جوتيريش: النزاع فـي السودان قد «يمتد إلى كامل المنطقة» ذكر مسؤول أمريكي لـ«سكاي نيوز عربية»، في حديث عبر الهاتف، أن وفدا دبلوماسيا مشتركا يضم ممثلين عن وزارات الخارجية الأمريكية والسعودية والإماراتية والمصرية والاتحادين الإفريقي والأوروبي يجري اتصالات الآن بهدف إطلاق وساطة حوارية، تستضيفها الرياض في الاسابيع المقبلة لجمع طرفي الصراع في السودان. وتسعى جهود الوساطة، وفق المصدر، لجمع قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو في لقاء بالعاصمة السعودية الرياض خلال أسابيع. ورفض المسؤول الأمريكي في واشنطن الإفصاح عن تفاصيل خطة التسوية السياسية المقترحة، إلا أنه أصرّ على أن الاطراف الخارجيين العاملين على إطلاق مبادرة حلّ سياس، يشترطون وقفا كاملا لإطلاق للنار. وعن موعد وتفاصيل المبادرة الحوارية، ختم المسؤول بأن الاعلان قد يصدر عن السعودية في الأيام الآتية. وكانت المسؤولة في البيت الابيض ريبيكا فارمر قد صرّحت لـ«سكاي نيوز عربية» قبل أيام بأن ثمة قلقا لدى الادارة الأمريكية أن تستغل جماعات إسلامية متطرفة الوضع الفوضوي في السودان لإيجاد ملاذ آمن لها. في غضون ذلك أكد المستشار السياسي لقائد قوات الدعم السريع، فارس النور، أن هدنة جديدة ستبدأ خلال ساعات، لافتاً إلى أن قواته ستحقق أهدافها سواء بالعمل العسكري أو التفاوض. وأضاف في تصريحات لـ«العربية/الحدث»، أمس، أن قوات الدعم السريع لم تطرح نفسها بديلاً للجيش بل تريد إصلاحه. كما أوضح أن قوات الدعم السريع ستقبل المحاسبة من حكومة مدنية، مشيراً إلى أن أي مفاوضات مع الجيش ستكون مرهونة بإنجاز التحول الديمقراطي. ويأتي إعلان الهدنة، بينما تستمر عمليات الإجلاء للمواطنين الأجانب من البلاد، بعدما تداعت العديد من الدول العربية والغربية إلى سحب رعاياها بحراً وبراً وجواً. كما تستمر عمليات النزوح الداخلي من قبل آلاف السودانيين من الخرطوم، باتجاه ولايات أخرى أقلّ توتراً. كذلك يأتي الإعلان مع دخول هدنة العيد التي بدأت قبل يومين في السودان الدخول في ساعاتها الأخيرة، حيث شهدت العاصمة السودانية هدوءا حذراً، أمس، وتراجعاً لحدّة الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع. وكانت جهود إجلاء الرعايا الأجانب من السودان تسببت في إحباط العديد من السودانيين الذين شعروا أن الفصيلين المتناحرين لم يبديا هذا القدر من الاهتمام بسلامتهم. يشار إلى أن هذا القتال بين الجيش الذي يترأسه عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو، اندلع في الخرطوم وأجزاء أخرى من البلاد في 15 أبريل، بعد أربع سنوات من الإطاحة بعمر البشير خلال انتفاضة شعبية عام 2019. وكان طرفا الصراع تشاركا في الحكم نحو 3 سنوات، قبل أن يختلفا مؤخرا خلال مفاوضات حول خطة لتشكيل حكومة مدنية ودمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة. من جانبه حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أمس من أن أعمال العنف المتواصلة في السودان بين الطرفين المتحاربين قد «تمتد إلى كامل المنطقة وأبعد منها». وقال خلال نقاش في مجلس الأمن بشأن التعددية إن الوضع في السودان «يستمر في التدهور». وأضاف: «يجب أن تتوقف أعمال العنف. إنها تهدد بحريق كارثي داخل السودان قد يمتد إلى كامل المنطقة وأبعد منها». وأكد أنه «على تواصل مستمر مع طرفي النزاع ودعوتُهما لنزع فتيل التوترات والعودة إلى طاولة التفاوض». وتابع: «علينا جميعا أن نبذل كل ما في وسعنا لإبعاد السودان من حافة الهاوية»، مجددا الدعوة إلى وقف لإطلاق النار. تأتي تصريحاته بعد إعلان الأمم المتحدة بقاء رئيس بعثتها فولكر بيرتيس في السودان رغم تسارع عمليات إجلاء الأجانب. وقال غوتيريش: «سأكون واضحا: الأمم المتحدة ليست بصدد مغادرة السودان»، مضيفا أن الهيئة الدولية «تعيد تنظيم وجودنا في السودان كي نتمكن من مواصلة دعمنا للشعب السوداني». وأكد «التزامنا تجاه الشعب السوداني، دعما لرغبته في مستقبل ينعم فيه بالأمن والسلام. نقف إلى جانبه في هذه الأوقات العصيبة». ودعت بريطانيا مجلس الأمن إلى اجتماع طارئ حول السودان، يتوقع أن ينعقد اليوم، وفق دبلوماسي.
مشاركة :