كشف وزير الخارجية عادل الجبير، أن سويسرا ستدير الشؤون القنصلية للمملكة في إيران بعد قطع الرياض للعلاقات الدبلوماسية مع طهران، وقال في مؤتمر صحفي جمعه مع نظيره السويسري، ديدييه بورخالتر، أمس الأحد في الرياض، «سويسرا ستدير الشؤون القنصلية السعودية في إيران وستسهل مجيء الحجاج الإيرانيين إلى بلادنا»، وأضاف أن سويسرا عرضت التعامل مع المصالح القنصلية للسعودية في إيران وأن المملكة تقدر ذلك وتتقبله. من جانبه قال وزير الخارجية السويسري ديديه بورخالتر إيران قبلت شفهيا التعامل مع المصالح القنصلية للسعودية في إيران، مشيرا إلى سويسرا قدمت للسعودية طلبا بذلك، موضحا أن المبدأ مقبول به من قبل الطرفين، ولكن الكيفية هذه سيناقشها الفريقان خلال الأسابيع القادمة وسينبثق عقب ذلك وثيقة رسمية بذلك، وعن التدخل البري في سوريا قال الجبير: اتخذت المملكة القرار وسيعلن لاحقا موعد الدخول وعدد المشاركين، وعن الهدف من رعاية سويسرا مصالح السعودية في إيران قال الجبير: وفند الجبير تلك الأعمال بأنها غير مقبولة منها زرع خلايا إرهابية في السعودية لزعزعة الأمن وقتل الأبرياء غير مقبول، وتهريب الأسلحة والمخدرات للسعودية ودول حليفة للمملكة أمر غير مقبول، مد الحوثيين بالمال والسلاح والطاقات البشرية أمر غير مقبول، دعم الإرهاب في المملكة والمنطقة وهو أمر غير مقبول، ونشر الفتنة الطائفية في المنطقة والعالم الإسلامي وبشكل عام أمر غير مقبول، وكذلك تدخلات إيران في شؤون المنطقة سواء لبنان أو سوريا أو العراق أو اليمن أمر غير مرفوض، وأضاف: هناك أمور كثيرة يجب على إيران أن تعدلها إذا أرادت أن تكون لديها علاقات جيدة مع المملكة، مشيرا إلى أن المملكة على مدى 36 عاما لم تقوم بأي أعمال عدوانية مع إيران، قائلا «لا زرعنا خلايا إرهابية في إيران، ولا قتلنا دبلوماسيين إيرانيين، ولا اقتحمنا سفارات إيرانية، ولم نتدخل في شؤون إيران الداخلية، إيران دولة جارة لا يمكن أن نتجاهل ذلك، ونريد أن يكون لنا أفضل العلاقات معها ولكن بناء العلاقات يحتاج إلى إيجابية من الطرفين وليس من المعقول أن تكون المملكة تحاول أن تمد يد الصداقة لإيران وتقوم إيران بأعمال عدوانية وتتعجب من قطع العلاقات معها»، وبين أن إعادة العلاقات يحتاج إلى تعديل في سياسات إيران وفي الأعمال التي تقوم بها في المنطقة، موضحا أن الوساطة في الوقت الراهن لا حاجة لها لأن المطلوب من إيران معروف لا يحتاج إلى تفسير. وعن المطلوب من روسيا وأمريكا لتفعيل ما تم الاتفاق عليه قال: إنه بسيط وهو قيام النظام السوري بإدخال المساعدات إلى الشعب هناك وبشكل فوري، ووقف الضرب العسكري تجاه الأبرياء المدنيين بما فيها قنابل البراميل، والانخراط في العمل السياسي لبدء في المرحلة الانتقالية في سوريا، وأشار إلى أن ذلك هو المطلوب من النظام السوري ومن الممكن أن تقوم روسيا بالضغط على بشار للقيام بذلك، وإيقاف روسيا عملياتها تجاه المعارضة المعتدلة. وفيما يخص أمريكا قال الجبير: أن تستمر في الضغط على روسيا للقيام بما ذكرناه. وأضاف الجبير: «لسنا مهتمين بمغامرات تتخطى حدودنا بل نسعى لجوار آمن»، موضحا أن «هدفنا إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا». وشدد على أن «النظام السوري يستمر في تأخير الحل السياسي». وأكد أن «العملية السياسية بسوريا تبدأ فور دخول وقف الأعمال العدائية حيز التنفيذ». وفي سياق آخر، ذكّر بأن «مليونين ونصف المليون سوري أتوا إلى السعودية منذ بدء الأزمة». وتحدث الجبير بشكل مختصر عن الأزمة السورية وفشل بشار مع من استعان بهم، قائلا: في بداية الأزمة استعان بشار الأسد بالشبيحة لقتل الأطفال واغتصاب النساء وقتل الأبرياء وتدمير المنازل ولم يستطع الهيمنة على الشعب وانهزم، ثم استعان بالجيش وفشل، ثم استعان بالإيرانيين وفشل، ثم استعان بمليشيات شيعية حزب الله ثم استعان بمليشيات تم تجنيدها من العراق وباكستان وأفغانستان وفشلوا في إنقاذ بشار الأسد، والآن استعان بروسيا وستفشل في إنقاذه، وأكد الجبير أنه من المستحيل بقاء شخص قتل 300 ألف شخص من الأبرياء وتشريد 12 مليونا من شعبه وتدمير بلاده، مشيرا إلى أنها مسألة وقت وبإذن الله عاجلا أم آجلا سيسقط النظام وسيفتح المجال لبناء سوريا الجديدة دون بشار الأسد. من جهته علق وزير الخارجية السويسري، على عرض بلاده بين الرياض وطهران، حيث قال: «المبادرة بسيطة للغاية، عرضنا على الجانبين إيران والسعودية إمكانية تمثيل مصالحهما وتقديم الخدمات الدبلوماسية وأهم شيء هو توفير الخدمات الأساسية وهذا العرض قدمناه وقبلته طهران وأبلغتنا بذلك»، وتابع الوزير السويسري: «ما نقوم به ليس وساطة بين الطرفين، بل هو ملء مهام وتقديم خدمات دبلوماسية وقنصلية».
مشاركة :