دفع انهيار بنك سيليكون فالي، الذي كان يعتبر من بين أكبر البنوك المتخصصة في تمويل الشركات التكنولوجية الناشئة ورؤوس الأموال الاستثمارية في وادي السيليكون، المستثمرين في مجال التكنولوجيا والشركات الناشئة إلى التدافع لمعرفة أوضاعهم المالية المُحتملة وتأثيرها في قدرتهم على مواصلة العمل، في وقت كانت فيه العديد من الشركات على حافة الهاوية. في خطوة جريئة للحد من خطر تلك العدوى على صناعة التكنولوجيا الأكثر نموًا في العالم أغلق المنظمون في الولايات المتحدة بنك سيليكون فالي في 10 مارس الماضي، ووضعوه تحت سيطرة مؤسسة تأمين الودائع الفيدرالية الأمريكية، وهو ما يعني عادةً أنها ستتولى تصفية جميع أصول البنك لتسديد أموال العملاء والمستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال، بما في ذلك المودعون والدائنون. بالتأكيد أدت هذه الخطوة إلى إثارة القلق الشديد في مجتمع الشركات التكنولوجية الناشئة؛ حيث عبّر المستثمرون والمؤسسون عن مخاوفهم بشأن إخراج أموالهم، وكشوف الرواتب وتغطية نفقات التشغيل، وفي إطار ذلك قال آشلي تايرنر؛ مؤسس شركة “فارم بوكس آر إكس” لتوصيل الأغذية الصحية، عبر حسابه الرسمي على موقع «تويتر»، إن ما يجب معرفته الآن بعد انهيار بنك سيليكون فالي هل يُمكن استعادة الأرقام الثمانية بالكامل؟ وفي السياق نفسه صرح باركر كونراد؛ الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لمنصة الموارد البشرية Rippling، في 12 مارس الماضي، بأن شركته علمت أن كشوف رواتب بعض العملاء تتأخر بسبب الانهيار المفاجئ لبنك سيليكون فالي؛ حيث كتب على تويتر: “أولويتنا القصوى هي دفع رواتب موظفي العملاء في أقرب وقت ممكن، ونحن نعمل بجد لتحقيق ذلك على جميع القنوات المتاحة، ونحاول معرفة ما يعنيه استحواذ مؤسسة تأمين الودائع الفيدرالية على البنك”. اقرأ أيضًا: لماذا يفضل المستثمرون شركات التكنولوجيا؟ بحسب تصريحات جريج بيكر؛ الرئيس التنفيذي لبنك وادي السيليكون السابق، عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، فإن انهيار بنك سيليكون فالي أثر بشكلٍ كبير في مُعظم الشركات التكنولوجية الناشئة في منطقة الشرق الأوسط والعالم، خاصة أن هذا البنك كان المسؤول الأول عن تأمين الودائع للمنشآت التكنولوجية الناشئة التي تعتمد عليها في العمليات التشغيلية مثل: كشوف الرواتب وتغطية النفقات. كما يُدرك مُعظمنا فإن بنك سيلكون فالي كان يُمثل مصدرًا رئيسيًا لتمويل الشركات التكنولوجية الناشئة، وفي اللحظات الأولى من الانهيار واجهت هذه الشركات صعوبة شديدة في الحصول على القروض اللازمة والتمويل المناسب لتحسين وتطوير أعمالها وتوسعها، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو حتى العالمي. وفقًا لخبراء وادي السيليكون تضررت ثقة المستثمرين في الشركات التكنولوجية الناشئة بعد إفلاس بنك سيليكون فالي، وهو ما أدى إلى تراجع التمويل بشكلٍ كبير من رأس المال الاستثماري وصناديق التحوط. في ظل التحديات والتعثرات الاقتصادية التي يشهدها العالمي في الوقت الحالي يُعاني وادي السيلكون بالفعل من تكلفة معيشية مرتفعة وأسعار الإيجار العالية للمساكن والمكاتب، وبسبب الانهيار اضطرت بعض الشركات التكنولوجية الناشئة لتقليص حجمها أو الانتقال إلى مناطق أقل تكلفة. بالنظر إلى العقبات والتحديات التي واجهتها الشركات التكنولوجية الناشئة في العديد من بُلدان العالم؛ بسبب إفلاس بنك سيليكون فالي، أصبح تأمين أفضل المواهب في مجال التكنولوجيا أمرًا أكثر صعوبة، وقد يتأثر التوظيف والاحتفاظ بالمواهب نتيجة قلة الفرص وزيادة المنافسة. قد لا يستطيع أحد إنكار أن قدرة الشركات الناشئة على الابتكار وتطوير منتجات جديدة تأثرت بشكلٍ كبير بسبب قلة التمويل والثقة، وقد يؤدي ذلك إلى تباطؤ نمو التكنولوجيا في العالم خلال العامين المُقبلين. بشكل عام أثر إفلاس بنك سيلكون فالي بشكلٍ سلبي في الشركات التكنولوجية الناشئة على مستوى متعدد من التمويل والثقة والمواهب والابتكار، وقد تأخذ الصناعة وقتًا للتعافي من هذا الانهيار والعودة إلى مسار النمو. اقرأ أيضًا: كيف يستفيد رواد الأعمال من الذكاء الاصطناعي؟ بالتأكيد هناك العديد من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى إفلاس بنك سيليكون فالي الذي يُعد من أهم البنوك المتخصصة في تمويل الشركات التكنولوجية ورؤوس الأموال الاستثمارية في وادي السيليكون، وهذه الأسباب كالتالي: أحد العوامل الرئيسية التي أدت إلى إفلاس بنك سيليكون فالي هو القرارات الاستثمارية السيئة وتقييم المخاطر الضعيف؛ حيث استثمر البنك في عدد كبير من الشركات الناشئة التي لم تتمكن فيما بعد من تحقيق النجاح المتوقع. واجه بنك سيليكون فالي لمنافسة شديدة من البنوك الأخرى والمؤسسات المالية الناشطة في وادي السيليكون، هذا التنافس أثر بشكلٍ قوي في ربحية البنك وجعله يتخذ العديد من القرارات الاستثمارية الأكثر تهورًا للحفاظ على حصته في السوق. تعرّض بنك سيليكون فالي لتشديد اللوائح المصرفية المحلية والعالمية؛ حيث زادت كل هذه اللوائح من تكاليف التشغيل وجعلت البنك يُواجه تحديات في تحقيق النمو المرجو. بالطبع تسببت القرارات الاستثمارية السيئة والمشاكل المتزايدة بالسوق في أزمة سيولة حادة للبنك، ولم يتمكن من تلبية متطلبات السيولة وتسديد جميع الالتزامات المالية، وهو ما أدى في نهاية المطاف إلى إعلان الإفلاس بشكلٍ رسمي. اقرأ أيضًا من رواد الأعمال: 5 أدوات تكنولوجية تدعم رواد الأعمال هل تلاشى الاهتمام بتقنية الميتافيرس؟ مخاوف عالمية من الذكاء الاصطناعي.. خطوات مهمة للحد منها وظائف تنتهي بسبب الذكاء الاصطناعي.. ما هي؟ مفهوم الميتافيرس.. مزايا وعيوب تمويل الشركات الناشئة ثقة المستثمرين التكلفة المعيشية والإيجارات الموظفون والمواهب الابتكار والتطوير قرارات ضعيفة تنافس قوي تشديد اللوائح أزمة سيولة
مشاركة :