ظهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شخصياً في إسطنبول، للمرة الأولى بعد غياب عن الساحة العامة ثلاثة أيام بسبب الوعكة الصحية التي أبعدته عن مسار الحملة الانتخابية. كيف بدا الزعيم التركي؟ بدا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بصحة جيدة وهو يخاطب الحشود ظهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الملأ اليوم السبت (29 نيسان/أبريل 2023) للمرة الأولى بعد غياب استمر ثلاثة أيام جراء الإعياء. وجاء ذلك خلال زيارته مهرجان تكنوفيست لتكنولوجيا الطيران والفضاء الذي انطلقت فعالياته يوم الخميس الماضي في مدينة إسطنبول. وقدم أردوغان خلاله أول رائدي فضاء تركيين سينطلقان في مهمة إلى محطة الفضاء الدولية نهاية 2023، بحسب وكالة الأناضول التركية للأنباء. ووصل الرئيس التركي برفقة حليفه المقرب الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة. وخاض البلدان حروباً باستخدام مسيّرات تركية ستهيمن على هذا المعرض الذي يستمر خلال عطلة نهاية الأسبوع. وفي كلمته قال أردوغان إن رائد الفضاء التركي الأول سيقوم بمهمته في محطة الفضاء الدولية لمدة 14 يوماً، وفقاً للأناضول. وأوضح أن "ألبير غزر أوجي" الذي سينطلق لمحطة الفضاء الدولية هو "طيار بطل حقق نجاحات مهمة في قيادة القوات المسلحة التركية". أما رائد الفضاء الاحتياطي "توفا جيهانجير أتاسيفر" فأوضح أردوغان أنه مهندس أنظمة يعمل في مجال أنظمة الإطلاق الفضائية في شركة "روكيتسان" التركية للصناعات الدفاعية. وتابع الرئيس: "سينفذ رائد الفضاء في هذه المهمة 13 تجربة مختلفة أعدتها الجامعات والمؤسسات البحثية القيمة بتركيا". وعادة ما يستخدم أردوغان مشاريع التكنولوجيا والدفاع الطموحة للترويج لإعادة انتخابه. أين كان أردوغان؟ وجاء ظهور أردوغان اليوم السبت قبل أسبوعين من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الحاسمة المقررة في 14 أيار/مايو المقبل. وتوارى أردوغان عن الأنظار منذ وعكته الصحية التي أجبرته على قطع مقابلة مباشرة على الهواء مساء الثلاثاء. وأوضح وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة أن أردوغان يعاني التهاباً في المعدة والأمعاء، وهو مشكلة في الجهاز الهضمي تعالج بسهولة وفي غضون أيام قليلة. إلا أنها عرقلت محاولات أردوغان لاكتساب زخم في الفترة التي تسبق الانتخابات التي تعد الأكثر أهمية في تركيا منذ أجيال. وبدا أردوغان بصحة جيدة وهو يخاطب الحشود متحدثاً عن جهود الحكومة لمساعدة ضحايا زلزال شباط/فبراير الهائل الذي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص. لكنه لم يتطرق إلى المخاوف حول صحته كما لم يذكر سبب غيابه، وأعلن بدلاً من ذلك إطلاق "قرن جديد لتركيا". وقال الزعيم التركي في إشارة إلى معارضيه "التصريحات الفاضحة التي أدلوا بها في الأيام الأخيرة، تكشف عن كراهيتهم وحقدهم". وأضاف "لكن مهما كان ما يحاولون القيام به، لن يتمكنوا من تحقيق أي شيء" متهماً أعضاء المعارضة بأنهم "عملاء" للغرب ومصممون على زعزعة تركيا. ويأتي مرض أردوغان في وقت حساس جداً بالنسبة إلى الرئيس التركي الذي حكم البلاد لعقدين. وتظهر معظم استطلاعات الرأي أن أردوغان يتخلف قليلا عن منافسه العلماني كمال كيليتشدار أوغلو في الانتخابات الأكثر أهمية في تركيا في العصر الحديث. كما أن سيطرة حزبه العدالة والتنمية الإسلامي على البرلمان من خلال تحالفه مع جماعة قومية متطرفة، مهددة أيضاً. وبواجه أردوغان أصعب تحد في حكمه. فقد تمكّن كيليتشدار أوغلو من تشكيل نوع التحالف الواسع النطاق الذي احتاج أردوغان إلى 20 عاماً لإتقان صياغته. ويضم تحالف المعارضة بعض حلفاء أردوغان السابقين وليبراليين وإسلاميين وقوميين بالإضافة إلى أكراد. خ.س/ص.ش (د ب أ، أ ف ب)
مشاركة :