** القائم بأعمال البعثة الدبلوماسية لأفغانستان في الأمم المتحدة، نصير فائق: - لسنا على اتصال مع طالبان ولا نمثلهم، نمثل صوت من لا صوت لهم من الجماعات المضطهدة - البعثة تواجه أعباء مالية ولا تتلقى دعما ماليا لا محليا ولا دوليا - طالبان لم ولن تتغير، وقد يكون هناك من يخالفهم الرأي لكنهم ليسوا بوضع يسمح لهم بالتحرك ضد زعيمهم - لا توجد إرادة سياسية قوية لدى المجتمع الدولي للتعامل مع طالبان دبلوماسي من الحكومة الأفغانية السابقة وجد نفسه مسؤولاً عن بعثة بلاده لدى الأمم المتحدة في نيويورك بعد استقالة سفيرها غلام محمد إسحاق زاي، الذي سعت حركة طالبان لاستبداله عقب تقلدها أمور البلاد. نصير فائق، الذي كان يعمل منسقا سياسيا من الدرجة الثالثة في نيويورك، يدير حاليا بعثة البلاد في الأمم المتحدة رغم اعتراض طالبان منذ استيلائها على السلطة في 2021. وتقلصت بعثة أفغانستان في الأمم المتحدة من 16 دبلوماسيا وموظفا قبل وصول طالبان للحكم، إلى أربعة أشخاص فقط، بينهم فائق الذي يعمل حاليا قائما بالأعمال (غير معين رسميا). وفي مقابلة حصرية للأناضول، قال فائق: "لسنا على اتصال مع طالبان ولا نمثلهم، نحن الصوت الوحيد للجماعات المضطهدة في أفغانستان". وأضاف: "نمثل صوت من لا صوت لهم، مثل الجماعات المضطهدة والنساء والمدافعين عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة والصحفيين والقوات العسكرية وقوات الأمن الوطني". بعثة بلا موارد وعن موارد البعثة المالية، أوضح فائق أنها "تعاني حاليا، ولذلك ترك معظم زملائنا البعثة بسبب المشاكل المالية وعدم قدرتهم على تحمل مصاريف عائلاتهم". وقال إن "الأمر ليس سهلا، لكن هدفنا الرئيسي هو دعم شعب أفغانستان في الأوقات الحرجة للغاية التي يحتاجنا فيها". وأشار فائق أن "الفواتير لا تزال تتراكم، ونحاول بطريقة ما إدارة الأمر، لكننا لم نتمكن من دفع أي شيء". وأوضح أن "بعض أعضاء طالبان يحاولون تقويض موقفه من خلال تصويره بأنه يتلقى دعما ماليا من الخارج". وأضاف: "نحن لا نتلقى أي نوع من الدعم المالي من أي مصدر، لا محلياً ولا دوليا". صوت المضطهدين يسعى فائق لتمثيل بلاده بـ "الشكل الأمثل" في الأمم المتحدة، قائلا: "أحافظ على نزاهة نفسي ونزاهة البعثة، وتمثيل البلاد بشكل مشرف، وأحاول أن أكون ذي مصداقية في رفع صوت أفغانستان". وأضاف: "يشرفني ويسعدني أنني أفعل شيئا مناسبا لأبناء بلدي في هذا الوقت الحرج على الأقل، وأنا متأكد من أن ذلك سيسجل في التاريخ". وتابع: "أمثل صوت الشعب الأفغاني (في الأمم المتحدة) وأشارك كل ما يحدث في أفغانستان، مثل بعض الانتهاكات والفظائع وغيرها، وأنا متأكد من أن طالبان ليست سعيدة بي، وقد أكون على قائمتهم السوداء". "طالبان لم ولن تتغير" عودة طالبان إلى السلطة في 15 أغسطس/ آب 2021، أدت إلى انقطاع المساعدات المالية الدولية، وترك أفغانستان الممزقة في أزمات اقتصادية وإنسانية وحقوقية واسعة. وتواجه طالبان اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان، لاسيما بعد قرارها حظر التعليم الجامعي للنساء، وفقدان آلاف النساء وظائفهن أو إجبارهن على الاستقالة من المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص. وقال فائق: "نعلم أنهم (طالبان) لم ولن يتغيروا"، واستدرك: "قد يكون هناك البعض من طالبان لديه آراء مختلفة، لكنهم ليسوا في وضع يسمح لهم بالتحرك ضد زعيمهم". وأوضح قائلا: "إما أنهم لا يملكون أي سلطة لإجراء تغيير، أو أنهم يتعاونون بطريقة ما مع زعيمهم، ويحاولون فقط لعب دور الشرطي الجيد والشرطي السيئ. فيحاول بعضهم الانخراط مع المجتمع الدولي والقول إنهم منفتحون ويدعمون تعليم المرأة، لكن القرارات تأتي من قائدهم في قندهار". واعتبر الدبلوماسي الأفغاني أن "طالبان تتعمد كسب الوقت لاستنزاف صبر المجتمع الدولي والحصول على اعتراف بها وتطبيع الأوضاع"، وأضاف: "نأمل ألا يحدث ذلك". نشوة الانتصار وأوضح فائق أن "طالبان ليست مستعدة للجلوس مع أحد لإجراء مباحثات، فهم يزعمون أنهم هزموا المجتمع الدولي أو حلف الناتو ويشعرون في الوقت الحالي بنشوة الانتصار". وأشار أنه "لا توجد إرادة سياسية قوية لدى المجتمع الدولي للتعامل مع طالبان"، مبينا أن "جميع التدخلات والجهود الدولية تدور حول التخفيف من الوضع الإنساني الحالي وإنقاذ الأرواح في أفغانستان". وأردف: "ولكن القضية الرئيسية تكمن في الجانب السياسي وكيفية تشكيل حكومة مسؤولة وخاضعة للمساءلة يمكنها معالجة الوضع الحالي وتصبح عضوا نشطا في المجتمع الدولي". وحث فائق حركة طالبان على "تصحيح أخطائها والاستماع إلى الشعب الأفغاني والحفاظ على إنجازات العشرين عاما الماضية من خلال تشكيل حكومة شاملة". واختتم كلامه قائلا: "إذا كانوا وطنيين حقا ويحبون شعبهم وبلدهم، فهذا هو الوقت المناسب ليثبتوا ذلك". يشار أنه في أيلول / سبتمبر 2021، طلبت طالبان من الأمم المتحدة اعتماد سهيل شاهين المتحدث السابق باسم الحركة سفيرا جديد لأفغانستان ليحل محل غلام إسحق زاي. وانتقدت حركة طالبان عدم وجود قرار للمنظمة الدولية، معتبرة أن الأمم المتحدة بهذا الموقف "تتجاهل الحقوق المشروعة للشعب الأفغاني". وبعد 3 أشهر، أعلنت الأمم المتحدة أن السفير الأفغاني لديها، غلام إسحق زاي، الذي عينه الرئيس المخلوع أشرف غني وأقالته حركة طالبان "ترك منصبه"، مشيرة أن أحد أعضاء البعثة الدبلوماسية هو القائم بالأعمال حاليا، من دون تحديد اسمه. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :