قال محللان مصريان تعليقا على الانتخابات الرئاسية التركية المقبلة إنها ستكون على صفيح ساخن وقد تكون نهاية حقبة حكم الرئيس رجب طيب أردوغان، أو طموحات المعارضة التي تنشد التغيير. وقال الباحث والمحلل السياسي المختص فى الشأن التركي، هاني الجمل، في حديث لـ"RT"، إن انتخابات الرئيس الثالث عشر في تاريخ تركيا الحديثة سيكون على صفيح ساخن، حيث تعد الانتخابات التركية الراهنة هي الأسخن خلال تاريخ تركيا الحديث، مضيفا: :"إنها ستطلق رصاصة الرحمة على الحقبة الاردوغانية او المعارضة الطامحة في التغيير والتي ترى في الانتخابات الراهنة فرصة سانحة لقيادة تركيا خلال مائة عام". وأضاف أنه لمن ينظر إلى الانتخابات التركية يجد أنها تنقسم إلى انتخابات رئاسية يتنافس بها أربعة مرشحين وهم الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان والذي يقود "التحالف الجمهوري" في الانتخابات والذي ظل علي سدة الحكم طيلة عشرون عاما غير خلالها العديد من ثوابت الدولة العلمانية التي أسسسها "أتاتورك" منذ مائة عام وذلك بإزاحة المؤسسة العسكرية من المشهد السياسي كشريك للحكم وكضامن للعلمانية فضلا عن تحويل نظام الحكم في تركيا من نظام برلماني إلى نظام رئاسي، وينافسه بشدة كمال جليحدار مرشح "الطاولة السداسية" المعارضة بجانب مرشحان اخران هما محرم أنجه وسنان أوجان واللذان قد لا يكون لهما الوزن السياسي للفوز بالانتخابات الرئاسية ولكن قد يساهما في ذهاب الانتخابات الرئاسية إلى جولة إعادة بسبب تفتيت الأصوات بالانتخابية. وتأتي هذه الانتخابات في ظل أحداث سياسية خارجية وداخلية ساخنة تلقى بظلالها على سير الانتخابات والتأثير بشكل كبير على الكتل التصويتية وتأتي اهم هذه الأحداث الخارجية وهي الحرب الروسية الأوكرانية وطريقة تعامل أردوغان معها فضلا عن محاولات التقارب مع النظام السوري وهو ما يسعى إليه أردو غان من خلال القمة الرباعية المزمع عقدها في موسكو برعاية روسيا وإيراني، فضلا عن الخطوات الواسعة التي قطعها أردوغان في التقارب مع مصر واليونان وقبرص بعد أحداث الزلزال الذي ضرب تركيا ومحاولة اللحاق بركب منتدى غاز شرق المتوسط لحل أزمة توفير الغاز في الداخل. ووفقا لهاني الجمل لا تقل فرص مرشح المعارضة كمال جليدار عن فرص أردوغان وذلك لما يمتع به من دعم غربي بجانب الدعم من كتلة الطاولة السداسية ورئيسي بلدية اسطنبول وأنقرة فضلا عن مغازلة الكتلة الكردية الأكثر تأثيرا في الانتخابات وهو حزب الشعوب الديمقراطي فضلا عن الوعود الانتخابية التي أكد فيها على عودة النظام البرلماني وان تكون مدة الرئاسة 7 سنوات دون تجديد وهذا ما قد يدعم موقفه الانتخابي. ورجح أن تكون الانتخابات البرلمانية أحد مفاتيح حسم منصب الرئيس التركي الجديد والتي تنحصر فى اربع تكتلات هي "تحالف الشعب" و" تحالف الأمة" و"تحالف العمل" و" تحالف الحرية" وذلك في حالة نجاح المعارضة في الذهاب إلى جولة إعادة لان الحصول على نسبة 50% من الكتلة التصويتية والتي تقدر بحوالي 64 مليون ناخب يحق لهم التصويت لن تحسم من الجولة الأولى. وبالنظر إلى الكتل التصويتية في هذه المعركة الانتخابية يجد أنها بها نسب كبيرة من الأصوات العائمة اولها كتلة أصوات الأتراك في الخارج والتي تقدر ب 6.5 مليون ناخب بجانب نسبة الشباب والتي تقدر بحوالي 6.7 مليون ناخب وهم الذين يشاركون لأول مرة في التصويت الانتخابي هذا بجانب الكتلة الكردية والتي تتراوح ما بين 15 إلي 20% من الكتلة التصويتية لكنها مقسمة ما بين حزب الشعوب الديمقراطي في تحالف الطاولة السداسية وبين حزب "هدى بار" في التحالف الجمهوري هذا بجانب الكتلة التصويتية الغائبة في المناطق المتضررة من أحداث الزلزال والتي خلفت ورائها 50الف قتيل لم تجد لها لجان للتصويت حتى الآن على الرغم من تسجيل 50الف ناخب فقط من هذه المناطق. وبرؤية بسيطة لحالة التضخم الكبير في تركيا والتي وصلت إلى 50٪ فضلا عن رعونة الحكومة في التعامل مع أزمة الزلزال إلا أن التصويت العقابي الذي قد ينال أردوغان ليس معناه الوصول بكامله إلى كليجدار. بدوره قال المحلل والباحث المختص في الشأن التركي محمد ربيع الديهي، إن الانتخابات التركية تشهد حالة من الضبابية والغموض في ظل تنافس 4 مرشحين على مقعد الرئاسة، إذ يهدف ثلاث مرشحين إلى الإطاحة بأردوغان الذي يتربع على كرسي الرئاسة منذ سنوات وغير العديد من الأوضاع في تركيا كان أولها النظام السياسي في البلاد من برلماني إلى رئاسي، ومن هنا تشير اغلب استطلاعات الراي في تركيا إلى تقارب فرص الفوز بين كمال اغلوا مرشح المعارضة عن طاولة الست وأردوغان الرئيس الحالي، وربما المتابع للأوضاع في تركيا سوف يلاحظ أن استطلاعات الراي كانت تصب في صالح مرشح المعارضة ولكن بعد الإعلان عن البرامج الانتخابية لكل مرشح وإعلان اردوغان اطلاق مشروعات قومية كبيرة اختلفت توجهات الشارع التركي بصورة كبيرة لتقل الفوارق بين المرشحين، مما يعني أن هناك كتلة تصويتية كبيرة لم يتقوم بحسم اصوتها لصالح من من المرشحين وهنا يضعنا امام تصور رئيسي مفأدة أن النظام التركي أو اردوغان يدرك حجم هذه الكتلة ويدرك كيف يتعامل معها خلال الانتخابات خاصة وانهم همهم الأول هو تحسين أوضاعهم المعاشية ولذلك يمكننا الإشارة هنا أن اردوغان من خلال ما يملكه من عناصر قوة يمكنه تغير العديد من مجريات الأمور في الانتخابات المقبلة، اذا ما استطاع التأثير على هؤلاء الناخبين في ظل ما يملكه من عناصر قوي وتاثير مثل القنوات الإعلامية وغيرها من الأمور. المصدر: RT تابعوا RT على
مشاركة :