تربويون لـاليوم: الغياب الجماعي للطلاب ظاهرة بحاجة للدراسة والحزم

  • 4/29/2023
  • 14:35
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد مختصون تربويون أن غياب الطلاب المتكرر في شهر رمضان وبداية أي فصل دراسي والأيام التي تلي الإجازات وما قبلها يعود إلى الملل من طول العام الدراسي، إضافة إلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، وضعف الرادع في حالة الغياب حيث يقتصر على خصم ربع أو نصف درجة. وطالبو في أحاديثهم لـ"اليوم" بإيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة الانضباطية برفع الوعي و تعزيز النظرة الإيجابية نحو المدرسة و الدراسة، والعودة لنظام الفصلين الدراسيين، واستغلال وسائل التواصل في تعزيز مفهوم الانضباط المدرسي وتقدير أوقات الدوام والدراسة، وفرض إجراءات حقيقية رادعة وتطبيق لوائح السلوك والمواظبة بحزم. الاختصاصي التربوي د. عبد العزيز آل حسن يقول: "يبذل الطلاب والطالبات وأولياء الأمور جهداً كبيراً لاستمرار التعليمية طوال العام الدراسي بإشراف ومتابعة من وزارة التعليم، ومما لا شك فيه أن ذلك الأمر يتخلله العديد من فترات التعب والتراجع الطبيعي مما يجعل العديد من الطلاب يلجأون للغياب عدة أيام عن المدرسة كنوع من الراحة أو الملل الذي قد يصيبهم". وأضاف: "رأينا ذلك واضحا في النسب العالية للغياب بشهر رمضان وقبل وبعد الإجازات الرسمية". ودعا إلى "عودة ترتيب الفصول الدراسية إلى نظام الفصلين ويقسم كل فصل إلى قسمين كل قسم مدته ثمانية أسابيع يعقبه راحة أسبوع ثم ثمانية أسابيع يعقبها اختبار الفصل الأول ثم إجازة أسبوعين ويكرر نفس الوضع في الفصل الثاني". وتابع: "أما بالنسبة لشهر رمضان فالوزارة كانت تجربتها في منصة مدرستي تجربة مميزة أثناء جائحة كورونا؛ فلماذا لا يتم تنفيذ جميع حصص شهر رمضان عن بعد عن طريق المنصة، ورفع كفاءتها التقنية". ولفت إلى أن "الدخول لجميع المراحل يكون من الساعة الواحدة ظهرًا وحتى الرابعة عصرًا؛ لأنه توقيت مناسب (من وجهة نظري) للكل فيتم أداء صلاة الظهر ثم البدء بالحصص حتى الرابعة مساء، وبعدها تتمكن الأسرة من تجهيز واعداد وجبة الإفطار وخاصة المعلمات والإداريات"، بحسب قوله. وبين أن وفق هذا المقترح "الجسد أخذ راحته في النوم من بعد الفجر وحتى صلاة الظهر؛ لا سيما وأن نسبة عالية جداً من الأسر السعودية تسهر في رمضان حتى صلاة الفجر". وأشار إلي أنه بالإضافة الى ذلك الترتيب الزمني فإنه يتوجب الحرص من الطلاب والطالبات وأولياء الأمور على استمرار العملية التعليمية وتشجيع أولادهم على الانضباط والمثابرة وعدم الغياب أو التأخر". قالت التربوية د. سارة السبيعي: "هناك مشكلة انضباطية في المدارس والجامعات وغياب يتمثل في غياب شبه كامل وجماعي قبل بدء الإجازة وبعدها، وقد تكون هذه من الظواهر الخاصة بالمجتمع السعودي". وأضافت أن "الأسباب تتنوع ما بين مجتمعية مثل نقص الوعي بأهمية الانضباط وتأثير الغياب السلبي على الطالب، وأيضا تحول ذلك لظاهرة مجتمعية تمثل جبهة مضادة لقرارات الوزارة، إضافة إلى نظام الفصول الثلاثة والذي سبب حالة من الملل و طول الأمد وزيادة التسرب، كذلك تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والتواصي من خلالها على الغياب، وضعف الرادع في حالة الغياب. وأوضحت أنه "لإيجاد حلول لهذه المشكلة الانضباطية يجب رفع الوعي و تعزيز النظرة الايجابية نحو المدرسة و الدراسة، والعودة لنظام الفصلين الدراسيين، واستغلال وسائل التواصل في تعزيز مفهوم الانضباط المدرسي و تقدير اوقات الدوام و الدراسة، وفرض إجراءات حقيقية رادعة وتطبيق لوائح السلوك والمواظبة بحزم". قالت أستاذ الإدارة والتخطيط التربوي جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن د. فوزية صالح الشمري: "مشكلة غياب الطلاب أكبر من كونها سلوكيات طالب، وهي ثقافة مجتمع تبدأ جذورها من الكبار وتسري على الصغار". وأضافت "نجد مجموعة كبيرة من المعلمات والمعلمين يخلون بالانضباط في الحضور الأيام الأولى بعد الإجازات، مما ينعكس على الطلاب وأسرهم بفقدان مصداقية المدارس". وتابعت "كثير من الأسر لا تعطي اهتماما للدوام الدراسي لأبنائها خاصة إذا يوم أو يومين تليها الإجازة الأسبوعية حيث يصعب على الأسرة قطع سفرها من أجل دوام أبنائها ليومين، ورغم التهديدات من الوزارة وخصم درجات الانضباط لاتزال الظاهرة مستمرة مما يعني هذا الأسلوب للعلاج غير مجدي". وقالت الاستشارية الأسرية والخبيرة الاجتماعية د. الهنوف الحقيل: "بعد شهر رمضان المبارك واختلاف الساعة البيولوجية ومن بعدها العيد واختلاف طبيعية وأسلوب الغذاء وكل ذلك له انعكاسات في الاستيعاب والاستجابة على انضباط الطلبة". ولفت إلى أن "يحتاج الطلبة وأسرهم مدة كافية بعد العيد لتعديل وضبط النوم وأسلوب الحياة"، مشيرة إلى طول العام الدراسي الذي "أفقد الطلبة والطالبات الشغف" على حد تعبيرها. واقترحت على وزارة التعليم أن ترجع للأسرة وتشرك الطلبة في بعض قرارتها الخاصة بالإجازات من خلال إنشاء ما يسمى (مجلس طلبة). وقالت الاختصاصية الاجتماعية مواهب أحمد الأزوري: "يعود غياب الطلبة بعد إجازة عيد الفطر إلى عدد من الأسباب أبرزها: عدم انتظام الساعة البيولوجية سواء للطلبة أو لأسرهم خاصةً بعد شهر رمضان المبارك، ما يستدعي أهمية العمل على محاولة استعادة النظام الجديد وتعديل نظام النوم والاستيقاظ. وأضافت أن هناك أسباب أخرى فرعية؛ سفر بعض الأُسر خارج المملكة أو داخلها، وكذلك استمرار الاحتفال بمناسبة العيد، خصوصًا أن بداية استئناف الدراسة جاءت في اليومين الأخيرة من الأسبوع. وأشارت إلى أن العودة إلى عجلة الحياة اليومية المنتظمة يحتاج من الأهالي العمل على إدارة الوقت سواء للموظفين أو الطلبة، وتنظيم ساعات النوم والاستيقاظ، وكذلك التوفيق بين الالتزام بالمناسبات العائلية التي ما زالت مستمرة للاحتفال بالعيد وبين الاستعداد للعودة إلى العمل والدراسة.

مشاركة :