قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس أن على روسيا "تغيير الأهداف" العسكرية في سورية موضحا أن الأزمة السورية وصلت إلى "مرحلة مفصلية" مع إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار خلال أسبوع، وأضاف خلال المؤتمر حول الأمن في ميونيخ "اليوم الغالبية العظمى من الهجمات الروسية تتركز على مجموعات المعارضة المشروعة. وللانضمام إلى اتفاق (وقف إطلاق النار) على روسيا تغيير الأهداف" في سورية. وتابع "وصلنا إلى مرحلة مفصلية" بين الحرب والسلم. وقادت فرنسا الانتقادات الدولية الموجهة لروسيا بسبب قصف المدنيين في سورية وهو الاتهام الذي رفضه رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف وذلك في وقت احتدم فيه الجدل العلني بين القوى الكبرى بعد يوم من اتفاقها على وقف القتال في سورية. وأبرزت الخلافات بين الأطراف المعنية بالتوصل لتسوية في سورية استمرار الانقسامات على الرغم من اتفاق الجمعة بشأن "وقف الأعمال القتالية" والذي لم يوقع عليه أي من الأطراف المتحاربة على الأرض ولن يدخل حيز التنفيذ قبل أسبوع. وفي مناظرة مباشرة مع ميدفيديف في مؤتمر للأمن في ميونيخ طالب رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس روسيا بالتوقف عن قصف المدنيين في سورية وقال إن ذلك أمر ضروري من أجل تحقيق السلام في البلاد. وقال رئيس وزراء روسيا ديمتري ميدفيديف إن التعاون المنتظم بين روسيا والولايات المتحدة ليس من شأنه إلا أن يؤدي إلى إعادة الأمور إلى طبيعتها في سورية وأضاف "أريد أن أؤكد على أن التعاون المنتظم بين روسيا والولايات المتحدة سيكون ضروريا.. وأعني المنتظم.. أي اليومي". من جانبه، قال فالس في مؤتمر صحفي إن "فرنسا تحترم روسيا ومصالحها.. ولكننا نعلم أنه من أجل إيجاد الطريق نحو السلام من جديد ينبغي أن يتوقف القصف الروسي للمدنيين". وتوصلت القوى الدولية الكبرى لاتفاقها حول وقف الأعمال القتالية في سورية في وقت متأخر من ليل الجمعة في ميونيخ وذلك في وقت يبدو فيه أن حكومة رئيس النظام السوري بشار الأسد على وشك تحقيق أكبر انتصار لها على المعارضة في حلب ثاني أكبر مدن سورية قبل الحرب بدعم من القوات الجوية الروسية. وإذا تم تنفيذ الاتفاق فسيسمح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدن المحاصرة. لكن عددا من الدول الغربية قالت إنه لا يوجد أمل في التقدم دون وقف القصف الروسي الذي غير موازين القوى بشكل حاسم لصالح الأسد في الصراع المستمر منذ خمس سنوات. وفي وقت متأخر الجمعة قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن روسيا تستهدف المدارس والمستشفيات في سورية. وحمل تشاووش موسكو المسؤولية المباشرة لنزوح عشرات الآلاف من الأشخاص للحدود التركية خلال الأسبوع المنصرم. ورفض ميدفيديف الاتهامات ووصفها بأنها "غير صحيحة تماما". وقال في مؤتمر ميونيخ بعد لحظات من تصريح فالس الذي كان يجلس بجواره حول وجوب توقف القصف الروسي للمدنيين "لا يوجد دليل على أننا نقصف مدنيين على الرغم من أن الجميع يتهموننا بذلك" وأضاف أن "روسيا لا تحاول تحقيق أغراض سرية في سورية.. بل نحاول أن نحمي مصالحنا الوطنية وحسب" وأشار إلى أن موسكو تريد منع المتشددين من الوصول إلى روسيا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب الصراع أمس السبت إن القوات الحكومية السورية تستعد للتقدم نحو مدينة الرقة معقل تنظيم داعش المتطرف بينما تواصل الطائرات الروسية قصف البلدات الخاضعة لسيطرة المعارضة شمالي حلب.
مشاركة :