(مُكافأة نهاية الخدمة)  الجزء (١٢)

  • 4/29/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

………… أعلم أنكم تسألون الان عن الطالب مصطفى بعد نهاية هذا الفصل الدراسي ، هل سيجتاز هذا الفصل وينجح وهو لا يفقه العربية..؟! وأعلم مدى انشغالكم بوضعه السيئ ، ولكن إليكم البشارات ، بعد محادثات مُكثفة بين المعلمات وأسرة مصطفى تم الاتفاق على تكثيف العمل من قبل المعلمات بتعليمه بشكل فردي نهاية اليوم الدراسي مع جهود الأسرة التي جلبت لابنها معلم تخاطب ؛ كي يتقن اللغة العربية على أصولها ، ولولا هذه الاجراءات ما خرج مصطفى من المأزق الذي كان به.. . تابعته فردياً في رسم الحروف ونطقها من خلال أوراق العمل المُكثفة وكنت أجمع مابين التشجيع بإطلاق (زغروطة) مجلجلة في أركان المدرسة ، يجتمع عليها كل من يسمعها داخل حرم المدرسة مُتسائلاً عن سببها ؛ لأرفع يد مصطفى اليُمنى للأعلى وأقول لهم باركوا لمصطفى فهو يتحدث العربية باتقان ، لتنهال عليه التبريكات من الكل ، و ليكتمل التحفيز أُخرج من حقيبتي خمسةً من الريالات ؛ كي ينطلق لمقصف المدرسة ويشترى ما يُريد.. أستمر هذا الحال لمدة أسبوعين كحملة مُكثفة لتقييم مصطفى ، في جميع المواد الدراسية ، بينما الفرحة العظمى كانت من قبل معلمة الدراسات الإسلامية عندما قرأ لها مصطفى سور القرآن الكريم -النصر و المسد والاخلاص والفلق والناس- وهى تُشجع فرحةً به وأنا كالمعتاد أطلق تلك ( الزغروطه) التي تهُز المكان ، ينطلق بعدها نحوي رافعاً يده لأضع بها الخمسة الريالات ، يتقافز بعدها منطلقاً للمقصف المدرسي.. وزميلة لي تهيبُ بي أن كل مافي حقيبتي من أموال وحلوى ذهبت لمصطفى ، تذكرت وقتها أبيات قالها الشاعر أبو فراس الحمداني ، الذي ذكره الثعالبي في كتابه (يتيمة الدهر): أنفق من الصبر الجميل فإنّهُ لم يخشْ فقراً مُنفقٌ من صبرهِ والمرء ليس ببالغٍ في أرضه كالصقرِ ليس بصائدٍ في وكرهِ ……….. يُتبع

مشاركة :