تصر الإعلامية البحرينية ندى الشيباني على البروز في الرياضة النسائية، لتغيير جزء من الصورة النمطية عن المرأة، وإثبات مقدرتها على اقتحام مجالات صعبة، طالما احتكرها الذكور. فهي أصرت على اقتحام المجال الإعلامي، وتحديداً الرياضي، لخلق «فارق» في العالم العربي، كما تقول. التقتها «الحياة» على هامش ملتقى الإعلاميات الرياضيات، الذي يهدف إلى تسليط الضوء على التحديات التي تواجه المرأة الرياضية والإعلامية، والارتقاء بواقع المرأة الإعلامية في مجال الرياضة في مختلف أنحاء العالم العربي، الذي عُقد على هامش دورة الألعاب الثالثة للأندية العربية للسيدات للعام 2016، التي تقام برعاية قرينة حاكم الشارقة رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، وتستمر منافستها حتى 12 شباط (فبراير) الجاري. وكشفت ندى لـ«الحياة» أن مشوارها «لم يكن سهلاً». وقالت: «لم أتعرض إلى مضايقات، فالجميع يعلم جديتي في العمل، وهذه هي طبيعة شخصيتي التي تتسم بالصراحة وعدم المسايرة في ما أراه حقاً، وهي جزء من النمط الذي اتخذه في عملي، نتاجاً لتربيتي التي علمتني بأن النصر دائماً حليف الحق». وعلى رغم مساندة والداها لرغبتها في اقتحام المجال الإعلامي، إلا أن خوفاً وتردداً صاحب بداياتها. وقالت ندى: «تجسدت الصعوبة في كوني فتاة خليجية تخوض المجال الإعلامي بشكل عام، والرياضي على وجه الخصوص، يُضاف إلى ذلك نظرة المجتمع، التي غالباً ما تحكم على المذيعة بالبقاء عزباء، وحرمانها من تكوين أسرة وإنجاب ذرية». إلا أن الشيباني تسلحت بـ«ديموقراطية» والدها، الذي استطاع التغلب على مخاوفه من خلال قناعته بالرسالة التي تقدمها ابنته، ورؤيته النتيجة التي أحرزتها من خلال تسليط الضوء على الرائدات في الرياضة النسوية، والعمل الرياضي. كما أن والدة ندى كانت لاعبة كرة يد سابقاً، فيما كان والدها حكماً أيضاً، يُضاف إلى ذلك أن مجالها لا يحتم عليها السهر، وهناك برامج لن تقدمها، مثل برامج الغناء والمنوعات، لأنها بالنسبة إليها «لا تمثل رسالة، وليست هدفاً من أهدافي»، مضيفة: «أسير الآن نحو تحقيق طموحاتي، ولو عاد الزمن بي إلى الوراء فسأختار الطريق ذاته، لإيماني وقناعتي بما أقدمه لتغيير الصورة النمطية عن الإعلامية، بأنها مجرد وجه جمالي لا أكثر». ووصفت تجربتها في قناة «سكاي العربية» بـ«التحدي». وأردفت: «لأنني خرجت لمحطة إخبارية، وكان من شروط العمل التخلي عن الشيلة والعباءة، ولكن الإدارة الأجنبية تفهمت الأمر، بعد إصراري، واخترت العمل معهم، على رغم عرض تلفزيون قطر للظهور في برنامج صباحي، إلا أنني أعشق التحدي والمغامرة، وكانت تجربة علمتني الكثير، من خلال التعامل مع جنسيات عدة». وحول التنازلات التي يتردد أن المجال الإعلامي يفرضها، قالت بلا تردد: «لم أقدم أي تنازلات، بل واجهت صراعات لإقناع الآخر برسالتي وأفكاري وقناعاتي، من ثم لقيت دعماً للفكر الذي أسعى لطرحه. وكان علي إقناع الأطراف أنني أعي ما أفعل». وبينت الشيباني أن بعض النماذج من المذيعات «يعطين فكرة مغلوطة عن الإعلامية، وتلك الفئة ذات تأثير على الفئة الصالحة ما لا ننكره في المجتمع، وبعضهن يتجهن إلى المجال الرياضي بعد ألا يجدن ما يظهرن به»، واستدركت «لكنني على عكسهن، وأقدم خلال السنتين الأخيرتين برنامجاً صباحياً، يتناول جزءاً منه الرياضة». وفازت الشيباني بجائزة الشيخة فاطمة بنت مبارك للمرأة الرياضية، في نسخة العام 2004. وقالت: «أصبحت عضواً في فريق الترويج للجائزة، لكنني سعيت لتكوين لجنة نسوية ضمن الاتحاد الخليجي للصحافة الرياضية، وهي المبادرة التي رحب بها رئيس الاتحاد، وتبنتها رئيس أكاديمية الشيخة فاطمة بنت مبارك للرياضة النسوية، الشيخة فاطمة بنت هزاع، وصدرت الموافقة على أن يكون مقر اللجنة أبوظبي، وتم تنصيبي رئيسة للجنة النسوية في الاتحاد الخليجي للصحافة الرياضية، كأول منصب نسائي تتولاه امرأة في الوطن العربي».
مشاركة :