دخلت أحدث هدنة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اليوم (الثلاثاء) حيز التنفيذ، مع استمرار الاتهامات المتبادلة بخرقها. وقال مكتب الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني في بيان صحفي اليوم "بناء على وساطة سعودية أمريكية لوقف القتال الدائر بالبلاد وتخفيفا على مواطنينا ولدواعي إنسانية، وافقت القوات المسلحة على هدنة لمدة 72 ساعة، بشرط التزام المتمردين بوقف كافة الأعمال العدائية والالتزام بمتطلبات استمراريتها". ومن جانبها قالت قوات الدعم السريع في بيان صحفي "وافقت قوات الدعم السريع، على هدنة إنسانية لمدة 72 ساعة، من أجل فتح ممرات إنسانية وتسهيل حركة المواطنين والمقيمين وتمكينهم من قضاء احتياجاتهم والوصول إلى المستشفيات والمناطق الآمنة، وإجلاء البعثات الدبلوماسية". ومع سريان الهدنة ذكرت وزارة الخارجية السودانية بالخروقات والانتهاكات المتكررة للدعم السريع خلال فترة الهدنة السابقة. وثمنت الخارجية السودانية جهود المجتمع الدولي في إقرار الهدنة، وجددت التزام الدولة بالهدنة الإنسانية ووقف القتال من أجل عودة الحياة المدنية لطبيعتها، وحذرت من استخدام الهدنة لانتشار القوات المتمردة لارتكاب المزيد من الانتهاكات ضد المدنيين وقتل المواطنين. وقال المتحدث باسم العملية السياسية بالسودان خالد عمر يوسف في بيان صحفي "إن الهدنة الجديدة التي بادرت إليها الولايات المتحدة وحظيت بموافقة كل الأطراف ستمهد للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار واستعادة مسار الانتقال الديمقراطي". وأضاف "هذه المبادرة تختلف عن سابقاتها في إنها لا تختص فقط بالقضايا الإنسانية بل احتوت على قضايا تفصيلية وحددت الآليات اللازمة للوصول إلى اتفاق نهائي واعتمدت ثلاث مراحل أولها عقد هدنه ناجحة، ثم الوصول إلى اتفاق نهائي لإطلاق النار، ومن ثم مناقشة القضايا السياسية". وبعد سريان الهدنة بساعات قليلة تبادل الجانبان الاتهامات بخرقها، فيما أفاد شهود عيان بسماع أصوات إطلاق نار في مناطق متفرقة بالخرطوم وخاصة ضاحية أم درمان. وقال الجيش السوداني في بيان صحفي اليوم " بالرغم من سريان الهدنة لمدة 72 ساعة إلا أننا نرصد الكثير من الخروقات التي تقوم بها الميليشيا المتمردة منذ الساعات الأولى من صباح اليوم". وأضاف "تم رصد استمرار التحركات العسكرية للمتمردين داخل وخارج العاصمة ومحاولة احتلال مواقع وتقييد تحركات المواطنين". ومن جانبها قالت قوات الدعم السريع "ماتزال قيادة القوات المسلحة تمارس خروقاتها المستمرة للهدنة المعلنة". وأضافت في بيان صحفي اليوم "هاجمت القوات المسلحة قبل قليل بالمدافع ارتكاز قوات الدعم السريع بالقصر الجمهوري بالخرطوم وهو تصرف يتنافي مع شروط الهدنة الإنسانية التي خصصت لفتح ممرات آمنة". ويشهد السودان منذ 15 إبريل الجاري اشتباكات دامية بين أكبر قوتين عسكريتين في السودان، وهما الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.