تحدث مستشار الأمن القومي الأفغاني السابق أحمد شجاع جمال، في حكومة الرئيس أشرف غني، عن أسباب وصول حركة «طالبان» للسلطة. وقال شجاع الذي ألّف كتاباً عن سقوط كابول بعنوان «سقوط دولة أفغانستان»، في مقابلة مع صحيفة «ذي دبلومات» إن الأميركيين تعاملوا مع الحركة بمعزل عن حكومة كابول، كما أنهم لم يخبروا القوات الأفغانية بانسحابهم حتى يستعدوا للدفاع عن مواقعهم. وفي ما يلي مقاطع من المقابلة: ■ كنت في كابول في اليوم الذي دخلت فيه «طالبان» إلى العاصمة الأفغانية، هل تستطيع أن تخبرنا بما رأيت؟ وبمَ شعرت في تلك الأيام التي سبقت وصول الحركة للسلطة؟ ■■ كان القلق هو المخيم في الأسابيع والأيام الأخيرة، وحاول السكان سحب مدخراتهم من البنوك، وآخرون حاولوا السفر إلى خارج أفغانستان. ولم يصدق بعض السكان في 15 أغسطس 2021 يوم انهيار كابول، أن الرئيس غني هرب، وأن «طالبان» دخلت كابول دون إطلاق رصاصة واحدة، وفي ذلك اليوم طُلب مني العمل في القصر الرئاسي، فقد كان هناك أمر غير طبيعي، إذ خيم الخوف على المدينة، وخلال الساعات الأخرى التي اتسمت بالفوضى، لم يكن من المعروف ما الذي ستفعله «طالبان»، ولكن الخوف كان يخيم على جميع المدينة. ■ ذكرت في كتابك أن انهيار جمهورية أفغانستان يرجع إلى عوامل مختلفة، هل تستطيع تلخيصها؟ ■■ العديد من الدول المجاورة لأفغانستان تعاني المشكلات ذاتها، وهي: الاعتماد على المساعدات الخارجية، والنمو الاجتماعي والاقتصادي المنخفض، والاضطراب السياسي، ووجود مقاومة مسلحة ضد الحكومة، والفساد، والإرهاب، ونظام حكومي غير فاعل، ومع ذلك فإن قلة منها انهارت بالطريقة التي وقعت لأفغانستان. ويتحدث الكتاب عن تحديات معينة واجهت أفغانستان من بينها الأخطاء في كتابة الدستور، ومركزية الحكومة، وفشل القيادة، والتي نعتقد أنها أسهمت في انهيار الدولة، ولكنها لم تؤدِّ إلى انهيارها، ولكن الأمر الذي أدى إلى انهيار أفغانستان هو الدبلوماسية الأميركية الخاطئة مع «طالبان» وتبعها انسحابات دون وضع ترتيبات مع القوات الأفغانية. ■ قلت في كتابك إن التكاليف المالية والإنسانية للحرب لم تكن العامل المهم الذي جعل واشنطن تنسحب من أفغانستان. ■■ تظهر أرقام (وزارة الدفاع الأميركية) البنتاغون أن 77 حالة وفاة في العسكريين حدثت في الفترة ما بين 31 ديسمبر 2014، والانسحاب في عام 2021، منهم 13 في حرم مطار كابول وقعوا في 26 أغسطس 2021، ولم يكن هناك أي حالات قتل في الجيش الأميركي بعد فبراير 2020، بعد التوقيع على اتفاقية مع «طالبان». وبدأت مسؤولية الأمن تنتقل إلى عاتق القوات الأفغانية في عام 2011، واكتملت في عام 2014، وعندها أصبح دور القوات الأميركية للتدريب، والاستشارة، والمساعدة، ودعم القوات الأفغانية، كما أن عددها تناقص كثيراً؛ ولهذا كان قرار الانسحاب سياسياً بالمطلق. ■ كتابك عبارة عن مذكرة اتهام دامغة ضد الرئيسين الأميركيين السابق دونالد ترامب، والحالي جو بايدن، خصوصاً هذا الأخير، بأنهما يتحملان مسؤولية انهيار أفغانستان، لماذا؟ ■■ كان قرار ترامب التفاوض مع «طالبان» واستثناء حكومة أفغانستان قد أضعف مصداقية كابول، وغيّر حسابات الدول المجاورة لها، الذين بدأوا ينظرون الى «طالبان» كشريك مقبل، وشجع دولاً أخرى على إقامة علاقات مع الحركة. أما بايدن الذين قام بمراجعة شاملة لاتفاق الدوحة في يناير 2021، فقد كان باستطاعته تغيير الكثير، على الأقل مطالبة «طالبان» بالتمسك بشروط الاتفاق بما فيها قطع علاقتها مع تنظيم «القاعدة»، وبدلاً من ذلك أمر بايدن بالانسحاب الكامل دون إعلام القوات الأفغانية كي تستعد للحفاظ على مواقعها. لقد التزمت إدارة ترامب في حين قدم بايدن كل شيء احتاجت إليه «طالبان» دون أن تقدم أي شيء في المقابل. ■ لماذا لم يتم الالتزام بقرار 13 أغسطس لحماية كابول؟ هل كان سينجم عن ذلك نتيجة مختلفة لو تم الالتزام به؟ ■■ كان هناك نوع من الإجماع لدى كبار الضباط أنهم لن يكونوا قادرين على ذلك وأن الحالة المعنوية غير كافية، وكان الرئيس يخشى أنه إذا قرر البقاء لحماية كابول أن يجد نفسه وحده. • انهيار أفغانستان كان بسبب الدبلوماسية الأميركية الخاطئة مع «طالبان»، والانسحابات دون وضع ترتيبات مع القوات الأفغانية. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :