ذكر كبير مبعوثي الأمم المتحدة إلى السودان، يوم الثلاثاء، أن القائدين العسكريين للطرفين المتحاربين في السودان ليسا مستعدين لوقف كامل لإطلاق النار. وقال فولكر بيرتيس، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان، إن "قائدي (القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع) لم يتمكنا من الالتزام التام بوقف كامل لإطلاق النار أو تنفيذه. ويواصل الجنرالان تبادل الاتهامات وإصدار إدعاءات متعارضة حول السيطرة على المنشآت الرئيسية". وأفاد أنه لا توجد حتى الآن علامة قاطعة على أن أيا منهما مستعد للتفاوض بجدية، مما يشير إلى أن كلاهما يعتقد أن تأمين نصر عسكري على الآخر أمر ممكن. وأضاف أن "هذا سوء تقدير. إذ مع استمرار القتال، سيزداد انهيار القانون والنظام في جميع أنحاء البلد، وستتلاشى القيادة والسيطرة. ويمكن أن يصبح السودان مجزأ بشكل متزايد، مما سيكون له تأثير مدمر على المنطقة". ولفت بيرتيس إلى أنه حتى لو فاز أحد الطرفين، فإن السودان سوف يخسر. وقال عبر رابط فيديو من بورتسودان على البحر الأحمر، حيث تم نقل قرابة 1200 شخص، من بينهم 744 من موظفي الأمم المتحدة وعائلاتهم، وموظفي المنظمات الدولية غير الحكومية وعائلاتهم، والموظفين الدبلوماسيين من عدة سفارات، من العاصمة الخرطوم يوم الاثنين، إن وقف إطلاق النار الممتد لـ72 ساعة، والذي توسطت فيه الولايات المتحدة يوم الاثنين، على ما يبدو ما يزال صامدا في بعض أجزاء السودان حتى الآن، ومع ذلك، كانت هناك تقارير عن حدوث قتال وتحريك للقوات. وذكر أن القتال في الخرطوم حول القصر الجمهوري ومطار الخرطوم الدولي ومقر القوات المسلحة السودانية وقواعد قوات الدعم السريع وغيرها من المواقع الإستراتيجية استمر إلى حد كبير، أو اشتد في بعض الحالات، كما استمرت الغارات الجوية والقصف العنيف، وخاصة في بحري وأم درمان بضواحي الخرطوم، مضيفا أن هناك تقارير تفيد بأن مطار الخرطوم يعمل حاليا، لكن ساحاته تضررت. وأشار إلى أن مناطق سكنية قريبة من منشآت الفصيلين العسكريين تعرضت لهجمات مستمرة، كما تضررت منازل ومتاجر ومدارس ومنشآت مياه وكهرباء ومساجد ومستشفيات وغيرها من المرافق الصحية أودمرت، وانتشرت تقارير عن اقتحام منازل ونهب منازل ومتاجر وسيارات عند نقاط تفتيش، مضيفا أن ذلك يشمل منازل وسيارات مواطنين سودانيين وموظفي الأمم المتحدة وعاملين في المجال الإنساني والسلك الدبلوماسي. وقال "لقد تلقينا أيضا تقارير مقلقة عن محاولات اعتداء جنسي. ومع نفاد خطوط الإمداد وتدميرها، تتزايد المخاوف من زيادة الإجرام. وقد أدت تقارير عن إطلاق سراح سجناء من مراكز احتجاز في عموم الخرطوم إلى تفاقم هذه المخاوف". وذكر بيرتيس أن الحالة في المنطقة الغربية من دارفور ما تزال مضطربة. ورغم أن مناطق أخرى في السودان نجت من المواجهة المسلحة، فإنها تأثرت كليا بالقتال. وتستضيف العديد منها آلاف النازحين داخليا. وأدى تعطل طرق الإمداد إلى نقص الوقود. ولفت إلى أنه في جميع أنحاء السودان، تم الإبلاغ عن ارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية، مضيفا أن هناك تقارير متزايدة عن قيام لصوص مسلحين عند نقاط تفتيش على بعض الطرق بنهب المدنيين الفارين من العنف. وأفاد أن الأمم المتحدة وشركاءها يضاعفون جهودهم لضمان صمود وقف إطلاق النار المؤقت لمدة 72 ساعة وتحويله إلى وقف دائم للأعمال العدائية والعودة إلى المفاوضات السياسية.
مشاركة :