هناك مناسبات نحضرها يظل عبق حضورها وشماً بالوجدان يبعث الابتهاج كلما خطر على قلب الإنسان, من هذه المناسبات التي سعيت لها بقلبي قبل قدمي وشرفت بحضورها بالعشر الأواخر من رمضان «حلقات تحفيظ القرآن الكريم» بدورة أقيمت باسم أخي الحميم والشاعر العف حديثاً وشعراً أ/ أحمد بن صالح الصالح «مسافر» كتب الله له أجرها وقد جاء تخصيص هذه الدورة له رحمه الله بمبادرة مشكورة من ابن عمه القائم على الحلقات أ. بندر بن عثمان الصالح. وقد أقيمت بمسجد عمه المربي الشيخ عثمان الصالح بالرياض رحمه الله وقد تولاها وأشرف عليها وتابعها أخونا الفاضل أ/ بندر وحضرها فضلاء من محبي كتاب الله ومن أولياء أمور الحفاظ وعدد من أحباء الراحل أ/ أحمد الصالح الذين سمحت لهم ظروفهم مثل م محمد بن عثمان الصالح وأ/ناصر بن عبدالمحسن الصالح وابن الفقيد محمد بن أحمد الصالح. *** وقد انتظم بهذه الدورة 260 يافعاً وشاباً وختم منهم القرآن 12 حفظاً كاملاً والبقية تفاوت حفظهم من جزء إلى عدة أجزاء وتم حفظ أكثر من 500 جزء من كتاب الله وعُمرت كل ليالي رمضان بتلاوة كتاب الله. لقد عشنا ساعتين بليلة ممطرة بالرحمات من السماء وممطرة بعطر الآيات تحت ظلال القرآن ومثانيه التي تزرع السكينة بالقلوب والطمأنينة بالجوانح. نعم كان أجمل مشهد حين تلاقت وقتها رحمات الله التي تنزلت مطراً على الأرض وتنزلت روحانية على قلوب الحضور في بيت الله. *** وأضفى على المناسبة الخير والارتياح أنها كانت منسقة لطيفة لا بهارج فيها ولا مظاهر فيها. وقد تحدث فيها المشرف على الحلقات إمام مسجد الشيخ عثمان منذ 37 عاماً الفاضل د/ علي الشلعان وعميد كلية الشريعة بجامعة الإمام د/ جميل الخلف والشيخ أحمد بن محمد الأحمد الصانع وأ/ عبدالمجيد بن محمد الصالح وأ/ بندر وكاتب هذه السطور وتألق عريف الحفل بتقديمها نثراً وشعراً. *** وما أعذب الفواصل بالحفل فقد كانت تلاوات قرآنية ندية من الملتحقين بالدورة. ثم كان الختام المسك: تسليم الشهادات والجوائز على الحافظين الذين كانت تتبلَّج وجوههم بالفرح وتعتمر قلوبهم بالإيمان وانعكس هناؤهم على الحضور سعادة وهناءً روحانياً.
مشاركة :