بنغازي (ليبيا) - احتفل الليبيون في مدينة بنغازي بعيد الفطر خلال مهرجان ارتدوا فيه الأزياء التقليدية وانخرطوا في الغناء والرقص. وتطور المهرجان الذي بدأ قبل خمس سنوات كنقطة التقاء بسيطة للناس لالتقاط الصور خلال العيد إلى مهرجان تقليدي للغناء والرقص يقام سنويا. ويهدف الكرنفال المقام في ساحة عامة بمدينة بنغازي للاحتفال بعيد الفطر إلى إعادة تأكيد الهوية الليبية بين الشباب. وأشار الليبي مؤيد بوراوي وهو من سكان بنغازي إلى أن "التجمع اليوم هو نداء لوحدة الليبيين حول شعيرة من شعائر الله وفرصة لتوحد هذا الشعب بعيدا عن الانقسامات السياسية، تجمعهم الفرحة بهذا العيد والدعوة للتوحد من أجل أمة واحدة ومتحدة إن شاء الله". وأضاف "الزي الليبي من أصول الهوية الليبية الموحدة والمشتركة والتي ترسم صورة حول الوطن الليبي وهو من الأمور التي يجب أن نتمسك بها كل عام ونحاول أن نهنئ أنفسنا بهذه الهوية الرائعة ونحافظ عليها من الضياع". واحتفل الليبيون بعيد الفطر في أيام مختلفة هذا العام بسبب الانقسامات السياسية الحادة على الرغم من جهود السلام المستمرة منذ سنوات. فقد أعلنت السلطات الدينية في شرق ليبيا المتحالفة مع البرلمان الذي يتخذ من الشرق مقرا له رؤية هلال رمضان يوم الخميس، مما يجعله آخر يوم صيام ويعتبر يوم الجمعة أول أيام عيد الفطر، بينما في طرابلس العاصمة، أعلنت السلطات الدينية التابعة لحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عدم ثبوت رؤية الهلال وبالتالي يصبح يوم الجمعة متمما لشهر رمضان ويوم السبت هو أول أيام عيد الفطر. ويرى أحمد مصباح (50 عاما) وهو من سكان طرابلس واختار الاحتفال بالعيد يوم الجمعة أن "هذا جنون وأدعو له أن ينتهي هنا… نحن منقسمون بين الصائمين ومن توقف عن الصيام". وعادة ما تتولى الهيئة الدينية الرسمية إعلان موعد العيد في كل بلد، إلا أن ليبيا لم تشهد استقرارا يذكر منذ انتفاضة 2011 التي دعمها حلف شمال الأطلسي وأطاحت بمعمر القذافي، وانقسمت البلاد في 2014 بين الفصائل المتحاربة في الشرق والغرب وهو خلاف لا يزال قائما على الرغم من الهدوء النسبي منذ 2020. وقال محمد سالم وهو من طرابلس ولا يزال صائما "الانقسام بين الشرق والغرب في مثل هذه المناسبة السعيدة مؤلم ويحزنني. أخشى أن تتعمق المزيد من الانقسامات في حياتنا في ليبيا". أما في مدن الجنوب الليبي، فإن لباس "البزان" أصبح زيا مفضلا لشباب قبائل الطوارق لارتدائه في أيام الأعياد، رغم غلاء أسعاره واعتبار البعض له تراثا غريبا على الثقافة المحلية. وأكد أمين الأنصاري (25 عاما) أحد شباب الطوارق أن لباس البزان "يروق له كما يروق للكثيرين خاصة في المناسبات الاجتماعية وفي الأعياد تحديدا". وذكر الأنصاري الذي يسكن مدينة أوباري (جنوب) أن لباس البزان "ليس مجرد قطعة قماش نشتريها، لكي نلتقط بها الصور التذكارية، بل أضحى تقليدا راسخا لدى الشعوب الأفريقية والطوارق خصوصا". ولفت إلى أن "غلاء أسعار البزان تعكر صفو كثيرين، إلا أن ذلك لم يمنعهم من اقتنائه رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة". ومع ازدياد الطلب على لباس البزان في عدة مناطق بالجنوب الليبي ومنها سبها وغات وأوباري وأوال، قرر أحمد أق علي (20 عاما) صاحب محل لبيع البزان في منطقة تمنراست (جنوب الجزائر) لترويج بضاعته عبر إنشاء صفحة على فيسبوك تمكن خلالها من استقبال مئات طلبات الشراء من الليبيين. وقال "قبل العيد فتحت باب الحجز على صفحتي بفيسبوك وتلقيت طلبات كثيرة من ليبيا وبمقاسات وألوان وأقمشة مختلفة". وأشار شعيب موسى من سكان حي الطيوري بسبها (جنوب) إلى أن "البزان انتقل من مجرد لبس فلكلوري إلى علامة تجارية رائدة في عالم الموضة، وذلك نتيجة تطور أنمطة الحياكة والتطريز وأصبح علامة على الأناقة عند الشباب في العمق والساحل الأفريقي". وتابع "الطلب المتزايد على لباس البزان جاء نتيجة تماشيه مع البيئة وطبيعة المناخ الصحراوي للمنطقة، وكذلك خفة وزنه وجمالية الأشكال المرسومة عليه وبالأخص عندما يمتزج بالعمامة التقليدية". وأضاف أنه في الوقت الحالي "لا يكاد يخلو سوق شعبي من لباس البزان الذي انتقل خلال فترة وجيزة من زي خاص بالطوارق إلى زي عالمي يعكس الهوية والثقافة الأفريقية والتنوع والقاسم المشترك بين الشعوب".
مشاركة :