواصلت في المركز الثقافي لمدينة دبا الحصن عروض الدورة الأولى من مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي، حيث عرضت في يومه الثاني مسرحية «أمر» لفرقة محترف الفنون المغربية، من تأليف أحمد السبياع وإخراج خالد الجنبي، وقد جاءت في اسلوب كاريكاتيري بسيط، بدت خلاله المواجهة بين زوجين ارتبطا حديثاً، فكهة وعلى قدر كبير من الظرف.