شهدت العاصمة السودانية الخرطوم وأم درمان في اليوم الجمعة، دوي انفجارات عنيفة وإطلاق نار على الرغم من تمديد الهدنة بين الجيش وقوات الدعم السريع في البلاد. جاء التصعيد بعد ساعات من موافقة الجانبين على تمديد الهدنة لمدة 72 ساعة، على ما يبدو للسماح للحكومات الأجنبية باستكمال إجلاء مواطنيها من الدولة الإفريقية التي ضربتها الفوضى. الهدنات القصيرة المتعددة لم توقف القتال، لكنها خلقت ما يكفي من الهدوء لعشرات الآلاف من السودانيين للفرار إلى مناطق أكثر أمانا وللدول الأجنبية لإجلاء الآلاف من مواطنيها برا وجوا وبحرا. الا ان البرهان استبعد يوم الجمعة اجراء اي مفاوضات مع دقلو، متهما اياه بتدبير تمرد ضد الدولة، بعد يوم من اعراب الجيش عن انفتاحه على اجراء محادثات. وقال البرهان في مقابلة مع قناة الحرة "دقلو يريد حكم السودان، والاستيلاء على موارده، وتضخيم ثروته”، نافيا انه يريد السلطة لنفسه. وقالت وزارة الدفاع التركية إن ”أسلحة خفيفة أطلقت” على طائرة سي -130 كانت متوجهة إلى وادي صيدنا، على بعد حوالي 22 كيلومترا (14 ميلا) شمال الخرطوم، لإجلاء مدنيين أتراك. وقالت الوزارة في تغريدة عبر تطبيق تويتر إن الطائرة هبطت بسلام ولم يصب أي فرد. ألقى الجيش السوداني باللوم على قوات الدعم السريع في إطلاق النار على الطائرة التركية. لم يصدر تعليق فوري من القوة شبه العسكرية. وألقى الجيش السوداني باللوم على قوات الدعم السريع، ونشر صورا على صفحته على فيسبوك زعم انها تظهر طائرة تركية في مهبط طائرات وعليها آثار طلقات نارية. ونفت قوات الدعم السريع إطلاق النار على الطائرة. وأفاد سكان باندلاع اشتباكات عنيفة في حي كافوري الراقي بالخرطوم، حيث استخدم الجيش في وقت سابق طائرات حربية لقصف قوات الدعم السريع، في المنطقة. كما وردت أنباء عن اشتباكات حول مقر قيادة الجيش والقصر الجمهوري والمنطقة القريبة من مطار الخرطوم الدولي. وهذه المناطق هي بؤر اشتعال منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل. قال عبد الله، أحد سكان حي كفوري، ”يسمع دوي انفجارات عنيفة وإطلاق نار متواصل في شوارع كافوري”. في أم درمان، المدينة التي تقع على طول نهر النيل قبالة العاصمة الخرطوم، أفادت مجموعة احتجاجية بوقوع ”انفجارات مستمرة” في منطقة كرري في وقت مبكر من الجمعة. ودعت سكان المنطقة إلى التحلي باليقظة. وزعمت قوات الدعم السريع أن طائرات الجيش قصفت مواقعها في أم درمان وجبل أولياء جنوب الخرطوم. في غضون ذلك، اتهم الجيش قوات الدعم السريع ببدء الهجوم. وثمة دلائل على أن قوات الدعم السريع تعاني لعلاج الإصابات التي لحقت بجنودها. وقال أطباء في العاصمة إن قوات الدعم السريع تخطف أفراد الطواقم الطبية بدافع اليأس. وأرسل أحد الأطباء رسالة صوتية تم تداولها على مجموعة للتواصل للعاملين في مجال الرعاية الصحية السودانيين تحذر من ارتداء الزي الطبي أو تسليم بطاقة هوية تتضمن مهنة، في حالة إيقافهم بالشوارع. وقالت الدكتورة ندى فضل، طبيبة الأمراض المعدية السودانية - الأمريكية بجامعة نبراسكا، والتي تعمل مع قادة صحة المجتمع في السودان، إنها علمت بخمس حالات لأطباء خطفتهم قوات الدعم السريع من شوارع الخرطوم منذ بدء القتال. وقال أحدهم إنه نقل قسرا إلى مكان مجهول بالخرطوم في وقت سابق من هذا الأسبوع، حيث كان هناك عشرات المقاتلين المصابين، مضيفا أنه رأى مخزونا من الإمدادات الطبية وطبيبين مخطوفين آخرين يعملان هناك. أمضى الطبيب، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته خوفا على سلامته، ثلاثة أيام في علاج المقاتلين المصابين بأعيرة نارية وحروق وإصابات أخرى. وقال إنه تم إطلاق سراحه مع آخرين في وقت متأخر الأربعاء. وفي الأثناء، قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يوم الجمعة، إن زهاء 40 ألف شخص غير سودانيين فروا من الخرطوم منذ اندلاع الحرب، لجأ كثير منهم إلى مخيمات اللاجئين في ولايات النيل الأبيض والقضارف وكسلا. وقال فتحي كاسينا، المتحدث باسم المفوضية، إن من بينهم 33 ألف لاجئ من جنوب السودان و2000 لاجئ إثيوبي و5000 إريتري. واتهم فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، قوات الدعم السريع بإخراج سكان من منازلهم وسط القتال في مناطق مكتظة بالسكان في العاصمة. وقالت المتحدثة باسم تورك، رافينا شامداساني، إن السكان ما زالوا يواجهون ”النهب والابتزاز والنقص الحاد في الغذاء والماء والكهرباء والوقود، ومحدودية الوصول إلى الرعاية الصحية والسيولة النقدية”. وقتل ما لا يقل عن 512 شخصا، بينهم مدنيون ومقاتلون، في السودان منذ 15 أبريل ، وأصيب 4200 آخرون، وفقا لوزارة الصحة السودانية. وسجلت نقابة الأطباء، التي تتابع الخسائر في صفوف المدنيين، مقتل ما لا يقل عن 303 مدنيا و1848 جريحا. كما أسفر القتال عن أعمال نهب وتدمير واسعة النطاق في العاصمة وأماكن أخرى في جميع أنحاء البلاد. تعرضت الأسواق الرئيسية المفتوحة والشركات والمنازل للاقتحام والنهب من قبل مجموعات من الرجال المسلحين، مع إلقاء اللوم على العديد من عناصر قوات الدعم السريع. قال حزب الأمة، أكبر كيان سياسي في السودان، في بيان له، إن عناصر من قوات الدعم السريع اقتحمت منزل زعيم الحزب مبارك الفاضل في العامرات، أحد أرقى أحياء الخرطوم. قال الحزب إن الفاضل وعائلته لم يكونوا في المنزل عندما وقعت الاقتحام في 21 أبريل ، أول أيام إجازة عيد الفطر. قال الحزب إن القوات شبه العسكرية دمرت المنزل ونهبت ذهب العائلة قبل مغادرته في اليوم الثاني. لم يصدر أي تعليق من قوات الدعم السريع، لكن القوات شبه العسكرية سعت مرارًا إلى إبعاد نفسها عن النهب والسرقة، قائلة إنهم رجال مسلحون متنكرين في زي قوات الدعم السريع. في مدينة الجنينة بدارفور، ظل الوضع متقلبًا الجمعة، بعد يوم من اندلاع اشتباكات بين مقاتلين مسلحين في المدينة، وقتل العشرات ونهب المتاجر والمنازل. قال الدكتور صلاح تور عضو مجلس ادارة نقابة الاطباء في ولاية غرب دارفور وعاصمتها الجنينة ”توقف القتال لكن الوضع متزعزع”. هاجم مقاتلون يرتدون زي قوات الدعم السريع عدة أحياء في الجنينة يوم الخميس، ما دفع العديد من العائلات إلى ترك منازلهم. تصاعد العنف مع انضمام مقاتلين قبليين إلى القتال في المدينة التي يبلغ عدد سكانها نحو نصف مليون نسمة قرب الحدود مع تشاد. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :