ماذا لو باع النصر عقدي السهلاوي وغالب؟!

  • 2/14/2016
  • 00:00
  • 38
  • 0
  • 0
news-picture

يبدو بكل وضوح أن أفق الحل في نادي النصر مسدود، فالأزمة المالية التي رفع الستار عنها في بداية الموسم الحارس عبدالله العنزي بامتناعه عن تمثيل فريقه لمطالباته المالية باتت اليوم عارية بحيث لا يستطيع أي نصراوي تغطيتها حتى الرئيس الذي ظل يواجه مصيره بنفسه بعد انقلاب مناصريه عليه والداعمين له. في بداية الموسم كان الأمير فيصل بن تركي يحاول التعمية على حقيقة وجود أزمة مالية، وبالمثل كان يفعل بعض أعضاء إدارته والإعلاميون المحيطون به، لكن عبثاً كانوا يفعلون، فرائحة الأزمة وانبعاثاتها ظلت تتسرب حتى ضاق بها الجميع داخل النادي، لاعبين وعاملين، خصوصاً مع اصطدام الرئيس بجدار الحل مع كل مشكلة، ومع تسرب الأرقام التي ظلت تتزايد وتكشف معها عمق الأزمة التي باتت من الخطورة بحيث لا يمكن معالجتها بفزعة شرفي أو حتى مجموعة شرفيين، ولا بقرض بنكي أو عقد رعاية، لاسيما وأنها أزمة متحركة في ظل وجود متعلقات سابقة عديدة، واستحقاقات قائمة، وأخرى منتظرة، والتزامات يومية وأخرى أسبوعية وشهرية وسنوية. وسط هذه الدوامة يظلم الأمير فيصل نفسه ويظلم معه النصر حين يقف عاجزاً عن الحل، فيما نتائج فريقه تتدهور، والمشاكل تتفاقم والحلول تتعقد، فيما أفق العلاج يزداد انغلاقاً، وها نحن نرى بوضوح فقدانه لكل خيارات معالجة الأزمة، فلا التكتم على الأزمة أفاد، ولا انتظار فزعة المحبين تحققت، ولا التسويات المالية مع البعض نجحت، ولا شراء ود بعض اللاعبين أتى بنتيجة، ولا حتى إقالات المدربين غيرت في الواقع شيئاً، لأن الأزمة ليست مالية عابرة، كما أنها ليست فنية يمكن حلها بقرار أو بتكتيك، بل هي طوفان لن يقف إلا باقتلاع كل ما بُني في السنوات الأخيرة. ذهاب الرئيس النصراوي للخيارات المؤقتة هو بمثابة ترحيل لاستحقاقات الأزمة ومضاعفتها وليس إنهاءً لها، وهو أشبه بالمريض الذي يعاني من ذبحة صدرية ويعالجها بشرب للسعال، فلا الكحة تزول والذبحة تزداد حتى تكاد تقضي عليه، ولذلك فلا مناص من أن يلزم الرئيس ما لا يلزم عبر مواجهة الواقع على قساوته بفكر احترافي وعقل تجاري، ولن يكون ذلك إلا بالتعامل مع أزمته على طريقة الكيانات التجارية والأندية المحترفة، وليس بأسلوب الدكاكين وفرق الحواري. النصر يملك لاعبين غالبيتهم هم نجوم الكرة السعودية، ووجودهم في النصر بهذه التخمة هو سبب الأزمة ولُبها، وهم اليوم بمثابة أصول يمكن تحويلها إلى سيولة مالية لتسوية الديون المتراكمة والالتزامات الخانقة، ولذلك فليس عيباً ولا ضعف حيلة حين يقرر الأمير فيصل بيع عقد لاعبين مثل إبراهيم غالب، أو شايع شراحيلي، او يحيى الشهري أو نايف هزازي أو الراهب بل حتى محمد السهلاوي. صحيح أن قرار كهذا سيحدث ارتدادات عنيفة لدى المدرج والإعلام النصراوي وكذلك الشرفيين، وسيخرج من يتهمه ويطالب باستقالته؛ لكنه سيظل مطاردا بالاتهامات والدعوة للرحيل، بهذه أو تلك، ولذلك فلا سبيل إلا أن يتخذ القرار الصعب، وذلك بأن يداويها بالتي كانت هي الداء!.

مشاركة :