دخلت اشتباكات الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" أسبوعها الثاني من دون أن يستطيع أي طرف حسم الصراع لمصلحته. وفيما تستبعد الولايات المتحدة الأميركية تغير الأوضاع في السودان على المدى القصير، تتواصل عمليات إجلاء الرعايا الأجانب. وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك اجلاء الدبلوماسيين البريطانيين من العاصمة السودانية الخرطوم بعد تزايد حدة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وقال سوناك عبر حسابه الرسمي بموقع (تويتر) ان قوات بريطانية نجحت في القيام بعملية امنية معقدة وسريعة لاجلاء الدبلوماسيين وعائلاتهم من السفارة في الخرطوم. واكد ان العملية تمت وسط تصاعد كبير في اعمال العنف وتهديدات لموظفي السفارة مضيفا ان حكومته ستواصل بذل كل ما في وسعها لانهاء حمام الدم في السودان وضمان امن من بقي من الرعايا البريطانيين. ودعا سوناك في هذا الصدد جميع الاطراف السودانية الى وضع السلاح والالتزام بالهدنة الانسانية بشكل فوري من أجل تمكين المدنيين من مغادرة مناطق الصراع. وأعلن الجيش الأردني إقلاع أربع طائرات عسكرية من مطار (ماركا) العسكري في العاصمة عمان متوجهة الى السودان لإجلاء 308 أردنيين و9 من جنسيات عربية وأجنبية.
وذكرت القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية في بيان ان "العرب والاجانب هم فلسطيني وسوري وشخصان من الجنسية الألمانية وخمسة أشخاص من العاملين في منظمات دولية".
وأضاف البيان أن جهود الجيش الأردني بتسيير اقلاع الطائرات تأتي في إطار خدمة المواطنين الأردنيين أينما كانوا وفي لظروف الطارئة وتقديم كل أشكال والدعم لإنجاح عمليات الإجلاء من جمهورية السودان.
وبحسب البيان سيتم الإعلان عن أي تطورات قد تحدث بأعداد الأشخاص الذين سيتم إجلاؤهم بواسطة طائرات سلاح الجو الملكي الأردني سواء من المواطنين الأردنيين أو من جنسيات أخرى "شقيقة أو صديقة". وأعلنت الحكومة الهندية أنها أرسلت طائرتين تابعتين للقوات الجوية وسفينة تابعة للبحرية لإجلاء مواطنيها من السودان حيث تصاعدت حدة الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع. وذكرت وزارة الخارجية الهندية في بيان ان نيودلهي تبذل قصارى جهدها لضمان سلامة وأمن الهنود الذين تقطعت بهم السبل في السودان مشيرة الى وضع طائرتين من طراز (سي - 130 جي) تابعتين للقوات الجوية الهندية وضعتا على أهبة الاستعداد في مطار جدة السعودي في ما وصلت سفينة (سوميدا) التابعة للبحرية الهندية الى ميناء بورسودان من أجل إجلاء الهنود الذين تقطعت بهم السبل في السودان. وأوضح البيان "نحن نراقب عن كثب الوضع الأمني المعقد والمتطور في السودان" مضيفا أن التنسيق يجري مع مختلف الشركاء من أجل إجلاء الهنود. واكد البيان ان اي تحرك على الأرض يعتمد على الوضع الأمني الذي لا يزال متوترا مع ورود تقارير عن قتال عنيف في مواقع مختلفة في الخرطوم مضيفة ان المجال الجوي السوداني مغلق أمام الطائرات الأجنبية حاليا وان الحركة البرية تنطوي على مخاطر وتحديات لوجستية. وتشهد الخرطوم ومناطق اخرى بالسودان بينها إقليم (دارفور) بغربي البلاد منذ اكثر من اسبوع مواجهات دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع بعد أن تعثرت المحادثات الرامية إلى صياغة اتفاق سياسي نهائي يكون من بين بنوده دمج قوات الدعم السريع في الجيش في إطار زمني محدد تمهيدا لتشكيل حكومة مدنية.