تسارع عمليات إجلاء الأجانب من السودان قبل انتهاء هدنة العيد

  • 4/24/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الخرطوم – تتواصل عمليات إجلاء الرعايا والدبلوماسيين الأجانب من السودان مع قرب انتهاء هدنة العيد، فيما تشهد العاصمة الخرطوم اليوم الاثنين تراجعا في حدة الاشتباكات بين الجيش بقيادة الفريق الأول عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي". وقالت الحكومة الفرنسية إنها تواصل إجلاء الأفراد من السودان وإن عملية إجلاء أخرى تجري صباح اليوم الاثنين. وأضافت أن عملياتها أسفرت حتى الآن عن إجلاء 388 شخصا. ووصلت إلى برلين في ساعة مبكرة من صباح اليوم الإثنين، أول طائرة للقوات الجوية الألمانية على متنها 101 شخص تم إجلاؤهم من السودان، وفقاً لما ذكره مصدر عسكري. ونقلت الطائرة من طراز إيرباص "إيه-321" الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من قاعدة الأزرق الأردنية التي يستخدمها الجيش الألماني كمحور لعملية الإجلاء بتجاه برلين. وأفاد المصدر بأن الجيش الألماني نقل ما مجموعة 313 شخصاً من السودان حتى الآن. وأعلنت قوات الدعم السريع أنها نفذت مساء الأحد، عملية إجلاء ناجحة لرعايا إيطاليا، وأضافت أن البعثة التي تم اجلائها من منزل إقامة السفير بالخرطوم 2 بالإضافة إلى طاقم السفارة و41 مواطنًا ايطاليا على متن 6 مركبات صغيرة وحافلة. كما بحث قائد الدعم السريع مع وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني تطورات الأزمة التي يشهدها السودان. ووفق بيان صادر عن دقلو، أعرب تاياني عن تقديره لجهود قوات الدعم السريع في إجلاء عدد من البعثات الدبلوماسية، مؤكدا أنه يتطلع إلى مزيد من التنسيق لإجلاء رعايا بلاده والبلدان الاخرى خلال الهدنة المعلنة الآن. وأكد دقلو التزام قواته بالقانون الدولي الانساني وكافة القوانين المتعلقة بحماية المدنيين في أوقات الحرب. وشدد على أنه لن يتوانى عن تقديم التسهيلات اللازمة لتأمين عبور آمن للمواطنين ورعايا الدول الشقيقة والصديقة إلى وجهاتهم المختلفة. وارتفع عدد الأشخاص الذين أجلتهم فرنسا من السودان الذي يشهد نزاعاً دامياً إلى أكثر من 200، بعدما حطت طائرة فرنسية ثانية في جيبوتي مساء الأحد، تحمل رعايا فرنسيين ومن جنسيات أخرى، وفق ما أفادت به الخارجية الفرنسية. وقال متحدث باسم "الكي دورسيه" لوكالة الصحافة الفرنسية إن الطائرة الثانية نقلت زهاء مائة شخص من "المواطنين الفرنسيين وأيضاً من جنسيات أخرى لا سيما أوروبية" خارج السودان. أما الطائرة الأولى التي حطت عصرا في جيبوتي، فقد أفاد مصدر في المطار بأن 106 أشخاص كانوا على متنها. وبدأت دول أجنبية عدة مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، تنفيذ عمليات إجلاء لمواطنين ودبلوماسيين، في ظل تواصل المعارك للأسبوع الثاني بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأكدت المصادر الدبلوماسية والعسكرية أن الأشخاص الذين يتم إجلاؤهم وصلوا إلى مكان إقلاع الرحلة "متعبين، متوترين، لكنهم كانوا مرتاحين كثيراً لوصولهم إلى برّ الأمان". وأضافت أن هؤلاء كانوا "منهكين على الصعيد النفسي نظراً لما مرّوا به"، مع تواصل المعارك لأكثر من أسبوع، إلا أن حالتهم البدنية كانت جيدة نسبياً، رغم معاناتهم مثل غيرهم من سكان الخرطوم، من نقص في المواد الغذائية والمياه. ورداً على سؤال بشأن تقارير صحافية عن تعرض إحدى قوافل الإجلاء لإطلاق نار أدى إلى إصابة مواطن فرنسي، لم تشأ المصادر "التعليق على شائعات كهذه" في حين أن "العملية لم تنتهِ بعد". وأكدت أن فرنسا لم تكن لتنفذ عمليات الإجلاء "ما لم تكن قد حصلت على ضمانات أمنية من الطرفين المتقاتلين، تم التشديد عليها مراراً وتكراراً". وأقرت المصادر بأن عملية الإجلاء "شديدة التعقيد"، ويمكن "أن تواجهها صعوبات حتى النهاية"، خصوصاً وأن المعارك انعكست سلباً على مختلف الخدمات في السودان، ومنها شبكات الاتصال والإنترنت ذات الأهمية في تحديد مواقع الأشخاص المطلوب إجلاؤهم. إلى ذلك أعلنت وزارة الخارجية السويسرية على تويتر أن سويسرا أغلقت سفارتها في العاصمة السودانية الخرطوم وأجلت موظفيها وعائلاتهم بسبب الوضع الأمني الحالي هناك. وأضافت الوزارة في تغريدة نشرتها على تويتر مساء أمس الأحد "لقد تحقق ذلك بفضل التعاون مع شركائنا وخاصة فرنسا". ولم تذكر عدد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم. وأجلت إسبانيا نحو 100 شخص من السودان على متن طائرة عسكرية، من بينهم 30 إسبانيًا و70 آخرين من جنسيات أوروبية وأميركية لاتينية، حسب ما أفادت وزارة الخارجية ليل الأحد. وجاء في بيان الخارجية أن "الطائرة العسكرية الإسبانية أقلعت من الخرطوم قبيل الساعة 11 مساء (21:00 ت غ) وعلى متنها نحو مئة راكب"، مشيرا إلى أن الطائرة كانت في طريقها إلى جيبوتي. وتسبب القتال الدائر في السودان منذ أكثر من أسبوعين بين الجيش وقوات الدعم السريع في أزمة إنسانية وأدى إلى مقتل 420 شخصا وحرمان ملايين السودانيين من الخدمات الأساسية. وتقطعت السبل أيضا بآلاف الأجانب ومنهم دبلوماسيون وموظفو إغاثة بسبب القتال، وتعمل الدول على إجلاء مواطنيها. وأعلنت مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامانثا باور، مساء الأحد، أن الوكالة نشرت فريقاً من خبراء التعامل مع الكوارث من أجل تنسيق المساعدات الإنسانية للسودان، في ظل استمرار القتال هناك. وقالت باور في بيان إن الفريق سيعمل من كينيا في المرحلة الأولى، وأضافت أن الخبراء سيعملون مع المجتمع الدولي والشركاء لتحديد الاحتياجات ذات الأولوية، وتقديم المساعدات الإنسانية بأمان. وأوضحت أن "الولايات المتحدة تحشد الجهود لزيادة المساعدات للشعب السوداني المحاصر بين الجانبين المتحاربين". وقالت باور إن "القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في السودان تسبب في حصد أرواح المئات وإصابة الآلاف، وقضى مرة أخرى على التطلعات الديمقراطية للشعب السوداني. لا يستطيع المدنيون المحاصرون في منازلهم الحصول على الأدوية التي هم بأمسّ الحاجة إليها، ويواجهون احتمال التعرض لنقص في خدمات الكهرباء والمياه والغذاء لفترات طويلة". وأضافت "كل هذه المعاناة تفاقم الوضع المتدهور بالفعل، إذ إن ثلث سكان السودان، ما يقرب من 16 مليون نسمة، كانوا يحتاجون بالفعل إلى مساعدات إنسانية لتلبية الاحتياجات الأساسية قبل تفجر العنف". وجددت باور دعوتها للجانبين المتحاربين وهما الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" شبه العسكرية، إلى الالتزام بهدنة عيد الفطر، وإنهاء القتال، والامتثال للقانون الإنساني الدولي، بما يشمل تسهيل الوصول الآمن ودون عوائق للعاملين في المجالين الإنساني والطبي.

مشاركة :