كل جهاز في هذه الدولة له أهميته الكبرى في تقديم خدماته للمجتمع سواءً كانت هذه الخدمات أساسية في حياة الناس أو توعوية أو غير ذلك من الخدمات الموجهة ، ولا يخفى على الجميع أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لما له من دور كبير في إصلاح المجتمع واستقامته من منطلق قوله تعالى (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون). إن من الطبيعي والبديهي أن يكون هناك قصور من أي وزارة أو جهة في أداء عملها وهذا القصور يختلف من مكان إلى آخر وتختلف دراجاته بحسب تقصيره ومن هذه الأجهزة جهاز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأخصه بالذكر في مقالي لأنه بالغ الأهمية في جذب الناس للمعروف واجتنابهم عن المنكر فبعضهم هداهم الله لا يفرقون بين النصيحة في السر والعلن ولا الفرق بين الستر وفضح الناس همه الأول هو النهي عن المنكر وبأي طريقة يراها مناسبة لتفكيره و(أهوائه). إن اللين في المعاملة وحسن اللفظ لهما دوراً كبيراً جداً في تقبل الناس للأمر بالمعروف لأن القاعدة تقول الدين المعاملة وليس بغلاظة القول وفرض العضلات على الناس والحكم عليهم بدون تثبت ، ما يحتاجه جهاز الأمر بالمعروف في هذا الوقت هو توظيف أشخاص يحملون الدرجة الجامعية في الدعوة أو الشريعة وكذلك تكثيف الدورات التدريبية لهم في فن التعامل مع الآخرين لكسبهم وليس بالطريقة التي نراها في الغالب لأشخاص لم يتعدوا سن العشرين عاماً يقودهم شخص لا يكبرهم كثيراً بالعمر يتجولون في كل مكان وبشكل غير رسمي وهؤلاء خلفه يحكمون على هذا ويحلفون على الآخر من غير دراية كاملة بالدين وأسس الدعوة وإنما من باب الحماس الزائد الذي يجلب لهم المضرة أكثر من المنفعة فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يكون بالاجتهاد فقط إنما بالعلم وحسن التعامل لكي تقنع من أمامك وتكسبه في هذه النصيحة. أنا هنا لا أعمم كلامي على الجميع وليس ضد هذا الجهاز ولكن ما نراه في وقتنا الحالي (من الأغلب) هو ما شرحته سطور هذا المقال. ختاماً: (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) سورة آل عمران
مشاركة :