الطائف عبدالعزيز الثبيتي نظم نادي الطائف الأدبي الثقافي مساء أمس الأول الإثنين بالتعاون مع مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، محاضرة بعنوان «اللغة العربية حاضرها ومستقبلها»، شارك فيها كل من الدكتور خالد الغامدي والدكتور محمد عطية من قسم اللغة العربية بكلية الآداب في جامعة الطائف، وأدارها الدكتور عبدالرحمن الطلحي الأستاذ المساعد في الكلية، وذلك وسط حضور كثيف من المثقفين والمثقفات والمهتمين. وفي بداية المحاضرة تحدث الدكتور محمد عطية عن محور حاضر اللغة العربية، حيث أسهب فيه بالحديث عن أن اللغةَ العربيةَ كائنٌ كبيرٌ قديمٌ قويٌ متينٌ فتيٌّ- من فصحى ولهجاتٍ ولم يحددْ أحدٌ طفولَتَهَا، وأورد قول رينان الفرنسي: إن اللغة العربية ليس لها طفولةٌ، ولا شيخوخةٌ. وتحدث عن قوة العربية وفتوتها وأنها كانت بارزةً قبل الإسلام، وعند مجيئه، وستظل باقيةً على مر الزمانِ؛ لما تمتاز به من خصائصَ: «صوتيةٍ، وبنيويةٍ، وتركيبيةٍ»، ووفرةٍ في مفرداتِها، ودقةِ معانيها، وكثرة عدد مستعمليها. وإن كانت قد تعرضت، وتتعرض لأمراض فإنها لا تُميتها، ولا تَثنيها عن وظيفتِها؛ لأنَّ مناعَتَها من القرآن الكريم، ثم من المخلصين لها من هذه الأمة من: الأدباء، والعلماء، والمفكرين وغيرهم. فيما تحدث الدكتور خالد الغامدي في الشق الثاني من المحاضرة عن أهمية جانب الفهم؛ لأن الأوهام اللغوية تشيع بين المختصين وغير المختصين، وخصوصاً مفهوم اللغة، حيث تحدَّث عن الأخطاء في اللغة، وأن هناك خطأً شائعاً عند كثير من الناس، وهو أنهم يظنون أن اللغة هي القواعد، وهذا فهم خاطئ لأن القواعد هي معرفة عن اللغة أو معلومات عن اللغة وليست اللغة، بينما اللغة هي النظام إضافة إلى الممارسة أو الكلام، فهذان وجهان لعملة واحدة وهي اللغة، وقال الغامدي إنه ليس بالضرورة أن من يمتلك القواعد اللغوية والمعرفة بها، يمتلك زمام اللغة أو ملكة اللغة، وأنه من الخطأ اعتقاد ذلك، حيث سرد كثيراً من الأدلة القديمة والحديثة على أن كثيراً من علماء اللغة وممن ألَّفوا فيها لا يجيدون التحدث بفصاحة، وأن اللغة تحتاج للممارسة في المقام الأول، فهم رغم إتقانهم الجانب المعرفي إلا أنهم أهملوا الجانب التطبيقي والممارسة الاجتماعية عن طريق الشعر أو النثر أو الحوار وغير ذلك من أنواع الممارسة اللغوية، وبالتالي ضعفت ملكاتهم اللغوية رغم قوة معرفتهم بها، ثم تحدث عن خطأ شائع عن مفهوم الفصحى، حيث تحدث أن الفصحى أو ما أُجمع عليه أنها اللغة القرشية أو اللغة المشتركة أو المنتخبة ونفى أن تكون الفصحى ذات مستوى ثابت، حيثُ خطَّأ هذا المفهوم ورجح أن تكون الفصحى انتخاباً لغوياً ذا عنصرين رئيسين هما عنصر الاصطفاء وعنصر الترك والهجران، حيث تنشأ الفصحى من الانتخاب اللغوي بعنصريه.
مشاركة :