قٌتل 12 شخصًا معظمهم من رجال الشرطة وأصيب أكثر من 100 آخرون أمس الثلاثاء، في انفجار سيارة مفخخة في محيط مديرية أمن مدينة المنصورة بدلتا النيل، في اعتداء اعتبر رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي أنه يستهدف عرقلة خارطة الطريق. وجاء الانفجار وهو واحد من أكثر الاعتداءات دموية منذ عزل الرئيس الاخواني محمد مرسي في يوليو الماضي، قبل 3 أسابيع من الاستفتاء على مشروع الدستور المصري الجديد في 14 و15 يناير المقبلين. ويعد هذا الاستفتاء الخطوة الأولى نحو تطبيق خارطة الطريق التي وضعها الجيش المصري، والتي تستهدف تأسيس شرعية جديدة قائمة على صناديق الاقتراع من خلال تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية خلال الأشهر الستة المقبلة. من جهتها، قالت وزارة الداخلية في بيان لها: إن «التفجير وقع قرابة الساعة الواحدة من صباح الثلاثاء بتوقيت القاهرة (23:00 تغ)» مشيرة إلى أنه أسفر عن سقوط عدد لم تحدده من القتلى والجرحى من رجال الشرطة والمواطنين الذين تصادف وجودهم» في محيط مديرية أمن المنصورة. وأضاف البيان: إن التفجير أسفر عن «انهيار بواجهة مبنى المديرية وانهيار جزئي في عدد من المباني القريبة، من بينها مجلس مدينة المنصورة والمسرح القومي والمصرف المتحد وإتلاف عدد من سيارات الشرطة والسيارات الخاصة». وأسفر التفجير الذي قال مسؤولون أمنيون: إنه تم بسيارة مفخخة بعشرات الكيلوغرامات من المتفجرات عن سقوط 12 قتيلًا وأكثر من 105 جرحى معظمهم من رجال الشرطة العاملين في مديرية أمن مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية (دلتا النيل) على بعد 100 كلم شمال القاهرة، بحسب مصادر طبية. وأفادت مصادر أمنية أن اللواء سامي الميهي مدير أمن محافظة الدقهلية أصيب في الانفجار الذي شعر به السكان في دائرة محيطها 20 كيلومترًا، وأدى إلى انهيار جزء من مبنى مديرية أمن الدقهلية، بحسب المسؤولين الأمنيين. فيما قال شهود عيان في موقع الإنفجار، إن التفجير خلف ركامًا من قطع الزجاج المهشم وكتل الأسمنت أمام مقر مديرية الأمن ولكنه أدى كذلك إلى تهشم واجهات ومحتويات محلات وبنايات في المنطقة المحيطة بها. من جهته، قال وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم صباح أمس الثلاثاء: إننا نواجه عدوًا لا دين ولا وطن له». وأوضح إبراهيم الذي وصل إلى مدينة المنصورة برفقة عدد من قيادات الأمن لتفقد آثار حادث التفجير الذي استهدف مبنى مديرية أمن محافظة الدقهلية، «أصبحنا نواجه عدوًا لا دين ولا وطن له، عدوًا لا يعبأ بأرواح المواطنين ولا يسعى إلا لهدم كيان الدولة وزعزعه استقرارها». وأكد إبراهيم ضرورة «اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر فى معركتنا مع هذا الإرهاب الأسود». فيما ذكر بيان لوزارة الداخلية أن الوزير التقى عددًا من قيادات الأمن بموقع التفجير. ووجه الوزير بسرعة الوقوف على خلفيات الحادث وتحديد هوية الجناة، مضيفًا: إن تلك الأحداث لن تثنينا عن حربنا ضد الإرهاب. وزار الوزير -وفقا للبيان- مصابي الحادث من رجال الشرطة والمواطنين الذين يتلقون العلاج بمستشفيات مدينة المنصورة، واطمأن على الحالة الصحية لهم. ونقل موقع «أخبار مصر» التابع للتلفزيون المصري الرسمي عن رئيس الإدارة المركزية للرعاية العاجلة والحرجة بوزارة الصحة خالد الخطيب قوله: إن هناك حالات حرجة وطارئة بين المصابين. من جهتها، نعت القوات المسلحة المصرية ضحايا الانفجار. وذكر المتحدث العسكري، على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، أن القوات المسلحة تنعي «ببالغ الحزن والأسى شهداء الوطن من رجال وزارة الداخلية والمواطنين الذين استشهدوا نتيجة عملية إرهابية خسيسة استهدفت مديرية أمن الدقهلية بواسطة سيارة مفخخة». وقال المتحدث: نتقدم جميعًا، قادة وضباطا وضباط صف وجنودًا، بخالص التعازي والمواساة لأسر شهداء الوطن، داعين الله عز وجل أن يتغمدهم بواسع الرحمة والمغفرة، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، وتمنياتنا للمصابين بالشفاء العاجل». وأضاف «نؤكد أن مثل هذه العمليات الجبانة، التى تقوم بها فئة ضالة، خرجت عن الجماعة الوطنية المصرية وانتهجت العنف والغدر واستحلت دماء المصريين، وذلك يزيدنا عزمًا وإصرارًا على تطهير أرض الوطن من خفافيش الظلام وأنصار التنظيمات المتطرفة التي تحاول بين الحين والآخر العبث، بأمن مصر القومي وإثارة الفزع بين المواطنين خلال تلك المرحلة الدقيقة التى تمر بها البلاد». فيما تعهدت رئاسة الجمهورية في بيان لها «بضرب الإرهاب بيد من حديد قصاصا لشهداء ومصابي هذا الحادث الإرهابي الخسيس، وتؤكد أنها لن تسمح للإرهاب الأسود والقائمين عليه بتعطيل استحقاقات خارطة المستقبل والوقوف أمام إرادة الشعب المصري». بدورها، أدانت جماعة الإخوان المسلمين تفجير مديرية أمن الدقهلية. وجاء في بيان باللغة الانجليزية للمكتب الصحافي للجماعة في لندن أرسل عبر البريد الإلكتروني «تدين جماعة الإخوان المسلمين بأشد العبارات الممكنة الهجوم على مديرية الأمن في المنصورة.» وأضاف البيان «تعتبر جماعة الإخوان المسلمين هذا العمل هجومًا مباشرًا على وحدة الشعب المصري وتطالب بفتح تحقيق على الفور حتى يمثل مرتكبو هذه الجريمة أمام العدالة». فيما أدان «التحالف الوطني لدعم الشرعية» في مصر والتابع للإخوان المسلمين، الانفجار الذي استهدف مبنى مديرية أمن الدقهلية بمدينة المنصورة. وذكرت بوابة «الحرية والعدالة» أن تحالف دعم الشرعية «أعرب عن بالغ الأسى والحزن للضحايا الذين سقطوا نتيجة الحادث الإجرامي». إلى ذلك، أدانت السفارة الأمريكية في مصر الانفجار. وذكرت السفارة في بيان أصدرته أمس: أن القائم بالأعمال بسفارة الولايات المتحدة، والسفارة يشجبان بأشد العبارات الممكنة الهجوم الإرهابي فجر أمس على مديرية أمن الدقهلية». وأضاف البيان «إننا نؤيد جهود الحكومة المصرية لتقديم المسؤولين عن الهجوم إلى العدالة كما نتقدم بخالص العزاء لعائلات ضحايا الهجوم ونأمل في سرعة شفاء المصابين». فيما أعرب مصدر مسؤول بوزارة الخارجية القطرية عن إدانة بلاده واستنكارها الشديد للانفجار الذي استهدف مقر مديرية الأمن في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية المصرية. وأكد المصدر في تصريح لوكالة الأنباء القطرية «قنا»، أن دولة قطر إذ «تدين بشدة مثل هذه الأعمال التي تتناقض مع كل القيم الإنسانية، فإنها تدعو جميع الأطراف إلى التحلي بضبط النفس والحفاظ على استقرار وأمن مصر الذي بدوره يعني استقرار المنطقة». كما جدد المصدر مواقف دولة قطر الثابتة بنبذ العنف بمختلف أشكاله وصوره أيًا كان مصدره، مؤكدًا أن «الحوار بين كافة الأطراف هو الطريقة الوحيدة للحفاظ على الوحدة الوطنية». المزيد من الصور :
مشاركة :