واصلت الدول الغربية والعربية، أمس، عمليات إجلاء رعاياها من السودان مستفيدة من دخول هدنة جديدة، مساء أمس الأول، حيز التنفيذ لمدة 72 ساعة بين طرفي النزاع في البلاد، بوساطة سعودية - أميركية. وكانت الهدنة الجديدة سمحت بـ«فتح ممرات إنسانية» وتسهيل حركة السودانيين والمقيمين وتمكينهم من قضاء احتياجاتهم والوصول إلى المستشفيات والمناطق الآمنة، وإجلاء البعثات الدبلوماسية. وحتى يوم أمس، شرعت أكثر من 50 دولة في إجلاء رعاياها من السودان، إما براً عبر مصر وإثيوبيا، أو بحراً عبر ميناء بورتسودان، أو جوا. والسبت، بدأت عمليات إجلاء رعايا العديد من الدول، وسط الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم ومدن أخرى. وأعلنت وزيرة الداخلية البريطانية إجلاء مئات البريطانيين في الوقت الذي يسابق فيه الجيش البريطاني الزمن لإحضار الرعايا البريطانيين إلى بر الأمان قبل انتهاء وقف إطلاق النار. وذكرت وكالة الأنباء البريطانية «بي إيه ميديا» أن الرحلات الجوية بدأت في الهبوط في قبرص مساء أمس الأول، واستمرت طوال الليل. وقالت وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان إنه تم إجلاء ما بين 200 و300 شخص حتى الآن. وأضافت برافرمان: «نبدأ الآن عملية واسعة النطاق، ونعمل مع أكثر من 1000 فرد من سلاح الجو الملكي والقوات المسلحة». وقالت برافرمان إن الحكومة مسؤولة عن التعامل مع مجموعة أكبر من الرعايا البريطانيين في السودان مقارنة بالعديد من الدول الأخرى. ومن المتوقع أن تتولى القوات البريطانية السيطرة على إدارة «وادي سيدنا» من القوات الألمانية، وهو أمر قد يتطلب وجوداً عسكرياً بريطانياً أكبر على الأرض. في غضون ذلك، قالت وزيرة التنمية الألمانية سفينيا شولتسه إن التسرع في إجلاء عمال الإغاثة الألمان والدوليين من السودان قد تكون له عواقب وخيمة. وقالت الوزيرة في تصريحات صحفية: إن «ثلث السكان في السودان يعتمدون على المعونات الغذائية الدولية، والعدد في ازدياد يومياً». وذكرت شولتسه أن موافقة أطراف النزاع الآن على وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة خبر جيد، وقالت: «بهذه الطريقة يمكن إمداد المدنيين بالماء والخبز أو الدواء»، مشيرةً إلى أن «وقف إطلاق النار قد يكون بداية لهدنة دائمة وحلاً للصراع». وفي السياق، قالت وزارة الخارجية السعودية أمس، إن المملكة أجلت نحو 2148 شخصاً من السودان، بينهم 114 سعودياً و2034 شخصاً ينتمون لـ 62 جنسية، منذ بدء عمليات الإجلاء. وأشارت في بيان عقب وصول سفينة إجلاء جديدة إلى قاعدة الملك فيصل البحرية في جدة تحمل 13 سعودياً، و1674 شخصاً من جنسيات دول أخرى، إلى أن «المملكة حرصت على توفير كامل الاحتياجات الأساسية للرعايا الأجانب تمهيداً لتسهيل مغادرتهم إلى بلدانهم». وفي السياق، أعلنت هيئة الموانئ البرية في مصر، أمس، أن عدد من عبروا من الجنسيات المختلفة من السودان عبر منفذ «أرقين البري» وصل إلى 8897، بينما شهد معبر قسطل عبور 1297 شخصاً، خلال الفترة من 21 إلى 25 أبريل.
مشاركة :