التأييد الكبير الذي قوبلت به المبادرة السعودية لإطفاء فتيل داعش، والحضور الكبير للمملكة في مؤتمر وزراء دفاع الناتو في بروكسل، والأصداء الإيجابية المتتالية للموقف السعودي، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن السياسة السعودية في إدارة الملفات الساخنة والحرجة والتحرك السياسي والدبلوماسي الموازي لها، والمبادرة في اتخاذ القرارات الحاسمة، هي سياسة ناجحة وفعالة، والنتائج المتحققة على أرض الواقع تؤكد هذا تماما. فإلى عهد قريب كانت إدارة الملفات حتى الإقليمية منها، تدار بواسطة القوى العظمى، والتي تضع مصالحها قبل أي شيء آخر، ولكن مع سطوع الموقف السعودي وبحزمه وقوته، بدأت تتغير أطراف المعادلة، وينتقل الضوء إلى الرياض، باعتبارها فاعلا أساسيا في حل أكثر التحديات في المنطقة. وعزز هذا الحضور التأييد العربي والإقليمي والإسلامي وحتى الدولي للمبادرات السعودية التي لا تطمح لشيء سوى نزع الملفات الساخنة بعد أن التبست الأمور، وتحول الوضع إلى حالة من التأزم قابلة للانفجار في أية لحظة. إن الإيجابية والمبادرة السعودية لا تعيد الاعتبار للخليج فقط، بل إلى العرب جميعهم، فقد حان الوقت لكي يعود العرب إلى التأريخ ويكونوا أكثر تأثيرا في الجغرافيا. عكاظ
مشاركة :