حظيت المحادثات الهاتفية التي جرت مؤخرا بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بترحيب واسع في المجتمع الدولي، وأعرب الكثيرون عن آمالهم في أن تواصل الصين الاضطلاع بدور بناء في دفع التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة الأوكرانية. فقد شدد شي يوم الأربعاء على أن الحوار والمفاوضات هما السبيل الوحيد القابل للتطبيق للخروج من الأزمة الأوكرانية، وأن لا أحد يفوز في حرب نووية، مضيفا أن العلاقات الثنائية بين البلدين وصلت إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية، وهو ما يعزز تنمية البلدين ونهضتهما. وفي أعقاب المحادثة، قال زيلينسكي على “تويتر” إنه أجرى “مكالمة هاتفية طويلة ومفيدة” مع شي، مضيفا أنه يعتقد أن هذه المكالمة وتعيين سفير لأوكرانيا لدى الصين “سيعطيان زخما قويا لتنمية علاقاتنا الثنائية”. ومن جانبه ذكر فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء أن الأمم المتحدة تأمل في أن تواصل الصين القيام بدور فعال في حل الأزمة الأوكرانية. وقال حق “إننا نشجع بالتأكيد مشاركة جميع الدول الرئيسية من كل أنحاء العالم، بما في ذلك، بطبيعة الحال، أعضاء مجلس الأمن، من حيث الإسهامات التي يمكن أن يقدموها من أجل حل الأزمة بين أوكرانيا وروسيا”، مضيفا “وبالتأكيد، نأمل أن تواصل الصين القيام بدور فعال”. وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا يوم الأربعاء بأن موسكو رحبت “باستعداد الجانب الصيني للسعي جاهدا إلى إنشاء عملية تفاوض”، مضيفة أن مجموعة واسعة من البنود التي وردت في موقف الصين بشأن التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية، وهي وثيقة نشرتها الصين يوم 24 فبراير، تتفق مع نُهج موسكو المبدئية. وفيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، تقف الصين دائما إلى جانب السلام، ويتمثل موقفها الأساسي في تسهيل إجراء محادثات من أجل إحلال السلام، وفقا لما أكده شي خلال المحادثة الهاتفية التي جرت يوم الأربعاء. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية، التي وصفت المحادثة بأنها “إيجابية”، في بيان يوم الأربعاء إن الصين يمكن أن تلعب دورا مهما في إنهاء الأزمة الأوكرانية، مضيفة أن فرنسا تشجع أي حوار يمكن أن يسهم في حل الأزمة. أما جون كيربي، منسق الاتصالات الإستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأمريكي، فقال للصحفيين يوم الأربعاء “إننا نرحب بالأنباء التي تفيد بأن هناك اتصالا هاتفيا جرى بين الرئيس شي والرئيس زيلينسكي”. كما رحبت بروكسل بالمحادثة التي جرت بين شي وزيلينسكي، حيث أنها خطوة هامة من جانب الصين في ممارسة مسؤولياتها كعضو في مجلس الأمن الدولي، وفقا لما ذكره كبير المتحدثين باسم المفوضية الأوروبية إريك مامر يوم الأربعاء. ورحب الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل بهذا التطور أيضا، قائلا إنه من المهم جدا أن تتحدث الصين مع أوكرانيا، وإن جميع الأطراف تريد السلام.