أنشئت الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة بأمر ملكي عام 1381هـ وبدأت الدراسة في العام نفسه، وفي أهدافها، أنها مؤسسة إسلامية عالمية من حيث الغاية، عربية سعودية من حيث التبعية، ومن أهدافها تبليغ رسالة الإسلام إلى العالم، وتثقيف من يلتحق بها من طلاب العلم من المسلمين من أنحاء العالم. كان يحلو للدكتور محمد العقلا مدير الجامعة الأسبق أن يصفها بالجامعة التي لا تغيب عنها الشمس في إشارة إلى أن طلابها من جميع دول العالم، مسلمة وغير مسلمة، وقد شهدت الجامعة في سنواتها الأولى حراكًا ونشاطًا كثيفًا ثم مرت بسنوات ركود إلى أن أعاد الحراك الدكتور محمد العقلا في المجالين الأكاديمي والاجتماعي، وكان مما سعى فيه إنشاء دراسات إسلامية للبنات، وحسب علمي أنها الجامعة الوحيدة التي لا توجد بها دراسات للطالبات. لا أعرف السبب الذي أوقف إنشاء كليات علمية في الجامعة، وكذلك أوقف إنشاء أقسام دراسات الطالبات، غير أن الحاجة ملحة لهذين المجالين، فالعالم الإسلامي بحاجة إلى دارسين ودراسات في العلوم والطب لإيجاد قيادات إسلامية واعية، وهو كذلك بحاجة إلى إيجاد عالمات في العلوم الإسلامية والعربية في ضوء انتشار ثقافة التشدد المبنية على الجهل بعلوم الدين الصحيحة. إعطاء منح لطالبات مسلمات لا يقل عن إعطاء المنح للطلاب إن لم يفقها، فالأم مدرسة فكيف إذا كانت عالمة، وحرمان المرأة من التعليم مما تجاوزه الزمن إن كان هناك من يرى ذلك، والحاجة إلى وجود المرأة التي تحمل درجات علمية صار ضرورة وبخاصة في دول إسلامية لا تتاح فيها دراسات إسلامية للمرأة، وكل خريج أو خريجة من الجامعة الإسلامية هو سفير ثقافي لبلادنا. التفريق بين المرأة والرجل في التعليم غير مقبول، وأثر المرأة في تحقيق أهداف الجامعة لا يقل عن أثر الرجل إن لم يتفوق عليه، وإذا كانت الظروف سابقًا لم تساعد على إنشاء دراسات للطالبات فإن الزمن الآن يحتاج إلى تحقيق ذلك، لأن الحاجة قائمة لوجود متخصصات، ويمكن أن تكون للطالبة غير السعودية قريبة للطالب أن تكون زوجة أو أختًا أو غير ذلك مما يجعله محرمًا لها. حرمان الطالبات من الدراسة في الجامعة الإسلامية لا مبرر له، ومساواتها بالجامعات الأخرى مطلب، بل هي أهم من كل الجامعات في هذا الحقل لأنها ستُخرِّج عالمات للعالم الإسلامي ينشرن العلم كما نشره طلابها الذين يتناثرون في أنحاء العالم، وبخاصة أن الموافقة صادرة إبان فترة د. محمد العقلا. والمطلوب هو إنفاذ الأمر. Ibn_Jammal@hotmail.com
مشاركة :