طهران - تقدّمت الشرطة الإيرانية بشكوى ضد ممثلتين شهيرتين لظهورهما في أماكن عامة دون الحجاب الإلزامي الذي تفرضه طهران على النساء، في سابقة تؤكد أن الجمهورية الإسلامية تعلّمت الدرس من الاحتجاجات التي اندلعت إثر وفاة الشابة مهسا أميني وباتت تحيل حالات خرق الضوابط المشددة على القضاء دون التدخل مباشرة لقمع المتمرّدات مثلما دأبت عليه. وأفادت وفق وكالة "تسنيم" ليل الاثنين بأن "شرطة طهران أعلنت التقدم بشكوى قضائية ضد الممثلتين كتايون رياحي وبانتها بهرام لارتكابهما جريمة نزع الحجاب في مكان عام ونشر صور عبر الإنترنت". وكانت الشرطة الإيرانية أعلنت أنها ستبدأ اعتبارا من منتصف أبريل/نيسان التشدد في تطبيق قوانين وضع الحجاب وتحديد اللواتي يخالفنها ومعاقبتهن، لاسيما بعد أن تمرّدت الكثير من الفتيات والنساء خلال الآونة الأخيرة على هذا القانون. وأكدت أنها شرعت في تطبيق إجراءات تسمح بتحديد ومعاقبة النساء اللواتي ينتهكن قواعد اللباس المفروضة في الجمهورية الإسلامية باستخدام تكنولوجيا "ذكية". وقال قائد الشرطة أحمد رضا رادان مؤخرا إن "النساء اللواتي يخلعن حجابهن سيجري التعرّف عليهن بوساطة معدّات ذكية"، مضيفا أنهن "سيتلقين تحذيرا أوّلا ثمّ يمثلن أمام القضاء". ولئن لم تكشف السلطات الإيرانية عن تفاصيل التكنولوجيا التي ستعتمد عليها لرصد النساء المتمردات على قانون الحجاب، يرجح مراقبون أن يكون النظام قد غرس كاميرات مراقبة بالشوارع والأماكن العامة لتوثيق هذه الحالات. وفي أعقاب انتصار الثورة الإسلامية العام 1979 صارت القوانين في إيران تلزم النساء، سواء الإيرانيات أو الأجانب بوضع غطاء للرأس في الأماكن العامة. وشهدت إيران في الأشهر الماضية احتجاجات بعد وفاة الشابة مهسا أميني في 16 سبتمبر/أيلول عقب توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران لعدم التزامها القواعد الصارمة للباس. وبعد اندلاع الاحتجاجات، بات يمكن في أنحاء طهران ومدن أخرى رؤية نساء يتجوّلن بلا غطاء للرأس، من دون أن يكنّ عرضة لإجراء أو تنبيه من الشرطة. وانتشرت على نطاق واسع الأسبوع الماضي صور لبهرام (53 عاما) وهي تشارك بلا حجاب في عرض عمل في إحدى صالات السينما في طهران. بدورها نشرت رياحي (61 عاما) في الآونة الأخيرة صورا لها بلا حجاب في عدد من الأماكن العامة في العاصمة. وأفرجت السلطات بكفالة عن رياحي أواخر نوفمبر/تشرين الثاني بعد توقيفها أكثر من أسبوع لنشرها صورا لها بلا حجاب عبر تطبيق إنستغرام. وكانت رياحي في حينه أول ممثلة تقوم بهذه الخطوة دعما لحركة الاحتجاجات، قبل أن تقدم ممثلات أخريات على ذلك. وتعد رياحي وبهرام من أبرز ممثلات إيران وسبق أن تمّ تكريمهما بجوائز في مهرجان فجر السينمائي وهو الأهم الذي ينظم في الجمهورية الإسلامية. وكانت السلطة القضائية الإيرانية قد طالبت في يناير/كانون الثاني الشرطة بالتشدد في قمع المخالَفات المرتبطة بقانون الحجاب الإلزامي. وصرّح مساعد المدعي العام أبوالصمد خرم آبادي حينها بأنه "بتوجيه من المدعي العام، تلقت الشرطة أمرا بمعاقبة صارمة لكل مخالَفة قانون الحجاب الإلزامي في البلاد"، مشددا على أن "كشف الحجاب هو مخالفة صريحة وعلى قوات حفظ النظام توقيف كل من يرتكبه وتقديمه إلى السلطات القضائية المختصة من أجل أن تطبّق بحقه العقوبة المناسبة". وتابع أنه "في سياق وضع توجيهات رئيس السلطة القضائية موضع التنفيذ، على المحاكم إدانة كل المخالفين لقانون الحجاب الإلزامي، مع الغرامة المالية، بعقوبات إضافية مثل الإبعاد، منع مزاولة بعض الأعمال وإغلاق مكان العمل". ومنذ وفاة أميني ارتفع عدد النساء اللواتي يتجولن في الشوارع والأسواق دون وضع الحجاب، فيما شددت الشرطة الإيرانية على أن كلّ من تنتهك القانون ستتم محاسبتها.
مشاركة :