سلطان بن سلمان: المملكة دخلت مرحلة اقتصاد التراث وإعادة الإنسان إلى المكان

  • 2/15/2016
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أن ما يعيشه العالم العربي في الوقت الحاضر من تدهور يعود في أحد أهم مسبباته إلى انتزاع الإنسان من المكان، وقيم وأخلاقيات ذلك المكان وسلخه من هويته الوطنية والتاريخية، لافتا إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي تنبهت لذلك من خلال ما نفذته أخيرا من مشاريع لتأهيل التراث وربط المواطن بمواقع التراث والتاريخ التي شهدت قصص الأجداد وملاحمهم في التأسيس والبناء والوحدة. جاء ذلك خلال كلمة الأمير سلطان بن سلمان في افتتاح المؤتمر والمعرض الدولي الرابع للحفاظ على التراث العمراني، الذي افتتح في دبي أمس تحت رعاية الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران المدني رئيس شركة طيران الإمارات. وأوضح أن المملكة - بدعم واهتمام من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - تشهد تحولا نوعيا في جهود المحافظة على التراث العمراني ونقلة استثنائية في البرامج والمشاريع المتعلقة به. كما أشاد بالاهتمام الكبير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في دعم التراث الوطني في المملكة على مدى أكثر من 50 عاماً، منذ توليه إمارة منطقة الرياض حتى الوقت الحاضر، الذي توج بتبنيه مشروع خادم الحرمين الشريفين للتراث الحضاري، حيث كان داعماً رئيسا لكل مشاريع وبرامج الحفاظ على التراث الوطني وتنميته واستثماره، ومتابعاً لحراك المشهد الحضاري والتاريخي، وحريصاً على كل ما من شأنه إبراز البعد الحضاري لأرض المملكة، بما يرسخ مكانتها الحضارية وعمقها التاريخي على مدى العصور، وذلك انطلاقا من إيمانه باعتبار التراث الوطني أحد المكونات الرئيسة لمستقبل بلادنا. وشدد رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، على الأهمية الاقتصادية للتراث العمراني باعتباره موردا اقتصاديا لا ينضب في ظل انحسار موارد النفط وتذبذب الأسعار، مؤكدا أن التراث العمراني آبار نفط غير ناضبة. وبين أن برنامج التحول في المملكة الذي وجه به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسيعلن عنه قريبا وضع السياحة الوطنية والتراث الوطني أحد الموارد الأساسية في القائمة الأولى لإنتاج فرص العمل والتحول الاقتصادي. وقال "إنه على المستوى الشخصي رأى كثيرا من الأحلام تتحقق، حيث عاصر نمو الاهتمام بالتراث العمراني منذ منتصف الثمانينيات، عندما كانت المسألة محصورة في الجانب الأكاديمي بشكل شبه بحت، وكان المهتمون بفكرة التراث يتجادلون حول أهمية توظيف التراث في تشكيل العمارة المعاصرة في المنطقة، وخلال العقود الثلاثة الماضية كانت هناك محاولات لإعادة الاعتبار للتراث العمراني الوطني". وزاد "وقد بدأت بنفسي من خلال ترميم بيت الطين بنخيل العذيبات في الدرعية التاريخية عام 1989م، الذي جعلته سكناً لي حتى اليوم، ونشرت عددا من الكتب عن هذه التجربة منها كتاب "العودة للأرض"، ثم تشرفت بالرئاسة الفخرية للجمعية السعودية لعلوم العمران، والعمل على ربط التراث العمراني والتعليم، ثم تأسيس مؤسسة التراث الخيرية عام 1996م، التي أعتز بتأسيسها لتعمل اليوم لتعزيز البحث والنشر العملي في مجال التراث العمراني، وتقديم الجوائز المتعددة على مستوى منطقة الخليج، أما النقلة الحقيقية فكانت مع تأسيس الدولة الهيئة العليا للسياحة عام 2001م، التي تحولت إلى هيئة عامة للسياحة والآثار عام 2008م، وأخيرا هيئة للسياحة والتراث الوطني". وأضاف "وبهذه المناسبة أستطيع أن أقول إن جدة التاريخية التي عانت الإهمال والنسيان طوال 28 عاما وشهدت جفاء كبيرا من سكانها، وبعد سنوات من الجهود ومما أسميه الكفاح والعمل المشترك برعاية خادم الحرمين الشريفين وجهود ودعم أمير منطقة مكة المكرمة، ومحافظ جدة، وأمين جدة تمكنا من خلال هذا التحالف المهم من الانتقال بجدة التاريخية من مرحلة الجفاء إلى حالة العمران، ما أدى إلى ازدهار الموقع واستقباله في السنوات الثلاث الأخيرة أكثر من خمسة ملايين زائر وعاد سكانها ليحتفوا ببيوتهم ويستعيدوا مكانتها"، مشيدا في هذا الصدد بتجربة منطقة خور دبي وتخصيص ملياري درهم لتطويرها. من جهة أخرى، أشاد الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، بالجهود التي تبذلها أمانة المدينة المنورة في برنامج تحسين وتطوير الخدمات المقدمة في مراكز الخدمة على الطرق الإقليمية. وثمن متابعة ودعم الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة رئيس مجلس التنمية السياحية في المنطقة جهود تطوير مراكز الخدمة على الطرق الإقليمية في المنطقة، منوهاً بجهود واهتمام المهندس عبداللطيف آل الشيخ وزير الشؤون البلدية والقروية في هذا المجال، وما حققه التعاون بين الهيئة والوزارة من انطلاقة جديدة نحو تحسين وضع الاستراحات ومراكز الخدمة على الطرق الإقليمية بعدما عانته طويلاً من واقع غير لائق. وبين بعد اطلاعه على عرض من الدكتور خالد طاهر أمين منطقة المدينة المنورة عن جهود "الأمانة" في تطوير مراكز الخدمة على الطرق، أن أمانة المدينة المنورة تعد أحد أبرز الشركاء الذين تعمل الهيئة معهم بشكل وثيق ومميز في عدد من البرامج المشتركة. من جانب آخر، أكدت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ضرورة مواءمة المنشآت السياحية أوضاعها وفقا لاشتراطات وتصنيف الهيئة خلال الأشهر الأربعة المقبلة المتبقية من المدة التي منحها نظام السياحة الجديد البالغة سنة من دخول النظام حيز التنفيذ بتاريخ 1 /9 /1436هـ. مشددة على أنها لن تقبل بوجود منشآت سياحية غير مرخصة لا تحقق الحد الأدنى للأمن وسلامة التشغيل عند تطبيق نظام السياحة بعد أن تم اعتماد لوائحه من قبل مجلس إدارة الهيئة. وأوضح المهندس عمر بن عبدالعزيز المبارك مدير عام إدارة التراخيص في الهيئة، أن نظام السياحة الجديد قد رفع سقف العقوبات إلى عشرة أضعاف، حيث حددت العقوبة بغرامة لا تتجاوز 100 ألف ريال مع إمكانية مضاعفتها في حال العود وتكرار المخالفة، كما أنه بعد انقضاء فترة المواءمة التي ستنتهي بتاريخ 1 /9 /1437هـ، سيتم تطبيق ضبط المخالفات المتعلقة بالاشتراطات ومعايير التصنيف ومخالفات الأسعار.

مشاركة :