تدابير مهمة للحفاظ على خصوصية مستخدمي الإنترنت

  • 4/30/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

اعتاد مستخدمو الإنترنت الاعتماد على غوغل في البحث عن المعلومات رغم أنه صار من المعلوم أنه يجمع بيانات المستخدم واستغلالها، بالمقابل هناك محركات البحث الوصفية غير مستعملة كثيرا وهي أدوات بحث مع تصفح مجهولة الهوية تقوم بجمع النتائج من عدة محركات بحث، كما أن روبوتات الدردشة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي تعد واعدة في تقديم الخدمات للمستخدمين دون انتهاك الخصوصيات. برلين - عادة ما يعتمد المستخدم على محرك غوغل عند الرغبة في إجراء عمليات البحث على الإنترنت، ووفقا لما أعلنته شركة "ستايتكاونتر" لتحليل حركة الويب، فإن الحصة السوقية لمحرك بحث غوغل تصل إلى 90 في المئة بأكثر من 4 مليارات مستخدم. وأوضح يورغ غايغر من مجلة "شيب" الألمانية المتخصصة أنه "إلى جانب محرك بحث غوغل يوجد محرك مايكروسوفت بينغ بحصة سوقية تبلغ 5.5 في المئة، ولكن ذلك يرجع إلى تكامل محرك البحث مع نظام التشغيل مايكروسوفت ويندوز". وأكد الخبير الألماني أن محركي البحث غوغل وبينغ يقومان بجمع بيانات المستخدم واستغلالها. ويظهر استغلال جمع البيانات من خلال الإعلانات المستهدفة وفي نتائج البحث أيضا. وأوضح فولفغانغ شتيلير من بوابة التقنيات "تكنولوجي ريفيو" أنه "يمكن أن تختلف نتائج البحث عن نفس المصطلح بشكل كامل تبعا للمستخدم؛ حيث تقوم خوارزميات البحث في غوغل وبينغ بمراعاة سلوكيات تصفح الإنترنت الخاصة بالمستخدم عند إظهار نتائج البحث". وبشكل أساسي تعمل جميع محركات البحث بطريقة مماثلة؛ حيث تقوم البرامج الصغيرة المعروفة باسم “كراولر” بتمشيط شبكة الويب وتحليل وفهرسة محتوى مواقع الويب، وبعد ذلك يمكن لشركات البحث الوصول إلى فهرس البحث عند استعلامات البحث وعرض قوائم النتائج المناسبة. محرك البحث "ستارت بيج" يمتاز بأمان نقل البيانات، كما أنه لم يُظهر أي عيوب في توضيحات سياسة الخصوصية ◙ محرك البحث "ستارت بيج" يمتاز بأمان نقل البيانات، كما أنه لم يُظهر أي عيوب في توضيحات سياسة الخصوصية ويتمثل العامل الحاسم هنا في النتائج، التي تظهر في أعلى القائمة. وأوضح شتيلير أن تصنيف غوغل يعتمد بشكل أساسي على عدد المرات، التي يتم فيها ربط موقع الويب من قبل المستخدمين الآخرين، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل الكلمات الرئيسية أو الموقع أو الترابط، وتعتبر قاعدة المستخدمين الكبيرة لدى شركة غوغل وتأثير ذلك على الشبكة جزءا من سر نجاحها؛ نظرا إلى أنه كلما زاد عدد المستخدمين الذين ينقرون على موقع ويب معين للاطلاع على موضوع ما، زادت صلة ذلك بنتائج البحث. ومع ذلك هناك محركات بحث بديلة لمحرك غوغل، حيث ظهر محرك “ستارت بيج” بمظهر مقنع للغاية في اختبار مقارنة المنافسين، الذي أجرته مجلة “شيب” الألمانية. وتقوم هذه الأداة بجمع النتائج من عدة محركات بحث، ومن ضمنها غوغل، وتصنيف المواضيع لتظهرها للمستخدم لكن مع تصفح مجهول الهوية، ودون تتبع للمستخدم وتعريض هويته للاستغلال من قبل محركات البحث وشركات الإعلان. وأوضح الخبير الألماني غايغر أن "هذا المحرك يعتمد على خدعة أساسية؛ حيث يقوم بإعادة استعلامات البحث إلى محركات البحث مع إخفاء الهوية، وبالتالي فإن نتائج البحث تكون جيدة للغاية". وأظهرت نتائج الاختبار أن محرك البحث “ستارت بيج” يمتاز بأمان نقل البيانات، كما أنه لم يُظهر أي عيوب في توضيحات سياسة الخصوصية، في حين أظهر محرك بحث غوغل أوجه قصور واضحة للغاية رغم تميزه من حيث نتائج البحث وسهولة الاستخدام. كما أظهر محركا البحث "داك داك غو" و"كوانت" نتائج جيدة بشكل مماثل في الاختبار، وتتمثل الميزة الكبيرة لمحركات البحث البديلة في أنها لا تقوم بتتبع سلوكيات المستخدم أثناء تصفح الإنترنت. وهناك بدائل أخرى تتمثل في محركات البحث الوصفية، والتي تقوم بتجميع النتائج من مختلف شركات البحث وتوضح الصفحات، التي تأتي منها نتائج البحث، ويعتبر محرك "ميتاجر" من أشهر محركات البحث الوصفية. وأكد الخبير الألماني غايغر أن هذا المحرك يضمن الخصوصية وحماية البيانات، ولكنه يعتمد على المصادر القديمة المعروفة مثل بينغ وياهو وياندكس، ويعتبر محرك “إيتولز سي أتش” من ضمن محركات البحث الوصفية الأخرى ولديه الكثير من المصادر. وأوضح غايغر أنه يمكن للمستخدم الأكثر خبرة من الناحية التقنية استعمال محرك البحث “سوركس أنفو”، وأضاف “يعتبر هذا المحرك من محركات البحث الوصفية، ويمكن للمستخدم تحديد محركات البحث التي يجب النقر عليها”. وتتوافر هنا أيضا بدائل لمحرك بحث غوغل، ولكن نادرا ما يتم استعمالها. وأضاف شتيلير أن انتشار محرك بحث غوغل يرجع إلى جوانب راحة الاستعمال؛ حيث تم دمج غوغل باعتباره محرك البحث الافتراضي في الكثير من برامج تصفح الويب، وعادة لا يرغب المستخدم في تحديد محرك بحث آخر. ◙ التقنيات الجديدة تعمل على تغيير سلوكيات المستخدم أثناء تصفح الإنترنت حيث ينتشر الحديث حاليا عن تقنيات الذكاء الاصطناعي ويمكن للمستخدم إيقاف عملية جمع البيانات في إعدادات محرك البحث في حساب غوغل، وأوضح أندريه هيزل من مجلة "كمبيوتر بيلد"، أنه يمكن تعطيل وظيفة "أنشطة الويب والتطبيقات"، وبالتالي يتم منع أنشطة معينة مثل تخزين عمليات البحث وسجل المواقع في حساب غوغل على الإطلاق. ومن الأفضل عدم تسجيل الدخول في حساب غوغل على أجهزة اللاب توب أو الكمبيوترات المكتبية، ويتعين على المستخدم التحقق مما إذا كان قد تم تسجيل الدخول في حساب غوغل قبل البحث، ويتعين عليه تسجيل الخروج إذا لزم الأمر. وتعمل التقنيات الجديدة على تغيير سلوكيات المستخدم أثناء تصفح الإنترنت؛ حيث ينتشر الحديث حاليا عن تقنيات الذكاء الاصطناعي، وخاصة نماذج اللغة في روبوتات الدردشة مثل تشات جي.بي.تي، ولم يقتصر الأمر على قيام مايكروسوفت بدمج وظيفة البحث بالذكاء الاصطناعي في محرك بحث بينغ، ولكن شركة قامت “نييفا” الأميركية الناشئة بتطوير محرك بحث اعتمادا على روبوت الدردشة تشات جي.بي.تي. ويقوم محرك البحث الخاص بشركة نييفا بالبحث في مواقع الويب عن طريق الأوامر الصوتية، وبعد ذلك يقوم بإنشاء مستندات نصية قصيرة أو طويلة للمستخدم، وتظهر أهمية محرك البحث مثلا عند الرغبة في الحصول على مراجعات حول الكتب أو الأفلام؛ حيث يقوم الذكاء الاصطناعي بقراءة عشرات المراجعات وإنشاء ملخص حول تقييم الكتاب أو الفيلم. ولا تعتمد الشركة الأميركية على تتبع بيانات المستخدم أو الإعلانات في محرك البحث، ولكنها تطلب رسوم اشتراك أقل من 5 دولارات شهريا نظير استعمال خدماتها. ويرى غايغر أن روبوتات الدردشة تعتبر بمثابة نسمة من الهواء النقي في سوق محركات البحث، إلا أن هذه التقنية الجديدة لم تصل بعد إلى مرحلة النضج؛ حيث يتعين على المستخدم دائما ترجيح المصادر والتحقق من المعلومات.

مشاركة :