ساعة «بيغ بن» الأثرية في حاجة إلى ترميم

  • 2/15/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يقترن إسم ساعة «بيغ بن» الشهيرة بالدقة المتناهية، لكن هذه الساعة التي تُعد أحد أهم المعالم السياحية في لندن، أصبحت تتأخر قليلاً بسبب قدمها وتآكلها. وأظهر تقرير أصدرته لجنة برلمانية بريطانية في تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي ان الساعة  الشهيرة، والتي بُنيت قبل 156 عاماً، شاخت وبدأت تدق متأخرة عن الوقت الحقيقي، وهي في حاجة إلى إصلاحات كبيرة. وذكرت الدراسة ان الساعة التي يبلغ وزنها خمسة أطنان، بما فيها عقرب الدقائق بطول أربعة أمتار، في حاجة إلى أعمال ترميم مكثفة لإصلاح التآكل الناتج من الأمطار والشقوق التي أصابت بناءها. وترجّح الدراسة ان تكلّف إعادة التأهيل دافعي الضرائب في بريطانيا نحو 40 مليون جنيه إسترليني (60 مليون دولار)، وتستمر لثلاثة أعوام. وحذرت صحيفة «صنداي تايمز» من احتمال أن تتوقّف الساعة عن العمل بشكلٍ مفاجئ إذا لم يجرِ إصلاحها، فيما لم تستبعد صحيفة «مايل أون صنداي» سقوط عقاربها على رؤوس الناس. وشددت الصحيفة الأولى على ضرورة أن تبداً الأعمال في «بيغ بن» فوراً، موضحةً ان ليس بإمكانها انتظار عملية الترميم الشاملة لقصر ويستمنستر حيث يقع البرلمان، والتي ستكلف سبعة بلايين جنيه (10.8 بليون دولار) وتنطلق نهاية هذا العقد. وفي آب (أغسطس) الماضي، قال الخبير إيان ويستوورث أن ساعة «بيغ بن» التي تعلو برج البرلمان البريطاني تخطئ أحياناً وتدق قبل الموعد بست ثوان. ويبدو أن «بيغ بن» كانت تدق في شكل مبكر منذ فترة، قاطعة برامج «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) و«ورلد سيرفيس» التي تستخدم هذه الدقة مباشرة. وأضاف ويستوورث: «كنا نُضطر إلى الصعود إلى البرج كل يوم تقريباً لضبطها»، مشيراً إلى أن خبراء الساعات يصعدون عادة ثلاث مرات في الأسبوع. وخضعت الساعة قبل ذلك بأيام إلى عملية تنظيف، إذ عكف فريق من عمال التنظيفات المحترفين على تنظيف الواجهات الأربع التي يبلغ ارتفاع كل واحدة منها 96 متراً، علماً ان عملية التنظيف الكبيرة الأخيرة للساعة تعود إلى عام 2010. وأوضح المسؤول المساعد عن عملية التنظيف ستيف جاغز ان «العملية معقدة وتتطلب عدم الشعور بالدوار. لدينا فريق من الأخصائيين سيتحققون من تنظيف الساعة بدقة ومن أنها ستُحفظ للأجيال المقبلة». وكل واجهة من الساعة الكبيرة مصنوعة من 312 قطعة من زجاج "الأوبال"، وموصولة ببعضها بإطار من الصلب. ويتطلب تنظيف كل واجهة يوماً كاملاً، أي من المفترض أن تستمر العملية أربعة أيام ويوماً إضافياً إذا ساءت الأحوال الجوية. وبُني برج «بيغ بن» في إطار إعادة بناء أبنية البرلمان من جانب المهندسين المعماريين تشارلز باري وأغوستوس بوغين إثر حريق كبير في عام 1843. وثمة روايتان لتفسير إسمها، الأولى تفيد بأن الاسم يشير إلى بنجامين هال المهندس الذي يرد اسمه على الجرس. أما الثانية، فتفيد بأن الساعة سُمّيت بيغ بن تكريماً لبن كاونت، وهو ملاكم من الوزن الثقيل اشتهر في عام 1850 والأعوام التالية. وتُعتبر الساعة من التراث الإنكليزي واقتحمت مجالات عدة من بينها الفن، إذ ظهرت في أفلام عدة منها بيتر بان (1953) وماري بوبنز (1964)، وفي فيلمين لشيرلوك هومز في عام 1985 وعام 2011، وفيلم لجيمس بوند بعنوان «في الخدمة السرية لجلالتها» في عام 1969.

مشاركة :