في الوقت الذي تقوم فيه قوات الجيش الإسرائيلي بعمليات اعتقال يومية في صفوف الفلسطينيين، من خلال حملات عسكرية كبيرة تترافق مع إصابات دامية، كشفت مصادر أمنية في رام الله أن قائد مجموعة «عرين الأسود» في نابلس، عدي القزي، سلم نفسه ليلة الخميس - الجمعة لقوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية. وأكدت المصادر أن العزي، الذي هو بنفسه عضو في أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، أقدم على هذه الخطوة بتنسيق مع قيادته بعد أن كان قد ترك الخدمة واختار العمل المسلح ضد إسرائيل. وقالت إن «أجهزة الأمن بدافع حرصها على حياة أبنائها ولمعرفتها بأن قوات الاحتلال قررت تصفية مجموعة المناضلين في (عرين الأسود) فرداً فرداً، بادرت إلى حمايتهم واقترحت عليهم تسليم أنفسهم لها حتى تجهض مخطط إسرائيل لتصفيتهم». وعُلم أن قادة أجهزة السلطة الفلسطينية قاموا بتنسيق هذه الخطوة مع إسرائيل من خلال قنوات التنسيق الأمني. وبحسب مصدر في السلطة الفلسطينية، فإن إسرائيل تمارس ضغوطاً شديدة على «عرين الأسود» وأمثالها من تنظيمات المقاومة في الضفة الغربية، ولا تتردد في إعدام أي فرد منهم تتمكن من الوصول إليه، وتنفذ عقوبات جماعية على البلدات التي تحتضنهم مثل نابلس وجنين وأريحا وغيرها، وتجنّد ضغوطاً دولية على السلطة الفلسطينية. وبناء عليه، فإن الاتجاه في صفوف هذه المجموعات المقاومة هو التفاهم مع المسؤولين في السلطة، والقبول بفكرة أن «السجن الفلسطيني أفضل من جرائم التصفية الإسرائيلية». وكانت قوات الجيش الإسرائيلي قد داهمت مدينة جنين بقوات كبيرة (الجمعة) لغرض اعتقال مطلوبين، ادعت أن بينهم «تجار سلاح»، وأحدهم عز بسام السعدي، وهو نجل أحد قادة تنظيم «الجهاد الإسلامي»، والثاني هو باسم الحريري، الذي ينفي أقرباؤه أنه تاجر سلاح. وخلال عمليات القوات، نشبت عدة اشتباكات مع شبان المقاومة تم خلالها إلقاء عبوة ناسفة على الجنود وإطلاق الرصاص عليهم، لكن الجيش الإسرائيلي تمكن من اعتقال اثنين من المطلوبين واعتدى على مواطنين وتسبب في إصابة أربعة أشخاص بجروح، بينهم طفل في الرابعة عشرة من العمر. وقال الناطق باسم الجيش، إن قواته عثرت على كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة بأيدي المعتقلين. من جهة ثانية، واصلت قوات الجيش الإسرائيلي إغلاق وحصار مداخل مدينة أريحا، لليوم السابع على التوالي، وسط اقتحام لمخيم «عقبة جبر» المجاور، وذلك بدعوى البحث عن أحد منفذي العمليات. وأفادت مصادر محلية بأن هذه القوات تواصل نصب حواجزها العسكرية على المداخل الرئيسية والفرعية للمدينة ومخيميها، وتدقق في بطاقات المواطنين، وتحتجز المركبات العمومية والخاصة. وفي ساعات الفجر (الجمعة)، اقتحمت القوات مخيم «عقبة جبر» في الجهة الجنوبية من المدينة، وداهمت أحد منازل المواطنين، واندلعت على أثرها مواجهات. وأعلنت مصادر فلسطينية مقتل فلسطيني أمس برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مواجهات في بيت لحم في الضفة الغربية. وذكرت المصادر أن شاباً توفي بعد وقت قصير من إصابته بعيار ناري في الصدر خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في بلدة تقوع جنوب بيت لحم. وفي منطقة رام الله، اعتدى مستوطنون، الجمعة، على ثلاثة أشقاء من بلدة سلواد، وحطموا مركبتهم، أثناء وجودهم في بلدة دير جرير شرق البيرة. وأفاد رئيس بلدية سلواد رائد حامد بأن المستوطنين اعتدوا بالضرب المبرح على المواطن يوسف أحمد عياد، أثناء عمله كمسّاح في أراضٍ تابعة لدير جرير، ما أدى لإصابته برضوض في مختلف أنحاء جسده، قبل أن يسرقوا منه جهاز مساحة تقدر قيمته بـ40 ألف شيكل (11 ألف دولار)، مضيفاً أن شقيقيه محمد وعبد العزيز هرعا للمكان لإسعافه، إلا أن المستوطنين اعتدوا عليهما أيضاً، ما أدى لإصابة محمد برضوض في يده، وعبد العزيز في بطنه، وقد نُقلوا جميعاً إلى المستشفى. وأشار حامد إلى أن المستوطنين قاموا بتحطيم زجاج مركبة الأشقاء الثلاثة، قبل أن ينسحبوا من المكان.
مشاركة :