حط البرتغالي "كريستيانو رونالدو" الرحال في دوري روشن للمحترفين من بوابة النصر لتنسج معه جماهير الأصفر أحلامًا بتتويج تلو الآخر، لكن أتت الرياح بما لا تشتهي سفن "العالمي" الذي كان يمني النفس بثلاثية تاريخية ليجد نفسه على وشك الخروج خالي الوفاض. وودع النصر خلال 3 أشهر بطولتين محلييتين هما كأس السوبر السعودي وكأس خادم الحرمين الشريفين، كما باتت فرصته صعبة في حصد لقب الدوري الذي يقترب من الاتحاد، على الرغم من أن الفرصة لا تزال قائمة بالنسبة للنصر، لكن الانهيار الفني الذي يعيشه الفريق يجعل أكثر المتفائلين من جمهوره لا يتوقع انتفاضة في الدوري تعوض خيبتيه المحليتين الأخرتين. وتعاقد النصر مع "رونالدو" في يناير الماضي ووقتها كان النصر، وقبل خوض أول مباراة مع الفريق كان النصر لعب 13 مباراة في الدوري حقق الفوز في 9 مباريات مقابل 3 تعادلات وهزيمة واحدة ليجمع 30 نقطة ليستقر في صدارة الدوري. في المقابل خاض رونالدو مباراته الأولى مع النصر يوم 22 يناير وذلك أمام الاتفاق في المباراة التي حسمها النصر بهدف نظيف. ومنذ مباراة الاتفاق لعب رونالدو مع النصر في الدوري 11 مباراة سجل خلالها 11 هدفًا وصنع هدفين، بينها سوبر هاتريك في الوحدة وهاتريك في ضمك. وظل النصر متصدرًا لجدول الترتيب حتى الجولة 20 عندما سقط أمام الاتحاد ليفقد الصدارة لصالح الأخير بفارق نقطة وحيدة ليتسع الفارق بعد ذلك إلى 3 نقاط لصالح الاتحاد الذي يملك فرصة توسيع الفارق إلى 6 نقاط كونه لعب مباراة أقل. وإجمالًا خاض رونالدو رفقة النصر 11 مباراة حقق الفريق الفوز في 7 منها مقابل تعادلين وهزيمتين، علمًا بأن الفريق تجرع مرارة الهزيمة مرة واحدة فقط في الـ13 مباراة التي خاضها الفريق قبل مجيء رونالدو. اللافت أن النصر لم يحقق أي انتصار في المواجهات سواء قبل مجيء رونالدو أو بعد التعاقد معه، حيث تعادل مع الاتحاد والشباب والهلال قبل مجيء رونالدو، لكنه خسر أمام الاتحاد والهلال في ظل وجود النجم البرتغالي. * لماذا تراجع النصر هجوميًا؟ وسجل النصر قبل رونالدو 27 هدفًا ووضع نفسه في صدارة الفرق الأقوى هجومًا في الدوري، سجل مع رونالدو 22 هدفًا واللافت أن نصفها سجلها النجم البرتغالي الذي ساهم بهدفين آخرين. ويتصدر النصر حتى الآن لائحة الأقوى هجومًا لكن بالمشاركة مع الشباب الذي لعب مباراة أقل. وبالعودة إلى قائمة الفريق قبل مجيء رونالدو فإن النصر تمتع بكتيبة من اللاعبين الأجانب المميزين الذين قدموا مستويات رائعة أبرزهم الكاميروني فينسينت أبوبكر والحارس الكولومبي ديفيد أوسبينا بالإضافة إلى النجم الأرجنتيني بيتي مارتينيز وهم الثلاثي الذين فقدهم النصر واحدًا تلو الآخر إما بسبب الإصابة أو بسبب قرار "غير مدروس بالاستغناء". وجاء رحيل أبوبكر عن الفريق بعد التعاقد مع رونالدو نظرًا لحاجة الفريق لرحيل أحد الأجانب من أجل تسجيل النجم البرتغالي، ليشعل جدلًا بين جماهير النصر التي رأى قطاع كبير منها أن اللاعب الكاميروني لا غنى عنه في الفريق، وهو ما أثبتته التجربة إذ فقد النصر حالة النجاعة الهجومية في الفريق حتى بعد مجيء رونالدو. في المقابل ضاعفت الإصابات من مأساة النصر بعد إصابة أوسبينا ومارتينيز، فضلًا عن تراجع مستوى لاعبين آخرين بينهما البرازيلي لويس غوستافو وبعض المحليين على رأسهم عبدالرحمن غريب وسلطان الغنام. وزاد الطين بلة في النصر قرار الإدارة بإقالة المدرب الفرنسي رودي غارسيا ليفقد الفريق عقله المدبر في مقابل قيادة من مدرب لم يكتب اسمه بعد بين مدربي الصف الأول. * رونالدو وحيدًا يصنع الفارق! توهج رونالدو مع النصر في عدة مباريات أبرزها الوحدة التي سجل فيها رباعية بجانب ثلاثيته في ضمك واللافت أن هاتين المباراتين خاضهما النجم البرتغالي في غياب البرازيلي أندرسون تاليسكا حيث لعب رونالدو مهاجمًا صريحًا مع منحه تحررًا على جانبي الملعب، الأمر الذي شكل خطورة على المنافسين نتج عنه هذه الغلة من الأهداف. ومع عودة تاليسكا بدا أن طريقة اللعب التي ينتهجها النصر في وجود الثنائي غير مجدية في خلق العديد من الفرص السانحة للتسجيل، يضاف إلى ذلك تراجع مستوى بعض اللاعبين الأمر الذي أظهر النصر بصورة باهتة لاسيما في مبارياته أمام النصر، الفيحاء والهلال.
مشاركة :