«حول المعارض» يروي تاريخ الفن في الإمارات

  • 2/15/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

افتتحت الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، رئيس مؤسسة الشارقة للفنون، مساء أمس الأول، معرض حول المعارض في الإمارات الذي حط رحاله في مبنى الطبق الطائر في الشارقة، بعد أن عُرض للمرة الأولى ضمن الجناح الوطني لدولة الإمارات في بينالي البندقية عام ٢٠١٥. حضر الافتتاح الذي نظمته مؤسسة الشارقة للفنون، عريف لالاني، السفير الكندي في الإمارات، ومروان السركال المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير شروق، وخالد المدفع رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي، ومنال عطايا مدير عام إدارة متاحف الشارقة، والدكتور يوسف عيدابي مستشار صاحب السمو حاكم الشارقة للشؤون الثقافية، إلى جانب حشد كبير من الفنانين والإعلاميين وجمهور الفن. تضمن المعرض أكثر من 100 عمل فني لخمسة عشر فناناً من رواد التشكيل في الدولة وهم: أحمد الأنصاري، أحمد شريف، موسى الحليان، عبد القادر الريس، عبدالله السعدي، محمد القصاب، محمد عبدالله بو لحية، سالم جوهر، عبدالرحمن زينل، عبدالرحيم سالم، عبيد سرور، حسن شريف، محمد كاظم، الدكتورة نجاة مكي، الدكتور محمد يوسف. تعكس الأعمال المعروضة تاريخ المشهد الفني في دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الأربعين سنة الماضية، في محاولة للطواف عبر مراحل تطور الفن وعلاماته الفارقة، التي تحمل في طياتها قصصاً وحكايات ساهمت في نمو المجتمع الفني في الدولة. ويستمر المعرض حتى 14 مايو/أيار 2016. لا تقدم الأعمال تاريخ الفن فقط، إنما تحمل أيضاً تاريخ الإمارات والتغييرات الاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها، كما تبرز تفاعل الفنان الإماراتي في مراحل مختلفة مع القضايا العربية والعالمية، مثل الغربة لعبدالله السعدي، وامرأة جالسة لعبدالرحيم سالم، كما في لوحة عدوان لعبد الرحمن زينل التي حاكى فيها قضية الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، أو في لوحة تجاعيد الزمن لأحمد الأنصاري، وامرأة لمحمد القصاب، اللتين تستدعيان البعد التراثي للمجتمع الإماراتي من خلال تصوير شخوصه بحلتها الإماراتية الأصيلة ومظاهر الحياة في ذلك الوقت وطرائق المعيشة، كما تظهر المفاهيم الفنية المعاصرة والتجارب الحداثية في الكثير من أعمال المعرض، كالعمل النحتي استيقاظ لمحمد يوسف الذي أنتجه عام 1984، وتجانس 2005 لموسى الجوهر. وأكد الفنان محمد كاظم أن أهمية هذا المعرض تكمن في تضمنه لأعمال ثلاثة أجيال من الفنانين الإماراتيين، إضافة إلى أنه يقرب الناس من طبيعة الفن البصري في الإمارات منذ بدايته والطريق التي سار فيها على مدى أربعة عقود، وأهم المحطات والنقلات النوعية في تاريخ الفن التشكيلي في دولة الإمارات. وأضاف أنه يشارك بسلسلة أعمال أنتجها في بداية التسعينات، ومعظم هذه الأعمال ترصد الحياة اليومية في الإمارات ضمن سياقات فنية متعددة، وعرض هذه التجربة لأول مرة في عام 1996، في بيت السركال ضمن معرض مشترك لمجموعة من الفنانين الإماراتيين. ويشارك الفنان عبدالقادر الريس بأربعة أعمال، يعود أقدمها للعام 1968 وهي تتناول حياة اللاجئين بعد النكسة، إضافة إلى لوحته العصر الحزين التي تظهر فيها تأثير التغييرات الكبيرة الحاصلة في بنية المجتمع نتيجة الدخول في عصر النفط. وبين الريس أن هذا المعرض، يُمكن المتلقي من رؤية تاريخ الفن في الإمارات من خلال استعادة بصرية لأعمال الفنانين الإماراتيين عبر حقب زمنية مختلفة، تظهر التنويعات وطرق المحاكاة المختلفة والتجديد في الأساليب والتقنيات والرؤى عند كل فنان، الأمر الذي يسمح بعمل منحنى بياني يوثق لهذه الظواهر الفنية ويحفظها في أرشيف الإبداع الإماراتي. أما الفنان موسى الحليان فيشارك بأعمال تتراوح بين التعبيرية والسريالية، من خلال تناول مفردة الخيل، وهو أكثر الحيوانات تأثيراً في حياة الإنسان عند كل الأمم والشعوب، ومحاولة إعادة صياغة هذه المفردة بتعابير إنسانية تصل لأسمى ما في التعبير الجسدي. وأكد الحليان أن التجربة التشكيلية الإماراتية تتميز بالزخم وتنوع في المدارس والأساليب، وهذا المعرض فرصة لاستعادة تاريخ حافل من العمل والجهد الذي قدمه مبدعو الإمارات في سبيل النهوض الفني والثقافي والاجتماعي. كما تضمن المعرض ركناً خاصاً يستعرض نبذة عن تاريخ مبنى الطبق الطائر منذ افتتاحه في سبعينات القرن الماضي بمنطقة دسمان، وحتى وقتنا الحالي، مروراً بالشركات التجارية المختلفة التي شغلت هذه المساحة وحتى استخدامه كمساحة لعرض الأعمال الفنية، بعد أن أصبح أحد المواقع التابعة لمؤسسة الشارقة للفنون، والتي تعمل حالياً على مشروع بحثي جديد باسم تذكارات الطبق الطائر، وهو توثيق للتاريخ العمراني لمبنى الطبق الطائر في الشارقة.

مشاركة :