وصلت مساء اليوم (الأربعاء) إلى القاعدة العسكرية الجوية بالعوينة بالضاحية الشمالية لتونس العاصمة، طائرة عسكرية تونسية على متنها أول دفعة من الرعايا التونسيين بالسودان بعد إجلائهم برا إلى مصر، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء التونسية الرسمية. ونقلت الوكالة عن سفير تونس لدى السودان شفيق الحاجي، قوله إن عدد التونسيين العائدين الذين وصلوا إلى تونس على متن الطائرة العسكرية المذكورة يبلغ 46 شخصا من الرجال والنساء والأطفال. وأضاف أن عدد أفراد الجالية التونسية في السودان يبلغ حوالي 150 شخصا غادر منهم حوالي 20 شخصا قبل اندلاع المواجهات المسلحة، في حين أن بعض العائلات التي تقيم في السودان منذ أكثر من ثلاثين سنة ولديها الجنسية السودانية تمسكت بالبقاء. وأشار إلى أن خطة إجلاء الرعايا التونسيين كانت تعتمد على تجميع التونسيين في مكان واحد للخروج لاحقا من الخرطوم في رحلة وصفها بأنها "محفوفة بالمخاطر" عبر الحافلة باتجاه معبر أرقين على الحدود السودانية المصرية على بعد حوالي ألف كيلومتر. واعتبر أن الأوضاع في السودان "صعبة جدا بعد تعطل كل مرافق الحياة من مياه صالحة للشراب والكهرباء والإنترنت وتدمير نصف المستشفيات، وفقدان المواد الغذائية والوقود والأدوية". ولفت الحاجي إلى أن الأوضاع في المعبر الحدودي من الجانب السوداني "كانت رهيبة جدا نظرا لحالة الاكتظاظ ووجود حوالي 600 حافلة تحمل حولي 7000 مواطن من مختلف الجنسيات". وكانت وزارة الدفاع التونسية قد أعلنت أمس (الثلاثاء) إقلاع طائرة نقل عسكرية من القاعدة الجوية بالعوينة بالضاحية الشمالية لتونس العاصمة باتجاه مطار أسوان بمصر لإجلاء مواطنين تونسيين مقيمين بالسودان. وقالت الوزارة في بيان إن عملية اجلاء الرعايا التونسيين من السودان "تأتي بالتنسيق بينها وبين وزارة الخارجية"، لافتة إلى أن موضوع إجلاء تونسيين مقيمين بالسودان "كان محور لقاء رئيس الجمهورية قيس سعيد، أمس (الإثنين) بوزيري الدفاع والخارجية". وقبل ذلك، أعلنت وزارة الخارجية التونسية الأحد الماضي أنها اتخذت الإجراءات اللازمة استعدادا لعملية إجلاء الرعايا التونسيين من السودان، الذين يُقدر عددهم بحوالي 100 شخص. وبدأت دول أجنبية وعربية يوم السبت الماضي عمليات إجلاء لرعاياها من السودان بسبب الاشتباكات التي اندلعت منذ 15 أبريل الجاري في الخرطوم وعدد من ولايات السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وتبادل طرفا النزاع في السودان اتهامات باعتداءات طالت بعض البعثات الدبلوماسية في البلاد.