'ميت حي' يفوز بجائزة الرباط الوثائقي الأفريقي الكبرى

  • 4/30/2023
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الرباط - فاز الفيلم الوثائقي "ميت حي" لمخرجته التونسية ليلى الشعيبي بالجائزة الكبرى المقدمة برعاية "الجزيرة الوثائقية" ضمن فعاليات الدورة الأولى من مهرجان الرباط الدولي للفيلم الوثائقي الأفريقي. وقررت لجنة تحكيم المهرجان الذي نظمه مركز سجلماسة للدراسات والأبحاث السمعية البصرية ورئاسة جامعة محمد الخامس تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، منح الفيلم الجائزة الكبرى. والفيلم الوثائقي الطويل يحكي في 90 دقيقة قصة "حسن" الذي قرر أن يعيش داخل مقبرة بعد أن فقد أهله ولم يعد له من يعيله من أقربائه، ليجد نفسه يحرس الموتى ويراقب الأحياء. ومن خلال هذه التجربة، يتحدث "حسن" عن مفهوم الحب ونظرة المجتمع إليه، معتبرا أن هذا الأخير فقد قيمته أمام الطابع المادي للمجتمع، وأن الموت هي المسألة الوحيدة التي تجعل الناس، على اختلاف مستواهم المادي، سواسية كأسنان المشط. وتسلط التونسية ليلى الشعيبي من خلال هذا الفيلم الوثائقي الضوء على اللامساواة التي يتعامل بها الأحياء مع الأموات، حيث يحكي "حسن" كيف يعثر على بقايا عظام الموتى تنبشها الكلاب، بعد أن تم دفنها بطريقة غير صائبة. وليلى الشعيبي مخرجة تونسية اشتغلت لعدة سنوات في مجالي الصحافة والتصوير، قبل أن تتعاطى للإخراج والعمل السينمائي، عملت على تطوير مشاريع أفلامها من خلال اهتمامها بقضايا الهوية والعالم العربي، ويعتبر فيلم "ميت حي" الفيلم الوثائقي الطويل الثاني لها. وشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان إلى جانب فيلم "ميت حي" كل من "سأظل مصورا" لأنانياس ليكي داغو، و"أميكا" لأنطونيو سبانو، و"الملاذ الأخير" لعثمان ساماسيكو، و"العبور" لجويل أكافو، و"بعد مرور 20 سنة" لموسى توريه، و"صرة الصيف" لسالم بلال، و"التاكسي والسينما وأنا" لسلام زامباليغري. وتتنافس الأفلام الوثائقية الثمانية المذكورة على جوائز المهرجان الثلاث: وهي "الجائزة الكبرى"، "جائزة لجنة التحكيم" و"جائزة الجامعة للإبداع". وآلت جائزة "لجنة التحكيم" للفيلم الوثائقي "التاكسي والسينما وأنا" لمخرجه سلام زامباليغري، بينما فاز بـ"جائزة الجامعة للإبداع" فيلم "صرة الصيف" لمخرجه المغربي سالم بلال. وأعرب المخرج المغربي سالم بلال عن سعادته بنيل فيلمه الوثائقي الحساني جائزة في تظاهرة ثقافية قارية بهذا الحجم. وقال مدير المهرجان عز العرب العلوي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن هذه النسخة الأولى كانت "ناجحة بكل المقاييس، ويمكننا القول إن الرباط صار لها مهرجان كبير مخصص للفيلم الوثائقي"، معربا عن شكره لكل الجهات التي ساهمت في إنجاح التظاهرة. وأضاف أن الدورة تميزت على الخصوص بتوقيع ميثاق تأسيس الفيدرالية الأفريقية للأندية السينمائية الجامعية التي سيكون من شأنها المساهمة في تكوين شباب الجامعات المهتم بمجال صناعة الفيلم الوثائقي. ومهرجان الرباط الدولي للفيلم الوثائقي الأفريقي الذي انعقدت دورته التأسيسية خلال الفترة من 25 إلى 29 أبريل/نيسان، يعد من بين المهرجانات القليلة المهتمة بالسينما الأفريقية وخاصة الوثائقية منها. ولفت محمد بنيعقوب المندوب العام لتظاهرة "الرباط عاصمة للثقافة الأفريقية" إلى أن المهرجان كان مناسبة للتعرف عن قرب على صناعة الفيلم الوثائقي في القارة الأفريقية. وتابع أن المهرجان شهد كذلك تنظيم ورشات ولقاءات لمخرجين أفارقة مع طلبة الجامعات عرفت متابعة كبيرة من طرف الشباب المهتم بالسينما الوثائقية، "وهو ما سيدفعنا لتوسيع المشاركة في الدورات المقبلة، لضمان استمرارية نجاح هذه التظاهرة الثقافية الأفريقية". وتميز حفل الاختتام الذي حضرته فعاليات أكاديمية وفنية وثقافية من المغرب ومن بلدان أفريقية عدة بتكريم المخرج البوركينابي الشاب إيسيكا كوناطي أستاذ بالمعهد العالي للصورة والصوت بواغادوغو والمعهد العالي لمهن السمعي البصري بكوتونو. ويسعى المهرجان الذي نظم تحت شعار "الفيلم الوثائقي الأفريقي رافعة للإبداع والتنمية" إلى إغناء الحركة الثقافية بمدينة الأنوار، عاصمة الثقافة الأفريقية 2022، وإرساء محفل جديد للتبادل والتلاقح الأفريقي على أرض المملكة، من بوابة السينما الوثائقية. يذكر أن برنامج الاحتفالات بالرباط عاصمة للثقافة الأفريقية ينظم إلى غاية مايو/أيار 2023، ويشمل مجالات الأدب والشعر والفنون التشكيلية والموسيقى والمسرح والسينما وفنون الشارع والرقص والفنون الرقمية وعروض الأزياء والتصوير الفوتوغرافي والفنون الشعبية وفن الحكي وفنون السيرك، إضافة إلى منتديات ولقاءات فكرية وغيرها.

مشاركة :